الصحة والغذاء

حمية الكيتو قد تعالج الأمراض العقلية!

كشفت دراسة حديثة أن نظام الكيتو الغذائي، الذي يعتمد على أطعمة منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون، قد يساعد في تخفيف أعراض الأمراض العقلية الخطيرة، مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، حسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

أجرى باحثون في جامعة ستانفورد للطب دراسة شملت 23 مريضًا تم تشخيص إصابتهم بالفصام أو الاضطراب ثنائي القطب، حيث طلب منهم اتباع نظام غذائي يتكون من 10 بالمئة كربوهيدرات و30 بالمئة بروتين وحوالي 60 بالمئة دهون.

بعد 4 أشهر من اتباع نظام الكيتو الغذائي، أظهر 79 بالمئة من المشاركين “تحسنًا ملحوظًا” في الأعراض النفسية، وفق الدراسة.

تشير نتائج الدراسة إلى أن نظام الكيتو الغذائي قد يلعب دورًا مهمًا في تحسين صحة الدماغ. ويرى الباحثون أنه قد يحسن الأعراض النفسية، عن طريق تصحيح مشاكل التمثيل الغذائي.

الأدوية الموصوفة لعلاج الأمراض العقلية الخطيرة، يمكن أن تسبب “آثارًا جانبية استقلابية كبيرة”، مثل مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن، وجميع المرضى الذين شملتهم الدراسة عانوا من واحدة على الأقل من هذه الآثار.

كانت الدراسة صغيرة وقصيرة نسبيًا، لذا فإن هناك حاجة لمزيد من البحث، لتحديد ما إذا كانت التغييرات الغذائية يمكن أن يكون لها تأثير مفيد طويل المدى على المرضى الذين يعانون من الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب.

أستاذة الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد للطب، المؤلفة الرئيسية للدراسة، شيباني سيثي، تقول إن الباحثين يعرفون أن نظام الكيتو يمكن أن يفيد الدماغ، لكن مدى مساعدة هذا النظام في علاج مرض انفصام الشخصية أو الاضطراب ثنائي القطب، على وجه الخصوص، “بدأ يتكشف للتو”.

الطبيبة النفسية المتخصصة في التغذية، أوما نايدو، ترى أن نتائج التجربة السريرية “واعدة”، لكنها تشمل مجموعة صغيرة من المشاركين، وتشير إلى الحاجة إلى تكرارها في دراسات أكبر.

استخدم الأطباء نظام “الكيتو” منذ أكثر من قرن لعلاج الصرع، وقد حظي النظام الغذائي التقييدي، الذي يتجنب الخبز والمعكرونة والفواكه والخضروات النشوية، بقبول أوسع في العقد الماضي، حيث يعتقد المؤيدون له، أنه يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن، بحسب “واشنطن بوست”.

اتباع النظام الغذائي الغني بالدهون المعروف باسم “الكيتو”، يؤدي إلى حرق الجسم للدهون للحصول على الطاقة، بدلا من الغلوكوز، حيث تؤدي هذه العملية إلى إنتاج “الكيتونات”، وهو حمض ينتج عندما يقوم الجسم بتكسير الدهون.

سيثي تقول إن الكيتونات لا تعتمد على نفس “آلية التمثيل الغذائي” التي يستخدمها الجسم لتحويل الغلوكوز إلى طاقة.

بعض الخبراء يقولون إن هناك معلومات خاطئة واسعة النطاق حول فوائد نظام “الكيتو”، إذ تقول جمعية القلب الأميركية إن النظام الغذائي يمكن أن يسبب في كثير من الأحيان زيادة في مستويات الكوليسترول الضار.

الآثار الجانبية الشائعة للتحول إلى نظام “الكيتو”، تشمل الصداع والتعب والإمساك. ويقول الباحثون إن بعض المشاركين في الدراسة عانوا من هذه الآثار الجانبية في الأسابيع الثلاثة الأولى من النظام الغذائي.

الأبحاث المتعلقة بكيفية تأثير نظام “الكيتو” على الأمراض النفسية “في مراحلها الأولى”. نظام “الكيتو” الغذائي تمت دراسته لعلاج السمنة والسكري من النوع الثاني والصرع.

الباحثون الذين أجروا التجربة السريرية، أظهروا أن “الكيتو” يمكن أن يعالج الصرع، خاصة عند الأطفال. قالت سيثي: “إن الطريقة التي نعتقد أنها تساعد في تقليل النوبات في الدماغ تعمل على تثبيت الأغشية العصبية وتقليل الالتهاب. كما أنها توفر بديلاً للغلوكوز، إذ يمكن للجسم أن يحرق الكيتونات بدلاً من الغلوكوز للحصول على الطاقة”.

وأضافت سيثي أن نظام “الكيتو” ليس مناسبًا للجميع، وينبغي على الشخص البدء في هذا النظام فقط “تحت إشراف الطبيب”.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم