الصحة والغذاء

هل يمكن للفيتامينات اليومية أن تحسن الذاكرة؟

أجريت دراسة لاستكشاف الفوائد المحتملة لتناول مكملات الفيتامينات والمعادن اليومية على وظيفة الذاكرة، وخاصة بين كبار السن. تم تصميم هذه الدراسة كتجربة مراقبة عشوائية مزدوجة التعمية.

أظهرت الدراسة وجود فائدة طفيفة في الذاكرة الفورية للكلمات بين المشاركين الذين تناولوا مكملات الفيتامينات والمعادن مقارنةً بالمشاركين الذين تناولوا دواءً وهميًا. ومع ذلك، كان هذا التأثير محدودًا للغاية واكتفى بالمدى القصير، تحديدًا بعد عام واحد، وأصبح غير ملحوظ بعد عامين وثلاث أعوام. وكان حجم التأثير الإجمالي الذي تم الإبلاغ عنه صغيرًا جدًا، ولوحظ أن الزيادة في درجات تذكر الكلمات قد تكون ناتجة عن “تأثير التعلم النموذجي” بدلاً من المكملات نفسها.

من الجدير بالذكر أن نتائج الدراسة لا يمكن تعميمها على جميع الأفراد أو جميع أنواع وظائف الذاكرة. لم تظهر الدراسة أي فوائد طويلة المدى، وكان حجم التأثير صغيرًا جدًا بدون تبرير واضح. كما كانت الدراسة تحمل بعض القيود، بما في ذلك استخدام مشاركين من كبار السن البيض الذين يتمتعون بوظائف معرفية جيدة ويعرفون القراءة والكتابة بالكمبيوتر. وتقييد العينة لكبار السن قد يحد من قدرة تقييم النتائج طويلة المدى للأشخاص الأصغر سنًا. بالإضافة إلى ذلك، لم تأخذ الدراسة في الاعتبار الخصائص الديموغرافية أو التغيرات في نمط الحياة الغذائي خلال فترة الثلاث سنوات.

وفي تفسير النتائج، فإن اتباع نظام غذائي صحي قد يكون بديلاً أفضل لتحسين وظيفة الذاكرة بدلاً من الاعتماد على المكملات الغذائية. لم يتم تحديد المغذيات الدقيقة المسؤولة عن التأثير الملحوظ بشكل واضح. غير أن نقص المغذيات مثل فيتامين ب12 وحمض الفوليك قد يؤثر سلبًا على وظيفة الذاكرة، ولذلك يمكن أن يكون تعزيز التغذية العامة بما في ذلك هذه المغذيات مفيدًا. ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث لتأكيد هذه النتائج وتحديد الجرعات الأكثر فعالية والفئات السكانية التي قد تستفيد بشكل أكبر من المكملات الغذائية.

يجب على الأفراد الراغبين في تناول مكملات الفيتامينات والمعادن استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل البدء في استخدامها، حيث يمكن للمتخصصين تقديم نصائح شخصية بناءً على الحالة الصحية الفردية والاحتياجات الغذائية.

لا ينبغي الاعتماد فقط على المكملات الغذائية لتحسين وظيفة الذاكرة، بل ينبغي أيضًا تبني أسلوب حياة صحي يتضمن تناول غذاء متوازن ومتنوع، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على صحة الدماغ عن طريق التحدي العقلي والاجتماعي، والحصول على قدر كافٍ من النوم وإدارة التوتر بشكل فعال.

من الأهمية بمكان ملاحظة أن الإرشادات والأبحاث الحالية قد تتغير مع مرور الوقت، ويجب البحث عن مصادر موثوقة وتحديث الأفكار والمعلومات من خلال التواصل مع الخبراء الصحيين المؤهلين والموثوقين.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم