الصحة والغذاء

إدارة سوء التغذية في ممارسات طب الأطفال

اختتمت قمة “أبوت” السنوية الخامسة التي عقدت الأسبوع الماضي أعمالها حيث ركزت  على كيفية تحقيق النمو الامثل للأطفال وشارك فيها كبار خبراء التغذية حول العالم.

وتواصل (الصحة والغذاء) تسليط الضوء على أهم ماطرح في هذه القمة .

وتناول اليوم الثاني من القمة قلة التغذية لدى الأطفال: تحديد الطفل “المعرض للخطر”.

وتحدث في الجلسة الأولى ماورو فيسبرغ  عن إدارة سوء التغذية الصامت في ممارسات طب الأطفال  ووصف تأثير نقص المغذيات الدقيقة على الصعيد العالمي،

وأشار لنواقص المغذيات الدقيقة الأكثر شيوعاً وعواقبها، بما في ذلك تأثيرها على الإدراك والنمو وتطور العظام وقدم مراجعة الأساليب السريرية للمساعدة في تحديد وإدارة نقص المغذيات الدقيقة لدى الأطفال.

 ومارو فيسبرغ  طبيب، دكتوراه في طب الأطفال واختصاصي تغذية، أستاذ مساعد (أول) بقسم طب الأطفال، كلية إسكولا باوليستا دي ميديسينا بالجامعة الفيدرالية بساو باولو .

وقال خلال الجلسة : لا يزال التداخل بين نقص المغذيات الدقيقة مع كل من قلة التغذية والسمنة يمثل مصدراً هاماً للقلق في مجال تغذية الأطفال في جميع أنحاء العالم. حيث تظهر البيانات المستمدة من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف أن معدلات فقر الدم غافت  50٪ لدى الأطفال. وفي الوقت نفسه، لا تزال معدلات التقزم والهزال والسمنة مرتفعة في جميع أنحاء العالم. ولا شك أن طبيعة “العبء الثلاثي” لسوء التغذية هي طبيعة معقدة، مما يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الصحة، والضعف العقلي، والإنتاجية، والوفيات. وعلى الرغم من أن نقص المغذيات الدقيقة في ظل وجود سوء التغذية أو الوزن الزائد يشار إليه غالباً باسم “الجوع الخفي”، يمكن توقع العواقب بوضوح والتنبؤ بنتائجها من خلال متابعة عادات الأكل لدى الأطفال. وتتمثل التغذية السيئة في انخفاض التنوع الغذائي، وانخفاض تناول الفواكه والخضروات، وتناول كميات كبيرة من السكر المضاف في عمر مبكر، والمشروبات المحلاة بالسكر، والحلوى، وحليب البقر كامل الدسم، والوجبات الخفيفة المالحة.

ويعتبر تناول كمية غير كافية من الأطعمة بأنواع غير ملائمة في بداية العمر من الأسباب الرئيسية لجميع أشكال سوء التغذية وقد تؤثر أنماط الأكل أيضاً على الكمية المتوقع الحصول عليها من المغذيات الدقيقة. هناك نقص في تناول العديد من الفيتامينات والمعادن في جميع أنحاء العالم على الرغم من الجهود السياسية لمنع هذا النقص. ويمكن بسهولة اكتشاف الفجوات الكبيرة بالنسبة للعناصر الغذائية الرئيسية مثل الحديد والزنك وفيتامين أ والكالسيوم. وفي العام 2018، تم اعتبار 64 دولة “دول ذات أولوية” في برامج مكملات فيتامين أ على المستوى الوطني، ولا سيما في أفريقيا وآسيا. وفي أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، يظهر مع العبء المزدوج لسوء التغذية الذي يشمل الوزن الزائد وسوء التغذية، فقر الدم كذلك، ولا سيما في المجتمعات الريفية ومجتمعات السكان الأصليين، مع الفقر المدقع وانخفاض مستويات التعليم. وارتبط نقص الزنك بفقر الدم والتقزم. ووجدت النتائج في العديد من المناطق ارتفاع كل من نقص الزنك وفقر الدم عن 70٪ لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-59 شهراً. وتم الكشف عن ارتباط طردي بين عدم تناول كميات كافية من الزنك وانتشار التقزم في البلدان النامية. ورغم أن العلامات السريرية للنقص الحاد في المغذيات الدقيقة قد لا تظهر دائماً، فإن صحة وتطور نسبة كبيرة من الأطفال تتأثر به، وهي ليست تأثيرات “غير مرئية”، وبالتالي يجب إجراء التقييم الغذائي عن طريق إجراء مسوحات غذائية، وقياسات أنثروبومترية واختبارات بيوكيميائية عند الضرورة. ويعتبر نقص التغذية والوزن الزائد من القضايا الهامة في جميع أنحاء العالم ويمكن أن تظهر العواقب إذا لم يتم تقييمها مبكراً. ويمكن أن يؤدي الوضع العالمي الحالي إلى تفاقم هذه المشكلة، حيث إن جائحة فيروس كورونا قد تمثل تهديداً للأمن الغذائي العالمي وتكشف عن سيناريو مستقبلي غير واعد .

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم