الصحة والغذاء

هل يستهلك قصب السكر الماء؟

من قلب الصعيد المصري يمكن لأي زائر أن يلمح الكميات المهولة من قصب السكر المزروع في شتى أنحاء القرى والنجوع، والتي تؤخذ فور نضجها إلى مصانع تكرير السكر، فيما ينقل بعضها إلى القاهرة وغيرها من بلاد العالم لبيعه لمحلات العصير، ليتمتع الشاربون بمذاق عصير القصب الذي لا يعادله مذاق.

موسم اكتشاف الحياة

قصب السكر بالنسبة لأهل الصعيد يعد ملمحًا أساسيًا من ملامح الحياة، وينتظر موسمه الفقراء للعمل فيه، وينتظره الشباب للتقدم إلى الزواج بعد بيع المحصول. وحدث ولا حرج عن العديد من العادات والتقاليد التي تدل على ارتباط هذه الزراعة بحياة هؤلاء البشر.

وهناك تقديرات تشير إلى إن محصول القصب يستحوذ على مساحة 300  ألف فدان من الأرض الزراعية في مصر، وأنه من المحاصيل الرئيسية في محافظات الصعيد، وله جمهور من الزراع، وأقيمت له قاعدة صناعية كبيرة في الصعيد باعتباره من المحاصيل كثيفة العمالة، ويسهم  بقدر كبير في التخفيف من حدة البطالة في هذه المحافظات.

لكل هذه الأسباب، فإن معظم أبناء الصعيد يعتبر موسم كسر القصب هو موسم اكتشاف الحياة وعودتها إلى الآلاف الذين ينتظرون هذا الموسم للعمل. ويمكنك بسهولة رصد علاقة هذا المحصول بحياة هؤلاء وارتباطهم به، والذي يظهر بشوارع القرى والنجوع القريبة من محطات السكة الحديدية والمليئة بالمحلات التي تبيع عبوات العسل الأسود والباعة الجائلين  يعرضون منتجاته. 

ومن خلال السطور السابقة، ندرك الأهمية الشديدة التي يمثلها قصب السكر بالنسبة لشريحة كبيرة من أبناء الصعيد، لكن التوجه   الذي يعتمد على تحديد مساحات القصب والحد من زراعته، اعتبره بعض الخبراء حربًا على قصب السكر وتهديدًا لهذه الزراعة وما يرتبط بها من صناعات.

لم لا، ومحصول القصب يعد أحد أهم قلاع الصناعة النباتية في الصعيد، ويفتح أبواب الرزق للآلاف من أبنائه، وكل هؤلاء يعملون في الأرض وفي  الصناعات التي تعتمد على قصب السكر مثل العسل الأسود والخشب ولب الورق والشمع والأسمدة الزراعية.

ويرى بعض المراقبين أن القصب بريء من الاتهام باستهلاك كميات كبيرة من المياه، معللين ذلك بأن محصول القصب يظل عامًا كاملاً  أو أكثر، يستهلك خلالها كميات مياه توازي محصولين شتوي وصيفي تقريبًا، ففي الخريف والربيع تكون النباتات صغيرة ولا تحتاج لمياه كثيرة ويتم الري كل أسبوعين. أما في الفترة من مايو إلى نهاية أغسطس يحدث نمو سريع يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه على فترات متقاربة من  7 -10 أيام،  وفي الشتاء يكون النمو بطيئًا  ويتم ريه كل  21  يومًا، بينما يتم منع الري تمامًا قبل كسر المحصول بنحو شهر، وعادة ما تستخدم ماكينة لضخ المياه مما ساعد في سرعة الري.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم