الصحة والغذاء

صوم آمن للمرضع والحامل

وضع الإسلام تيسيرات متعددة تسهل على كل مسلم تأدية الفرائض، ومن ذلك إباحته الفطر في أيام رمضان للحوامل والمرضعات اللائي يشكل الصوم إجهادًا وعناء لهن، لكن باستطاعة من تجد في نفسها القوة الصوم.. بشرط عدم التعرض لمضاعفات سلبية سواء على السيدة المرضع، أم على الحامل وجنينها.

من المهم أن تتأكد المرضع أو الحامل من عدم تأثرها سلبًا بهذا الصوم، وعدم تأثر جنينها أو رضيعها، هذا ما تؤكده د.سلوى مكين، استشاري مساعد بمعهد التغذية، موضحة أن الصيام قد يقلل من كمية الحليب، مما ينعكس سلبًا على الرضيع في بعض الحالات، كما قد يضر الأم إذا كانت مصابة بالجفاف بسبب الإسهال والقيء المتكرر، لا سيما في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

كما أن الحامل المصابة بالسكر قد تتعرض لاختلالات بسبب تغير مستوى سكر الدم الشديد بين الصيام والإفطار الذي ينعكس سلبًا على الأم وجنينها، لذا فإن صوم المرأة الحامل ينبغي ألا يسمح به إلا بشروط, منها أن تتناول الوجبات بكميات قليلة، وعلى عدة فترات، مع الإكثار من تناول العصائر الطازجة، وأن تأخذ قسطًا وافرًا من الراحة خلال النهار، فضلاً عن اتباع التوصيات الصحية التي تعينها على الصيام دون الإضرار بجنينها، مع التركيز على أكل البروتينات، وتناول وجبات صغيرة متقطعة خلال فترة الإفطار، والاستمرار في تناول المقويات والفيتامينات المقررة من قبل الطبيب المشرف على الحمل، إذا كان سير الحمل لديها سليما وصحتها العامة مستقرة.

جدول احتياجات

تشير د.مكين إلى ضرورة أن يكون للمرأة في فترة الحمل جدول احتياجات خاص بالنسبة للتغذية يحدده الطبيب المتابع للحمل يحدد فيه احتياجاتها الغذائية حسب سنها وحجمها وحالتها الصحية، وأيضًا حالة الجنين، وبصفة عامة تحتاج الحامل إلى كثير من الكالسيوم, ويمكن الحصول عليه بتناول اللبن ومنتجاته والبيض واللحوم والطيور والأسماك، أيضًا الحديد والأملاح المعدنية حتى لا يتعرض الجنين لفقر الدم.

ومن المهم للحامل أن تفطر على التمر واللبن حتى تستعيض ما فقدته طوال اليوم من العناصر الغذائية المختلفة، وأن تتناول شوربة الدجاج مع طبق خضار وأرز أو المكرونة مع قطعة فاكهة وكوبي عصير طبيعي، مع تجنب المشروبات الغازية، وتحرص في السحور على أن يتكون من الزبادي مع الفول المدمس، ولا داعي للمعجنات لأنها تتعب المعدة، أيضًا تناول عصائر أو قليل من اللبن والفاكهة الطازجة للتقليل من حدوث الإمساك.

أما المرأة المرضع فاحتياجاتها للغذاء أكثر من المرأة الحامل، فيلزمها طاقة وسوائل أكثر لكي تفرز اللبن بكثرة، لذلك فإنها إضافة إلى ما تنصح به الحامل لابد من أن تتناول العصائر والفاكهة، وكذا الحلاوة الطحينية في السحور، لكن ليس بكميات كبيرة، مع الحرص على تناول اللبن بالتمر لأن به نسبة سكر مدرة للبن الأم، وأيضًا شوربة الخضار والأرز واللحم مع الإكثار من تناول السوائل بمختلف أنواعها، ويفضل تناول الحلويات بين الفطار والسحور، مع تجنب أي أطعمة بها غازات أو مواد كبريتية مثل الكرنب، والقرنبيط حتى لا تحدث تقلصات للرضيع، أيضًا لا يفضل تناول مأكولات بها كثير من الثوم.

وضع خاص

إلى ذلك، يؤكد د.ياسر أبو الوفا، استشاري أمراض النساء والولادة بجامعة القاهرة أن المرأة الحامل أو المرضع لهما وضع خاص للغاية.. لأن الأم في الحالتين يعتمد عليها الطفل أو الجنين في غذائه، لذلك عندما تصوم المرأة الحامل لابد أن تتأكد من رأي طبيبها حتى لا تكون هناك عوارض طبية أو مرضية تمنع هذا الصيام كمن تعاني من أمراض الكلى أو الكبد أو المسالك البولية أو السكر.

أما عن التغذية للمرأة الحامل التي أجاز لها الطبيب الصوم فهي كالتالي: تناول الأغذية ذات العناصر الغذائية الكاملة تعتبر خطوة مهمة، ولابد أن تكون وجبة الإفطار كاملة العناصر وصحية من أجل الجنين، مع تقليل نسبة الدهون في الأطعمة البروتينية كاللحوم الحمراء والبيضاء أو الأسماك، بحيث لا تزيد على 150 جرام بروتين نباتي أو حيواني.

أيضًا يتضمن غذاؤها، والكلام لاستشاري النساء والولادة، مواد الطاقة وهي النشويات كالأرز والمكرونة، وألا تأكل حتى الشبع، وأن تكثر من تناول الخضار المسلوقة التي لا يفقد قيمتها الغذائية التي يحتاجها الجسم كالكالسيوم والحديد والفوسفور، والإكثار أيضا من تناول الفاكهة والخضراوات والألياف، خاصة أنها تعمل على رطوبة المعدة والأمعاء وتسهيل عميلة إدرار البول.

وهناك عدة محاذير لصيام المرأة الحامل: إذا شعرت بجوع شديد عليها الإفطار، وأيضًا إذا أصبح الصيام عبئا عليها قد يؤدي إلى هبوط في وظائفها الحيوية فيجب عليها التوقف عن الصيام والإفطار فورًا، أو إذا شعرت بانخفاض في حركات الجنين وشعور بالخمول عليها أيضًا تناول وجبة غذائية سريعة حتى تعود لحالة توازنها الطبيعية.

كما أن الأم الحامل توأمًا لابد أن تفطر، لأن التغذية عنصر رئيسي يوميا، لأنها تغذي طفلين ولا أظن أن الطبيب قد ينصحها بغير ذلك حتى لو كانت امرأة قوية تتحمل الصيام.

أغذية مائية

رخص المولى سبحانه وتعالى للحامل والمرضع بأن تفطر في رمضان لما في الصوم من إجهاد لها ولطفلها سواء الجنين أم الرضيع، لذلك لا أنصح أبدًا بأن تتجاهل الحوامل والمرضعات هذه الرخصة ويحملن أنفسهن عبئًا مضاعفًا بالصوم، لاسيما في فصل الصيف الذي يتسم بالحرارة الشديدة.

هذا ما يؤكده د.إبراهيم ياسين أستاذ أمراض النساء والولادة، موضحًا أن وجبتي الإفطار والسحور لا يعتبرهما كافيتين للصوم بالنسبة للحامل والمرضع.. لكن لا نستطيع أن نمنع من تجد في نفسها القدرة على الصوم من أن تفعل ذلك، على ألا تكون ذات صحة ضعيفة أو تعاني أيًا من الأمراض كالكلى وأمراض القلب والكبد أو السكر.

 فمثلاً ينخفض السكر في الدم أثناء الصيام، لذلك على الأم المرضع تناول الأغذية التي تتوفر على الطاقة كالبروتين والنشويات والسكريات، وعنصر الماء مهم جدًا في وقت الإفطار والسحور وقبل النوم، وأن تهتم بالأغذية التي تحتوي على الماء كالبطيخ والخضراوات كالخس والخيار.

أمر صحي

أما د.حبيبة علي حسن – أخصائية السمنة والتغذية، فتنفي أن يكون لصوم المرأة الحامل أو المرضع أي مشكلة طالما أنها تجد في نفسها القوة على ذلك ولا تشعر بإجهاد غير طبيعي، فالحمل أمر طبيعي اعتبره ذا فوائد صحية للإنسان مادامت قدرته عليه قائمة، فإذا كانت المرأة تتمتع بصحة جيدة وليس لديها موانع مرضية أو عوائق تمنع الصوم طبيًا فلها أن تصوم بشكل طبيعي مع مراعاة عدة شروط، منها التغذية التي تعوضها ما تبذله من مجهود وطاقة خلال فترة الصوم، وتتضمن ما يحتاجه الجنين أو الرضيع من عناصر غذائية، وأن يكون الغذاء غير مشبع بالدهون، وعلى المرضع مراعاة ألا تنقص حاجات رضيعها من اللبن الطبيعي.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم