الصحة والغذاء

قرحة المعدة.. من البيوت نتجنبها وبالأعشاب نعالجها؟

أ.د.عبدالمنعم الهادي

كلما سمعت إحداهن تردد مقولة أن الطريق إلى قلب الرجل يمر عبر معدته، هالني مدى الضرر الذي يمكن أن تلحقه تلك المرأة بزوجها.. فكيف يكون الطريق إلى قلب الرجل معدته بينما المعدة هي بيت الداء، وأصل كل داء التخمة.. والرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول: (المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء). 

والآن لندخل إلى معدة هذا الزوج المسكين التي امتلأت بما لذ وطاب، بناء على تدبير مسبق من زوجته – لنرى ما يمكن أن تعانيه تلك المعدة من أمراض وعلل شتى.

وحتى الآن لم يتمكن العلماء من تحديد أسباب قرحة المعدة بشكل دقيق، ولكن هناك عوامل تساعد على حدوثها، ومنها الانفعال العصبي والتدخين والإكثار من تناول التوابل الحارة ومن شرب الشاي والقهوة، وتناول الأسبرين بكثرة، ومن المحتمل أن تنشأ قرحة المعدة عن ضعف مناعة المعدة ضد العصارتين الهاضمتين.

وفي أغلب الأحيان تكون مساحة قرحة المعدة بمقدار نصف سنتمتر مربع، إلا أنها قد تسبب أعراضًا مزعجة وآلامًا مبرحة عند مرور الحمض عليها. وتتلخص أعراض قرحة المعدة في الشعور بألم في الجزء الأعلى من المعدة، ويحدث الألم عادة عندما تكون المعدة خاوية.

أما النصيحة العامة التي أقدمها المريض قرحة المعدة، فهي أن يتناول وجباته الغذائية بكميات قليلة وبشكل متكرر طوال اليوم.

وأفضل الأطعمة التي تفيد في البداية هي السوائل والأطعمة سهلة الهضم مثل اللبن والقشدة، لأنها تعادل الحمض في المعدة. كما أنصح بالامتناع عن التدخين والتوتر والقلق لأنه يزيد من إفراز العصارة المعدية، ومن ثم تكوين القرحة ومنع التئامها.

ويجب الإقلال من تناول الأطعمة والمشروبات التي تزيد من إفراز العصارة المعدية كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية. ومن الأطعمة التي ينتج عن تناولها تكون غازات وحدوث انتفاخ بالمعدة كالبصل والثوم والخيار والقرنبيط والطماطم والبقول. أضف إلى ذلك أن استخدام بعض النباتات التي تساعد في التخلص من ألم قرحة المعدة.

وهناك دراسة تشير إلى أن نبات البروكولي يساعد في علاج قرحة المعدة، حيث إن مادة “سلفورافين” الكيميائية الموجودة في نبات البروكولي، نجحت في قتل جراثيم هيليكوباكتر بايلوري المسؤولة عن غالبية حالات الإصابة بقرحة المعدة، وأنواع أخرى من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الشائعة. وأوصى باحثون في جامعة هارفارد بأن تدخل النباتات الغنية بمادة “سلفورافين” بشكل أساسي في تطوير العلاجات المضادة لإصابات بكتيريا الهيليكوباكتر التي تسبب قرحة المعدة وقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان أيضًا.

وأوضح العلماء أن الخلايا المبطنة للمعدة تعمل كمخازن حافظة البكتيريا القرحة، ما يجعل من الصعب التخلص منها، أما مع نبات البروكولي، فيتم قتلها سواء داخل خلايا المعدة أو خارجها.

وهناك وصفات من الطب الشعبي ونباتات تساعد- بإذن الله – على الشفاء من ألم قرحة المعدة، منها:

الرمان: قشر الرمان الخارجي يستخدم في علاج القرحة بعد أن يجفف ويطحن، ويمكن تناوله بأكثر من طريقة:

  • ويؤخذ منه مقدار ملعقة ويغلى مع الماء ويترك ليبرد ويشرب.
  • يضاف مقدار ملعقة صغيرة من مسحوق قشر الرمان إلى مقدار علبة زبادي ثم تناولها.
  • تناول مطحون قشر الرمان مع عسل النحل بمقدار ملعقة على الريق يوميا وأخرى قبل النوم.
  • مزج مقادير متساوية من مسحوق ثمار الرمان الجافة أو مفروم ثمار الرمان الطازجة مع عسل النحل النقي، ويؤخذ من هذا المزيج ملعقة صغيرة على جرعات، بمعدل ثلاث مرات في اليوم، قبل الأكل بحوالي ربع ساعة.

– العرقسوس: من النباتات المفيدة في علاج القرحة، ويتم تناوله بإحدى الطرق التالية:

  • يؤخذ مقدار ملعقة صغيرة من مسحوق العرقسوس مع ملء كوب ماء مغلي وتقلب جيدًا ثم تغطى فترة تتراوح بين 10 و15 دقيقة ويشرب بمعدل ثلاثة أكواب في اليوم، ويفضل تناوله بعد الأكل بساعتين.
  • يمزج مسحوق العرقسوس مع عسل النحل ويؤخذ من المزيج ملء ملعقة مرة على الريق ومرة قبل النوم.

– الزنجبيل: عند تناوله مع عسل طبيعي فإنه يفيد في علاج القرحة بسبب تأثير العسل على البكتيريا.

– الموزة من النباتات المهدئة للقرحة، يمكن المريض القرحة تناول إصبع موز واحدة مع كوب من الحليب الدسم ذي القشدة قبل تناول الوجبة الغذائية بحوالي نصف ساعة، ويفضل أن يكون الحليب باردًا.

– البابونج: يفيد تناول مغلي البابونج كمشروب في علاج القرحة. وتستخدم أزهار البابونج، بنفس طريقة إعداد الشاي، بمقدار ملء ملعقة كبيرة من الأزهار، وتنقع في ملء كوب ماء سبق غليه لمدة عشر دقائق ثم يصفى ويشرب مرتين في اليوم.

– الكركم: أظهر بعض التجارب أن أخذ كبسولات محضرة من الكركم تحتوي على ۲5۰ ملجم بمعدل كبسولة ثلاث مرات يوميا تساعد على شفاء القرحة.

– الخروب: تستعمل بذور الخروب لعلاج قرحة المعدة وذلك بتحميصها، مثل القهوة، ثم تطحن ثم تغلى مع الماء، ويؤخذ منها مقدار کوب يوميًا.

وفي النهاية أشير إلى أن أفضل وسائل الوقاية من الإصابة بقرحة المعدة يتمثل في الاعتدال في الأكل. قال الله تعالى في محكم التنزيل (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا). وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه”.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم