الصحة والغذاء

مشروبات جذرية لا غنى عن فوائدها العلاجية

«لا أتصور شكل الحياة بدون نبات».. عبارة قالها أستاذ لي منذ 20 عامًا، وما زالت تترد في أذني حتى الآن.

وكلما تبحرت أكثر وأكثر في أسرار علم النبات، تتأكد عندي مصداقية هذه العبارة؛ والدليل أن جزءا واحدا لا نراه من أجزاء النبات، وهو الجذور، يحمل فوائد للبشرية لا تحصى ولا تعد.

وسنلقي في السطور التالية لمحة سريعة على جزء من هذا الجزء النباتي، وهي المشروبات الجذرية فقط، ونذكر منها ما يلي:   

العرقسوس:

يسمى أحيانًا السوس، وهو من النباتات المعروفة في الطب والصيدلة منذ آلاف السنين، واستعملت جذوره في الصين منذ القدم لعلاج ارتفاع درجة الحرارة.

ويزرع العرقسوس أساسًا للحصول على جذوره التي تقطع إلى قطع صغيرة، ثم تجفف بتعريضها للشمس مع التقليب المستمر.

ويعمل من العرقسوس شراب شعبي شهير في أغلب البلدان العربية، يفيد في حالات قرحة المعدة، وينصح به كملين في حالات الإمساك.

المغات:

يكاد يكون استعمال المغات مقصورًا على البلاد العربية.  

وينمو هذا النبات في شمال العراق حيث يسمى عرب قوزي أي جوز العرب. ويزرع للحصول على جذوره التي تقشر وتقطع إلى قطع صغيرة ثم تفرد في الشمس مع التقليب المستمر حتى تجف. وبعد ذلك، تعامل الجذور بمسحوق إزالة الألوان فيصبح لونها أبيض ناصعًا ثم تطحن وتعبأ وتباع على شكل مسحوق أبيض.

وتحتوي جذور نبات المغات على 25% مواد نشوية 23% مواد غروية و3% مواد سكرية و5% سليلوز، ولذلك تعتبر من المواد الغذائية التي تعطي طاقة حرارية؛ لذا يستعمل كمشروب ساخن في الشتاء، كما يقدم الشراب للسيدات بعد الوضع للاستفادة من قيمته الغذائية العالية.

السحلب:

يعتبر السحلب عشبًا معمرًا، يزرع أساسًا من أجل جذوره الدرنية، وهو بيضاوي الشكل لونه أسمر فاتح من الخارج وقشدي مصفر من الداخل.

بعد نضج النبات تقطع الجذور وتغسل جيدًا ثم تجفف في أفران على درجة حرارة متوسطة وبعد ذلك تطحن.

وتحتوي جذور السحلب على حوالي 45% مواد سكرية، كما تحوي أيضا مواد بروتينية وزيتًا طيارًا وأملاحًا. ولا يستعمل السحلب في الأغراض الطبية بقدر ما يستعمل كمشروب مغذ فيعطي سعرات حرارية عالية، ولذلك يفضل استعماله في الشتاء. ولاحتواء السحلب على المواد الغروية والنشا، فإنه يساعد على الإمساك؛ لهذا يعتبر مشروبًا مفضلا في حالات الإسهال المزمن أو عند الإصابة بالدوسنتاريا المزمنة.

 الزنجبيل:

عرف الزنجبيل قديمًا في الصين علاجًا وتابلًا، ومشروبًا شعبيًا. وذكره أطباء اليونان في كتبهم، كما كتب عنه ابن قيم الجوزية وابن سينا وداود الإنطاكي.

وعرفته أوروبا في أول العصور الوسطى.

وجاء ذكر الزنجبيل في القرآن الكريم في الآية (17) من سورة الإنسان؛ حيث يقول الله تعالى يصف جزءًا من النعيم الذي ينتظر أهل الجنة (ويسقون فيها كأسًا كان مزاجها زنجبيلا).

ويصنع من الزنجبيل مشروب ساخن يجلب الإحساس بالدفء، فضلًا عن أنه يدخل في عمل الحساء والمخللات، وإعداد الخبز والفطائر وكعنصر رئيس في كل أنواع الكاري، كما يضاف إلى الحلوى والمربات كمربى البلح والجزر ليعطيها طعمًا حريفًا ومنعشًا. ويستعمل الزنجبيل طبيًا كمهدئ للمعدة، وموسع للأوعية الدموية في الجلد، ويسبب الشعور بالدفء.

د.عبدالمنعم الهادي – أستاذ علوم نبات

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم