الصحة والغذاء

وجبات موقوتة!!

يعاني بعض الأطفال من مشكلات في الفهم والقدرة على الاستيعاب، وفي مستوى الذكاء وكثرة النسيان.. بسبب كثرة تناولهم للوجبات السريعة ناقصة الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية والأمينية الأساسية والألياف.

كما أن الوجبات السريعة تؤثر سلبا على قدرات الطفل الفكرية وتجعله كثير الحركة وغير مستقر والتشتت الذهني وعدم التركيز .

وقد وصفت وزارة الصحة البريطانية هذه الوجبات بأنها “قنبلة موقوتة”، وأوضحت أن تناولها يؤدي على المدى البعيد إلى الإصابة بأمراض ذهنية خطيرة، ومشكلات صحية بالغة، بسبب كميات الدهون المشبعة في الساندويتشات والبطاطس المعبأة والمياه الغازية التي يتناولونها طوال اليوم وتجنب الفواكه والخضراوات والأسماك. وحذرت من أن الوجبات السريعة تصيب بالسمنة وسوء التغذية والبلادة الذهنية.

العقل السليم في الجسم السليم!

وأوضحت أن الطفل في حاجة إلى كميات ونوعيات معينة من المعادن والبروتينات والنشويات والدهون والزيوت والطاقة كي ينمو بشكل سليم وبصحة ذهنية جيدة، وأن تأمين نظام غذائي متكامل هو أحد النواحي للتعامل مع الطفل الذي يعاني من كثرة الحركة و عدم التركيز.

ويجب أن يحتوي الغذاء المتكامل لصحة الطفل العقلية أو المخية والبدنية على الأحماض الأمينية الأساسية المتوافرة في اللحوم والبيض والحليب والأحماض الدهنية الأساسية التي تدخل في تكوين الغشاء الخارجي للخلايا، الذي يتحكم في دخول وخروج الأغذية من وإلى الخلية.

ويتضمن الغذاء المتكامل كلا من: الأملاح والمعادن وهي متعددة وأساسية لنمو العظام والأسنان، ولها دورا أساسيا في المحافظة على توازن وتوزيع السوائل في داخل الجسم . وكذلك الفيتامينات التي تلعب دورا أساسيا في معظم التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الجسم ومن بينها الطاقة والتخلص من المواد السامة ، التي يفرزها الجسم عن طريق تحويلها إلى مواد اقل خطورة.

العنصر الأساس!!

كما أكدت الدراسات على أهمية تناول الماء؛ كونه العنصر الأساس في عملية الهضم وفي الدورة الدموية وفي المحافظة على درجة حرارة الجسم . كما أن الجلوكوز يعتبر مثل الوقود بالنسبة للجسم، حيث إنه مصدر للطاقة اللازمة لعمل المخ ، و يحصل الطفل على الجلوكوز من خلال تناوله النشويات الطبيعية كالبطاطا والأرز و الخبز و الفاكهة و الخضراوات و السكريات ، ويمكن للجسم أن يكون الجلوكوز من البروتينات والدهون .

إننا ننصح بعدم تناول الأطفال للهامبورجر و البيتزا وغيرها من الوجبات السريعة لاحتوائها على كميات عالية من الدهون ولعدم وجود احتوائها على العناصر الغذائية الكاملة، كذلك عدم تناول اللحوم الباردة لاحتوائها على الدهون ومواد كيماوية كثيرة قد تؤثر على صحة الطفل وجهازه العصبي و المخي ، كما نحذر من تناول المنتجات الغذائية المصنعة من الدقيق الأبيض لكونه فقد  من 60 : 90 % من قيمته الغذائية خلال عملية تكريره أو نخله.

أخطار المواد الحافظة؟!

أيضا يجب الحذر من تناول السكريات و الحلويات بكثرة لكونها مصدرا للوحدات الحرارية المجردة من العناصر الغذائية الأساسية، وكذلك المعلبات المحفوظة المتضمنة أغذية غير طازجة ولاحتوائها على الكثير من المواد الكيميائية الحافظة.

     إننا نطلق كل هذه التحذيرات نتيجة لما نراه من المشاكل الكثيرة التي بدأ العديد من الأطفال يعانون منها ، حتى أن مجلة (صحة الأطفال) نشرت دراسة أكد فيها الباحثون أننا  إذا أردنا أن يتمتع أطفالنا بذكاء  حاد وخارق، وعقل سليم، فعلينا تقديم خمسة أنواع من الأطعمة لهم، تساعد على زيادة نسبة ذكائهم ونموه و تنشيط حيويته.. وتأتي زبدة الفستق على راس القائمة لاحتوائها على الدهون المسئولة عن زيادة النمو الذهني والمهارات الإدراكية، ثم الحليب كامل الدسم الغني بالأحماض الدهنية والكولسترول الذي يحتاجه الأطفال خاصة الذين لم يتجاوزوا السنتين.

الكولسترول مطلوب!!

ويرى الباحثون أن الكولسترول ضروري للأطفال في هذه المرحلة لدوره المهم في بناء وتنشيط الخلايا العصبية والدماغية كما يساعد في عزل خلايا الدماغ وبالتالي يقلل من وجود الدورات القصيرة في وظائف الاتصال. وفي كتابها “تغذية الأطفال و القدرات الذهنية” تؤكد د. اليزابيث وارد، أستاذة التغذية في جامعة كامبردج، أهمية البيض في تغذية الأطفال لغناه بالكولسترول والبروتينات والعناصر الغذائية الضرورية للنمو مثل مادة الكولين الشبيهة بفيتامين ب، التي تحسن التعلم والذاكرة .

     كما ضمت قائمة الأطعمة المنشطة للغذاء: السمك، خاصة التونة، لغناها بالأحماض الدهنية المتعددة واللازمة لسلامة العقل والجسم، كما جاءت اللحوم الحمراء في القائمة أيضا لما تحتويه من كميات ضخمة من الحديد و البروتينات والألياف و الفيتامينات ، خاصة فيتامين ب12 على وجه التحديد .

تلوث الهواء يعطّل الذكاء!

من ناحية أخرى أشارت دراسة مصرية إلى ضرورة تعرض الطفل لتناول غذائه في الهواء الطلق، النقي، حيث ثبت أن التلوث الهوائي من أكثر العوامل تأثيرا على تأخر ذكاء الطفل ونموه، فقد تناول بحث نشر مؤخرا تحت عنوان “نسبة الذكاء لدى الأطفال” بعض تأثيرات البيئة على ذكاء الأطفال التي استخلصها الباحثين من عينة البحث التي شملت 150 طالبا و طالبة تتراوح أعمارهم بين 8 : 10 سنوات من مناطق مختلفة تندرج من الصناعية إلى غير الصناعية في مدينة القاهرة  التي ترتفع فيها نسبة التلوث.. وأظهرت نتائج البحث الذي اشترك فيه كل من د.مايسة نصر فريد، ود. سامية سامي، ود. محمد صلاح مصطفى، ود. سامية سلواني بمعهد دراسات الطفولة بجامعة عين شمس، أن نقص الذكاء في أفراد العينة ، كما ظهر واضحا انخفاض نسبة ذكاء الإناث مقارنة بنسبة ذكاء الذكور ، مما يثبت أن الإناث أكثر عرضة لأخطار البيئة ، كما أظهرت الدراسة أن نقص ذكاء الأطفال بنسب تتراوح بين درجتين و6 درجات يزيد من نسبة محدودي الذكاء و يقلل من نسب المتفوقين .

أ.د. نبيل سليم

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم