الصحة والغذاء

هل حقًا تفيد المرأة.. أطعمة نسائية للبيع؟

إذا مررت يوما، سيدتي، بركن حبوب الإفطار والحلوى المغذية في أي «سوبرماركت»، فسوف تلحظين من بينها أصنافًا متعددة يؤكد منتجوها أنها صنعت خصيصًا لصحة المرأة دون الرجل.

من أمثلة ذلك ما تعرضه المحلات التجارية في بعض الدول من ماء معبأ تشير ملصقاته إلى أنه يوفر للمرأة جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها لمساعدتها في التقليل من أعراض سن الإياس، وتحسين صحة عظامها، فضلاً عن تلبية حاجاتها الغذائية الأخرى أيضًا.

* لكن، هل صحيح أن بعض المنتجات الغذائية والمائية تفيد المرأة أفضل من غيرها، أم أنها محاولات ذكية من قبل الشركات المنتجة لتسويق منتجاتها؟

– الحقيقة أنه في الوقت الذي تكاد تتطابق حاجات النساء والرجال الغذائية، فإن هناك بالفعل بعض الاهتمامات الغذائية عند المرأة تختلف فيها عن الرجل. من ذلك ما يتعلق بفقر الدم، وبصحتها التناسلية، وبحيوية عظامها، وأخيرًا فيما يتعلق بمرحلة سن اليأس.

ونحن ننصح النساء بتلبية جميع هذه الاحتياجات عن طريق تناول الغذاء المناسب، رغم إدراكنا عدم إمكانية تحقيق ذلك على نحو مثالي. خاصة أن الشركات المصنعة لتلك المنتجات تدرك أن المرأة على الأغلب أكثر اهتمامًا من الرجل بصحتها ما يجعلها تقبل على هذه المنتجات بعين مفتوحة مهتمة.

والحقيقة أن المرأة بحاجة فعلاً إلى أن تنظر إلى طعامها بعين مختلفة عن الرجل، وحتى تضمن أن طعامها يلبي حاجاتها يمكنها أن تتبع ما يلي، لكن دون مبالغة:

حديد مع فيتامين ج

تفقد المرأة حوالي 15 إلى 20 مليجراما من الحديد خلال الدورة الشهرية، لذلك فإن الحديد في طعامهن مهم، والخبراء ينصحون بأن تتناول المرأة كل يوم 15 مليجرامًا، أي أكثر من الرجال بخمسة مليجرامات.

ولأن حوالي 15% فقط من احتياجات الإنسان من الحديد يحصل عليها عادة من غذائه، فإنه يفضل للمرأة تناول بعض المقويات الخارجية، فضلاً عن فيتامين ج مع الأطعمة الحاوية على كثير من الحديد، من قبيل اللحم الأحمر والبطاطا والخضراوات الخضراء كثيفة الأوراق.

كالسيوم مع فيتامين د

تتعلق صحة عظام المرأة بامتصاص الكالسيوم وتناول فيتامين د في أول حياتها، وفي حالة عدم حصول المرأة على كفايتها منهما فإنها تكون عرضة لهشاشة العظام في مراحل متقدمة العمر.

ويساعد الكالسيوم المرأة في بناء عظام قوية، لكن لا يتم امتصاصه بسهولة دون فيتامين د الذي يتكون في الجسم عند التعرض لأشعة الشمس.

كما يمكن تقوية بعض الأطعمة بفيتامين د، فالنساء كبيرات السن بشكل خاص يحتجن إلى تناول مصدر خارجي من فيتامين د.

وينصح الخبراء بأن تتناول المرأة، التي يتراوح عمرها ما بين 19 و24 عاما، 1200 مليغرام من الكالسيوم في اليوم، أما إذا زاد عمرها عن ذلك فإن الكمية تنزل إلى 800 مليغرام.

وإضافة إلى مشتقات الحليب، فإن أكثر الأطعمة احتواء على الكالسيوم هي سمك السلمون والتوفو والبروكولي والبازلاء والفاصوليا.

حمض الفوليك

تحتاج النساء اللاتي يخططن للإنجاب مستقبلاً لتناول الفوليت أو حمض الفوليك، فالكميات الكافية منه تقلل كثيرًا من احتمال إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية المتعلقة بالجهاز العصبي عمومًا، وهي تشوهات يتعرض لها بعض الأجنة في بداية التكوين داخل الرحم.

 من هنا تأتي أهمية تناول المرأة للفوليك قبل الحمل بفترة كافية، حيث يحدد الخبراء كمية حمض الفوليك التي تحتاجها المرأة قبل الحمل بـ 400 ميكروجرام في اليوم، أما أثناء الحمل فـ 600 ميكروجرام.

ورغم أن شركات صناعة الطعام تقوي الحبوب حاليًا بحمض الفوليك، لكن هناك مصادر طبيعية لهذا الحمض ومنها الكبد والحمضيات والفول المجفف والبازلاء.

*وماذا عن الصويا؟

– لقد لوحظ أن الكثير من المنتجات الغذائية النسائية الحديثة في المحلات تحوي منتجات بروتين الصويا ذات المصدر الجيد للبروتين .وإذا تناولت منها، سيدتي، كمية كافية فإنها تساعد على خفض الكولسترول لديك.

وبالنسبة لتأثير الصويا على أعراض الإياس وعلى أمراض القلب وعلى هشاشة العظام فهي تحوي كميات من الآيسوفلافونات، وهي من أنواع الإستروجينات النباتية التي لها تأثير يشبه تأثير هرمونات الأنوثة، إلا أن مفعولها على ما ذكرناه من حالات – عدا الكولسترول – لم تثبت حتى الآن.

د. سارة شورت (Sarah Short) – أستاذة التغذية، جامعة سيراكوز (www.syr.edu)

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم