الصحة والغذاء

مستحضرات التجميل.. تبييض أم تشويه؟

  يؤدي استخدام مواد تبيض جلد الوجه إلى خشونته وتجعده فيما بعد، كما تنتج عنها نتوءات بغيضة قد تتطور إلى خراريج وتقرحات. وأحيانًا تؤدي إلى الإصابة بالسرطان أو العمى وتدمير المخ.

الأطباء منزعجون

ورغم وجود سيطرة شديدة على بيع «الكينون المائي» وهو العامل النشط في هذا المنتج، إلا أننا أصبنا، كأطباء تجميل، بإزعاج كبير حينما علمنا بوجود منتجات مماثلة لهذه المادة تباع علنًا في الصيدليات ومحلات البقالة.

وقد أثبتت التقارير العلمية أن بعض هذه الكريمات يحتوي على نسب عالية من مادة الكينون المائي أكبر من النسبة المسموح بها في الاتحاد الأوروبي، وأنه يكتب عليها ادعاءات باطلة ومضللة مثل إنها تعمل على حجز الشمس عن الجلد، والواقع أنها تمنع الجلد من إنتاج مادة الميلانين المخصبة، أي أنها تصبح مدمرة عند تعرضها للشمس.

وتزعم بعض شركات التجميل التي تُصنع ثلاثة من كريمات تبييض الجلد الشائعة، أنها تلتزم بقوانين الاتحاد الأوروبي التي تسمح بوضع 2% فقط من مادة الكينون المائي في كريمات تبييض الجلد. ولكن الاختبارات الكيميائية تحذر من خطورة تلك الكريمات.

وتدعي هذه الشركات أن كريمات تبييض الوجه تحتوي على مادة «الإنتوان» التي تحجز الشمس عن الجلد، والواقع أن هذه المادة هي عامل مهدئ يستخدم بصورة شائعة في مستحضرات التجميل، لكنه لا يحتوي على خاصية حجب الشمس عن الجلد.

فضلاً عن وجود منتجات تحتوي على أكثر من الكمية المسموح بها من مادة الكينون المائي.

لتجنب الأضرار

ورغم كل هذه المخاطر، فإن المرأة في هذا العصر يصعب عليها الاستغناء عن مواد التجميل أو الإكسسوارات، مع ما تحمله من مضار قد لا تعرفها مثل وجود الكثير من المواد المحتوية على أكاسيد ومركبات المعادن السامة، ومواد عضوية من مشتقات النفط تسبب إصابة الجفون بأمراض الحساسية وتزيد من تركيز المعادن الثقيلة السامة بالجسم، نتيجة امتصاص طبقة الجلد ومسامه لها.

 وننصح بمراعاة بعض المؤشرات العامة لتجنب أية أضرار:

– عدم استخدام المواد الكيميائية، سواء في عمل الوشم أو الحناء أو صبغات الشعر، والاستعاضة عنها بالمواد الطبيعية لتجنب التعرض لمواد سامة أو مسرطنة، لأن بعض المواد الكيميائية السامة تضاف كمواد مثبتة للصبغات المستخدمة في عمل الوشم أو الرسم على الجلد لكي تدوم لأوقات طويلة، إلا أن هذه المواد من الخطورة بحيث يسبب استخدمها أعراضًا مرضية تكون في بعض الأحيان مبهمة ويصعب تشخيصها. 

  – عند استخدام اكسسوارات مثل الأقراط  «الحِلْقَان» والقلادات المصنوعة من المعادن المقلدة للذهب أو الفضة، يجب وضع ضاغط من البلاستيك على ضاغط القرط من الخلف حتى لا يُمتص المعدن عن طريق الجلد بفعل العرق فيرتفع تركيز هذه المعادن السامة في الجسم. ووضع القلادات على قماش الفستان أو السترة، وتجنب ملامستها المباشرة للجلد.

 وعند استخدام معادن مثل الذهب والبلاتين والذهب الأبيض، فإن تأثير العرق أو الإفرازات الجلدية على هذه المعادن ضئيل جدًا، حيث لا يتغير لونها بطول الاستخدام فهي ذات نشاط كيماوي ضئيل.

– التأكد من أن المواد المستخدمة في التجميل طبيعية وبها أقل كمية ممكنة من المواد الكيميائية، فكل ما في الطبيعة من مواد ملونة وصبغات غير مضر بالصحة.

– عند حدوث بعض التهيجات الجلدية وظهور حبوب على جلد الوجه نتيجة استخدام مادة تجميلية جديدة، يجب استشارة الطبيب والامتناع مباشرة عن استخدام هذه المادة.

 – استخدام أقنعة «ماسكات» الوجه المعتمدة في تحضيرها على مواد طبيعية مثل الزبادي والخضراوات وعسل النحل، أفضل بكثير من استخدام المواد الكيماوية في إزالة بقع وبثور الجلد على الوجه وفي الأجزاء الظاهرة من اليدين.

أ.د. نبيل سليم – أستاذ جراحات التجميل والحروق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم