الصحة والغذاء

الطريق إلى اللياقة البدنية المثالية

هناك أربع طرائق تجعلك تتحكم في تشكيل لياقتك البدنية أولها سلامة الأجهزة الحيوية ومن أهمها القلب والرئتين والدم، وللأكسجين دور كبير وهام في عمل تلك الأجهزة، فاحتياجها إليه ضروري لتؤدي وظائفها، فضلاً عن أهميته في إمداد الجسم بالطاقة التي تجعل الفرد قادرًا على العمل.

وللحفاظ على هذه الأجهزة في حالة جيدة فلا بد من رفع مستوى أدائها وتوفير مقومات العمل التي تتطلبها تلك الأجهزة، وهذا يتطلب عوامل هامة أخرى كالابتعاد عن التدخين وعدم الإفراط في تناول الطعام ومواعيد الوجبات، والانتظام في النوم وعدم السهر المفرط، وتنظيم التغذية وجعلها تفي باحتياجات الجسم عن طريق الاختيار المتقن للطعام كمًا ونوعًا إضافة إلى تنظيم سلوكيات الحياة اليومية.

قوة عضلية وقدرة وتحمل

من بين هذه العناصر القوة العضلية والقدرة والتحمل، وهي تعبر عن اللياقة البدنية، فالقوة هي قدرة العضلة في التغلب على المقاومة الخارجية أو مواجهتها. ويرى بعض الباحثين أن القوة العضلية هي الأساس في الوصول إلى المستويات الرياضية العالية. أما القدرة فتعني إخراج ما يملكه المرء من قوة للتغلب على مقاومات تتطلب سرعة الانقباضات العضلية.

أما التحمل فهي قدرة الجسم على الاستمرار في النشاط والحركة لفترة طويلة وبصورة مستمرة. وبدون هذه العناصر الضرورية للياقة الجسم والعضلات فلن تكون هناك لياقة، ومن ثم صعوبة القدرة على القيام بأي نشاط أو حركة بكفاءة وبدون تعب أو إجهاد أو إنهاك وهذا يتوقف على مدة ما يمتلكه الفرد من عناصر اللياقة البدنية وما يفتقر إليه منها وبالتالي يحدد حجم التعب.

مرونة ورشاقة وسرعة

هذه العناصر عبارة عن مجموعة مكملة لباقي عناصر اللياقة البدنية، فمثلاً القدرة على شد عضلات الجسم أو الليونة تسمى مرونة الجسم.

كما أن القدرة على تغيير أوضاع الجسم في الهواء أو على الأرض هي رشاقة، والقدرة على قطع المسافة في أقل زمن هي السرعة. فقد تحد قلة مرونة المفاصل والعضلات من قدرتك على الحركة وتجعلك أكثر عرضة للإصابات، وهو ما يتأثر بالطبع بمستوى رشاقتك وسرعتك، فكلها عوامل تساهم في تحديد مستوى لياقتك البدنية.

ولذلك فعلى الأقل يجب أن تكون قادرًا على شد ذراعك إلى الأمام 90 درجة بعيدًا عن الجسم، وأن تستطيع تحريك مفاصل الكوع بشكل كاف لتتمكن من وضع يديك على كتفك لتختبر مرونة مفصل المرفق والكتف. كما يجب أن تكون لديك القدرة على تغيير وضع جسمك في الهواء أو على الأرض وأن تقطع مسافة 50 مترًابسرعة في أقل زمن ممكن، لتختبر لديك مقدار تلك العناصر.

التكوين الجسماني

إن كمية الدهون في الجسم هي العنصر الرابع الذي يحدد مستوى اللياقة البدنية للفرد. ومن ثم فإن تخزين تلك الدهون في الجسم من المخاطر التي يجب الانتباه لها. فبالرغم من أنها تشترك في إنتاج الطاقة بالجسم، إلا أنه لابد من أن يكون مصروف الجسم منها مناسبًا للمتناول منها أو لمسببات تخزينها بالجسم، مثل تناول الكربوهيدرات والبروتينات والدهون بكميات زائدة عن حاجة الجسم، حيث تخزن على شكل دهون تعيق النشاط والحركة وتعتبر عبئًا على الجسم. وكلما مر العمر بالإنسان يكون أقل نشاطًا ويبدأ معدل التمثيل الغذائي لديه في الانخفاض، مما يتيح الفرصة لتكون الدهون بنسبة أكبر كنتيجة طبيعية لقلة الحركة. ففي السبعين من العمر مثلاً، يحتاج المرء إلى حوالي 15% سعرات حرارية أقل من النسبة التي يحتاجها من هو في سن العشرين.

لذلك يجب الأخذ في الحسبان طبيعة الغذاء والنشاط حتى لا يسبب الوزن الزائد في إحداث ضغط زائد على العظام والأربطة والأنسجة العضلية التي تتحمل وزن الدهون كعبء إضافي يتحملة الجسم في كافة اتجاهاته. كما يجب الحفاظ على وزن الجسم لتجنيب الجسم الإجهاد الناتج عن تحمل الوزن الزائد. فالرشاقة والوزن المعتدل يجعلان الشخص يشعر بسهولة الحركة وإمكانية القيام بالأنشطة المختلفة.

ويجب الانتباه أخيرًا إلى أنه من خلال حياتنا اليومية قد نتعرض إلى بعض المواقف ونضطر إلى القيام ببعض الممارسات التي قد ينظر الكثير منا إليها على أنها أمور بسيطة أو تافهة لا تشكل خطرًا على حياتنا وقد لا نعيرها انتباهًا، بالرغم من أنها في معظم الأحوال تساعد على تحقيق حياة أفضل.

أ.د. عمر شكري عمر عبد ربه

أستاذ فسيولوجيا الرياضة

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم