الصحة والغذاء

مأدبة الجوع أمام برج إيفل

في مناسبة إحياء الذكرى الثلاثين ليوم الأغذية العالمي، تم وضع عشرة آلاف صحن قرب برج إيفل بالعاصمة الفرنسية وذلك في إطار تظاهرة سميت “مأدبة الجوع”. وترمز هذه التظاهرة التي أقيمت أيضًا في خمس وعشرين مدينة فرنسية أخرى لعشرة آلاف طفل يموتون كل سنة في العالم وبخاصة في البلدان النامية بسبب الجوع. وأشرفت على تنظيم هذه التظاهرة المفوضية الأوروبية ومنظمة فرنسية غير حكومية تعنى بمقاومة الجوع.

   من ناحية أخرى، طالبت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» دول العالم بإعادة النظر في نظم إنتاج الغذاء، ونبهت إلى أن التأخر في الالتفات إلى هذه المشكلة سيؤدي إلى ظهور المزيد من أزمات نقص الأغذية، وذلك بمناسبة إحياء العالم ليوم الغذاء العالمي.
واشار تقرير إلى أن المؤشر العالمي للجوع يحذر من تزايد معدلات الجوع في 25 دولة، واصفًا الأرقام بأنها مثيرة للقلق، حيث كشفت أرقام صادرة عن منظمة الفاو أن عدد الجائعين في العالم وصل إلى نحو مليار شخص معظمهم من النساء والأطفال في إفريقيا وآسيا.
   ودعا المدير العام للمنظمة حكومات الدول ذات الدخل المنخفض والعجز الغذائي إلى زيادة حصة الزراعة في ميزانيتها الوطنية والبالغة حاليًا 5% لتصل إلى 10% على الأقل لمواجهة أزمة الغذاء.
   أما رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية فأشار إلى أن تحقيق أي تقدم بعد ثلاثين عامًا من إحياء اليوم العالمي للغذاء يتطلب النظر في نتائج الجهود العالمية لإنقاذ الناس من الفقر، موضحًا أن أعداد الجائعين في العالم يؤكد أنه لم يتم إحراز أي تقدم في هذا المجال.
وطالب نوانزي الحكومات في جميع أنحاء العالم بإعطاء الزراعة والتنمية الريفية الأولوية القصوى في جدول أعمال وخطط التنمية في برامجها القادمة.
   وفي حديث لقناة فرانس قال المدير الإعلامي للمنظمة إن الاحتياجات لمعالجة هذه الأزمة كبيرة، وتستلزم التخطيط المتواصل لتأمين ركائز الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في ترتيب الأولويات، ومشكلة التوزيع العادل للثروات والقدرة على المقدرة الشرائية. وإن المنظمة تمكنت من القضاء على مرض الطاعون البقري الذي هدد الثروة الحيوانية في إفريقيا وفي كثير من دول العالم.   و خلال العقد الأخير، تفاقمت أزمة الجوع بسبب خفض المساعدات المخصصة للزارعة إلى 6% من مجمل المساعدات التي قدمتها الحكومات عام 2006 مقابل 19% عام 1980، وعدم استقرار أسعار المنتجات الغذائية الذي يتزايد يومًا بعد يوم ما يشكل تهديدًا جديًا للأمن الغذائي.
وأشارت الفاو إلى وجود مشاكل هيكلية فيما يتعلق بإنتاج الطاقة، داعية حكومات وقادة العالم إلى الاتحاد أمام الفقر كشعار ليوم الغذاء العالمي.

*تقرير نشر في النسخة الورقية من مجلة عالم الغذاء عام 2006م

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم