الصحة والغذاء

بالرياضة تتغلب على الشيخوخة

هل تصدق؟.. ممارسة الرياضة يمكن تعيد للإنسان شبابه، بحيث تجعل ابن الخمسين يستعيد نشاطه ويبدو كأنه في العشرينيات من عمره.. في حين أن ملازمة الفراش لعدة أسابيع تقلل من كفاءة الأوعية الدموية للقلب وبالتالي من قدرة الإنسان على النشاط بغض النظر عن سنه.

فقد قام فريق بحثي بإجراء دراسة لقياس قدرة الأوعية الدموية القلبية، ومعرفة كيفية استخدام الجسم للأوكسجين، وتأثير التمرينات الجسمانية على معدل سرعة القلب..

هذه الدراسة ساعدتنا – كمختصين-  على معرفة الحد الأقصى للأوكسجين الذي يمكن استنشاقه والذي يعرف باسم V.o2mdx، وهو مقياس لقدرة الأوعية الدموية للقلب أو ما نسميه القدرة على النشاط.

من الشباب إلى الكهولة

هذه الدراسة هي الثانية من نوعها، حيث أجريت الأولى في عام 1966 على مجموعة مكونة من خمسة شبان أصحاء، من بينهم متسابق جرى لمسافات طويلة، ولاعب كرة هاو، وثلاثة آخرون لا يمارسون أي نشاط رياضي.

وقد طلب الباحثون من هذه المجموعة الاستلقاء والخلود للراحة من دون بذل أي نشاط جسماني لمدة 3 أسابيع.. بعدها تم الكشف على أوعيتهم الدموية القلبية، ثم أخضعوا لتدريبات بدنية عنيفة لمدة 8 أسابيع للكشف على هذه الأوعية مرة أخرى وقياس قدرته على ممارسة التمارين الرياضية.

أما الدراسة التكميلية الثانية فأجريت بعد مرور 30 عامًا  من الدراسة الأولى عندما أصبحت مجموعة البحث في العقد الخامس من العمر، حيث تم إخضاعها مرة أخرى لبرنامج تدريبي جسماني لمدة 6 أشهر ومن ثم الكشف على أوعيتهم الدموية قبل البرنامج التدريبي وبعده..

وقد لوحظ أن هذه المجموعة ازداد وزنها بنسبة 30% عن فترة الشباب نتيجة لزيادة نسبة الشحم في الجسم. في حين كان متوسط نسبته في الدراسة الأولى 13.9% ، وارتفع في الدراسة الثانية إلى 29%.

ونستخلص من النتائج أن الشخص الذي كان يمارس رياضة الجري لمسافات طويلة انخفضت نسبة «كفاءة الأوعية الدموية» Vo2mdx لديه  إلى 12%. بينما الشخص الذي لم يواظب على التدريب خلال تلك السنوات انخفضت النسبة لديه بمقدار 16%. أما الآخر الذي لم يواظب على أي تمارين خلال الفترة ذاتها ويعاني من الضغط العالي فلم يظهر أي تغيير في كفاءة الأوعية الدموية لديه. أخيرًا وبالنسبة  للاعب الكرة الهاوي أظهرت النتائج انخفاض قدرته على ممارسة النشاط بنسبة 27%.

ومن الدراستين يتبين لنا أن الراحة في الفراش لمدة 3 أسابيع – في المرحلة  الأولى من عمر أفراد العينة – كان له تأثير أسوأ على الأوعية الدموية للقلب من تأثير السنوات الثلاثين الفاصلة بين الدراستين.. وهذا يعني أن ملازمة الفراش تسيء للجسم أكثر من تقدم السن..

أما عن الجزء الثاني من الدراسة فتم خلاله إخضاعهم لتدريبات بسيطة كالمشي بانتظام لمدة 24 أسبوعًا «نظرًا» لأنهم تخطوا سن الخمسين..

ومن خلال الدراستين نكتشف كذلك أن مجموعة البحث لم تصل إلى نفس الكفاءة التي كانت تتمتع بها الأوعية الدموية للقلب في سن العشوائيات وأن فقدانهم للوزن كان بسيطًا (بمتوسط 4 كيلو جرامات) ولكنهم استطاعوا بالتمرينات الرياضية التغلب على عامل السن وأنهم من حيث اللياقة البدنية عادوا مرة أخرى إلى أوائل العشرينيات.

علاج وقائي بالمشي والسباحة

ممارسة الرياضة الخفيفة لمدة نصف ساعة يوميًا يمكن أن تمثل علاجًا وقائيًا فعالًا ضد مرض هشاشة العظام دون الحاجة إلى استخدام العلاج الهرموني الصناعي، وأن المشي والسباحة والهرولة البسيطة أو أي نشاط آخر يتناسب مع مستوى اللياقة وتركيبة العظام عند الشخص- وخاصة عند المصابين بترقق العظام – يفيد في حماية العظام والحفاظ على سلامتها.

إن العظام تكون في طبيعتها مسامية، ولكن مع التقدم في السن تصبح مسامية أكثر، فضلًا عن الانخفاض الطبيعي في إنتاج هرمون الإستروجين الأنثوي عند سن اليأس لدى السيدات وما يسببه من ضرر على الكتلة العظمية.

وننصح بأن تحصل السيدات على الكثير من الكالسيوم من مصادره الطبيعية مثل حبوب الصويا وحليب الأبقار والجبن، وقد لوحظ أن مضغ حفنة من بذور السمسم الأبيض يعطي كمية كبيرة من الكالسيوم الطبيعي دون التأثر بالكوليسترول الموجود في منتجات الألبان.

أ.د.  أحمد محمود حاني – أستاذ في كلية الطب، جامعة أسيوط

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم