الصحة والغذاء

محكمة غذائية

اشتكى كل من العقل والروح إلى قاضي محكمة العدل الغذائية بأن الجسد يحظى بالاهتمام الغذائي دونهما.

وجاء في الشكوى أن الإنسان يهتم بغذاء جسده بما لذ وطاب، وحتى المجلات ومراكز الأبحاث تهتم بغذاء الجسد.

الجسد بدوره احتج بأنه الأهم في الإنسان، فيستطيع الإنسان أن يكون جسدًا بلا عقل مفكر وبلا روح سامية، ولكنه لا يمكن أن يكون عقلًا أو روحًا بلا جسد.

ردا قائلين: إنه يكون حينئذٍ من البهائم وليس إنساناً، فخجل الجسد وتوارى.

صاح العقل: لماذا لا يغذيني الإنسان بالتفكر والتدبر وتنمية قدراتي إلا ما اضطر إليه من أجل دراسة ووظيفة.

ألا يلتفت إلى القرآن الكريم وما فيه من دعوة إلى التفكر.. أفلا يتفكرون.. أفلا يعقلون.. أفلا يتدبرون؟

تنهدت الروح وقالت: حتى أنت أيها العقل ربما تغذى قليلاً للحاجة، أما أنا فمظلومة من الإنسان المادي، فلا من يغذيني – إلا ما رحم ربي – بكربوهيدرات الإيمان والسمو، ولا بفيتامينات الحب والخير والسماحة حتى إني أصبت بأنيميا حادة تهدد وجودي.

حار القاضي بما يحكم فرفع الجلسة لأجل غير مسمى، فابتسم الجسد بخبث لأنه يعرف أن هذا الأجل لن يأتي على الأقل في المدى المنظور.. ولا عزاء للروح.

بدرية إبراهيم

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم