الصحة والغذاء

الحقوق الغذائية للطفلة الرضيعة

تعتبر فترة تغذية الطفلة الرضيعة من أهم الفترات الحرجة في حياة المرأة لاحتياجها إلى النمو السريع وبناء جسمها، وقد ينتج أحيانًا عن نقص حامض أميني أساسي واحد من بين الخمسة والثلاثين حامضًا أمينيًا المعروفة إيقاف النمو تمامًا. ولذلك، فإن من أهم واجبات الدول هو الاهتمام بالدرجة الأولى بتوفير الحقوق الغذائية للأطفال الرضع خصوصًا، والكبار عمومًا عن طريق تنظيم إعداد وجبات غذائية متكاملة متزنة عالية القيمة الغذائية لهم.

 ويفي لبن الأم بمعظم احتياجات الرضيعة الغذائية فيما عدا الحديد وحامض الاسكوربيك. ولكن لا يجب الاعتماد على التغذية الطبيعية كتغذية مثالية للطفلة بعد الشهور الأولى من عمرها. ولهذا فإنه لا يمكن إغفال دور التغذية الطبيعية في بناء الطفلة في بداية حياتها، ومن هنا فإنها بمجرد أن تخرج إلى الحياة لابد أن تعطى ثدي أمها بالتبادل لمدة 5 دقائق كل ست ساعات حتى ترضع القطرات الأولى من (السرسوب المائي) ثم تحصل على وجبات إضافية من محلول سكري 5-10%.

ويفيد سحب الطفلة لقطرات (السرسوب الأولي) في تنشيط إنتاج اللبن بحيث يمكن في اليوم الثالث للطفلة الرضيعة أن تحصل على كميات كافية من اللبن، وبعد ذلك تحصل على وجباتها كل 4 ساعات، وكل رضعة تستمر نحو 15 دقيقة، ولا تستمر لمدة أطول من ذلك حتى لا يترتب على ذلك عدم زيادة إدرار اللبن بكميات إضافية، وحتى لا تؤذي الرضيعة حلمة الثدي.

وبإمكان الأم معرفة كمية اللبن التي رضعتها الطفلة الرضيعة بوزنها قبل وبعد الرضاعة، وفي المتوسط كل 28 جرامًا من اللبن تعطي الطفلة 22 سعرًا، وبذلك فإن الكميات الإجمالية التي تحصل عليها الطفلة الرضيعة من لبن الأم تكفي للوفاء باحتياجاتها السعرية اليومية.

ويحسن أن يتم الفطام تدريجيًا بأن يستعاض عن رضعة واحدة باللبن الصناعي كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع حتى تنتقل الطفلة تمامًا إلى الرضاعة باللبن الصناعي.

وتمر الطفلة الصغيرة بمراحل انتقالية من التغذية على اللبن ثم إدخال الوجبات الصلبة في غذائها فالمرحلة الأخيرة بإدخال الوجبات الموسعة، وهى التي تشمل أنواعًا عديدة من الأغذية ويكون نظام تعاقب تناول الطفلة الرضيعة للأغذية الصلبة والوجبات الموسعة كالتالي:

يمكن للطفلة الرضيعة أن تتناول مخلوط الفولارمولا نصف الصلب ثم الحبوب المطبوخة، حيث يضبط القوام بدرجة مناسبة للطفل، وبعد ذلك يسمح بإدخال الفواكه والخضر المصفاة، وصفار البيض المصفى، ثم اللحوم المصفاة، ويرجأ عادة إدخال بياض البيض حتى نهاية العام الأول من عمر الطفلة خشية إصابتها بالحساسية، وفي حالة رفض الطفلة لنوع معين من الأغذية يضاف إلى وجبته نوع آخر قبل موعد رضعته الصناعية الدورية وبالتدريج تتعود الطفلة على الدرجات المختلفة من الطعم والقوام للأغذية التي تقدم لها.

وبشكل عام، تعتبر اللحوم والبيض والخضر والفواكه أغذية ضرورية للمرأة لأي مرحلة من مراحل عمرها، ومن الناحية الغذائية فإن تناول كميات أكبر من اللحوم والبيض والفواكه والخضر ينصح به كنوع من تنمية الوعي الغذائي السليم لإمداد المرأة بأعلى قدر من العناصر الغذائية عالية القيمة حيث إن ذلك أفضل من تناول كميات كبيرة من الخبز والمكرونة والبطاطس.

وبمجرد ظهور أسنان الطفلة يمكن أن تعطى بعض المخبوزات مثل البسكويت الصلب وتوست لتعويدها على مضغ الأغذية. وفي المرحلة التالية بعد أن تتعود الطفلة على المضغ تعطى أغذية مفرومة، وفي الفترة بين عمر 24-48 شهرًا يصبح معظم الأطفال الرضع جاهزين لتناول الوجبة اليومية المتزنة للبالغ.

وسوف تقل قابلية الطفلة للطعام في العام الثاني، حيث تصبح احتياجاتها السعرية أقل، ولذلك فإن شهيتها تضعف نسبيًا وينزعج والداها ويحاولان إجبارها على الأكل مما يترتب عليه نشوء مشاكل التغذية عند الطفلة.

أ.د.محمد كمال يوسف – أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم