الصحة والغذاء

فول الصويا.. وهشاشة العظام

وُجد أن استهلاك فول الصويا له تأثير لمنع مرض هشاشة العظام أو فقد كثافة العظام. وقد أقر الباحثون تأثير لبن فول الصويا كمصدر ممتاز لزيادة كثافة معادن العظام وميكانيكية استطالة العظام في تكوينها. ذكر علماء التغذية في جامعة إلينوي الأمريكية أن منتجات فول الصويا عند تناولها قد تصبح بديلاً عن العلاج بهرمون الإستروجين الذي يتناقص بدرجة كبير عند النساء مع انقطاع الطمث Menopause الذي يقوم بحراسة مستودع الكالسيوم في العظام من محاولات استهلاك الجسم للمخزون الاحتياطي من هذا المعدن الذي يختزن في العظام ولهذا تبدأ العظام في الوهن والضعف وتصبح عرضة للكسر عند أقل صدمة.

ومن أهم العوامل التي تساعد على فقد الكالسيوم في البول هي زيادة نسبة البروتين، ولهذا فإن البلاد التي تستهلك نسبًا كبيرة من البروتين الحيواني تزداد فيها نسب الإصابة بكسور عظام الحوض. وقد وجد أن كل جرام من البروتين المستهلك يزيد من فقد الكالسيوم في البول بمقدار 1 مجم. وان المسؤول عن ذلك هي الأحماض الأمينية الكبريتية التي يزيد من حمولة الأحماض، وبالتالي يزداد فقد الكالسيوم.

وقد لوحظ أن بروتين الصويا لا يسبب فقدًا كبيرًا في الكالسيوم في البول. ويرجع احتفاظ بروتين فول الصويا بالكالسيوم إلى وجود مركبات الإيزوفلافون التي تشبه في تركيبها الكيميائي هرمون الإستروجين الذي يرجع إليه صحة العظام وقوتها.

وعلى ذلك، فإن إدخال بعض منتجات فول الصويا الغنية بالكالسيوم في الوجبات الغذائية يساعد على خفض الإصابة بوهن العظام Osteoporosis.

وقد وجد أن كثيرًا من الأغذية النباتية يمكن أن تمد الجسم باحتياجاته اليومية من الكالسيوم. فلبن الصويا يمكن أن يمد الجسم بنسبة (30-40%) من الاحتياجات اليومية للشخص البالغ رغم احتواء الصويا على بعض المركبات التي تعيق امتصاص الكالسيوم مثل الفيتات. حيث إن بروتين الصويا يحتوي على حمض الفيتيك الذي يعرف عنه أنه يقلل من معدل الاستفادة من الكالسيوم وعدة من العناصر المعدنية ثنائية التكافؤ. فقد نصح Harland and Oberlease  بعدم تناول كالسيوم زائد أو أغذية غنية بالكالسيوم مع الصويا؛ لأن الفيتات ترتبط بالكالسيوم. ولكن من ناحية أخرى حمض الفيتيك يعطي مناعة ضد الإصابة بالسرطان ويقلل من الحالات المرضية الناتجة عن الأكسدة الزائدة للحديد (مثل السرطان).

وذكر Fleskenstein  من الحقائق أنه توجد علاقة بين الوجبات المنخفضة في محتواها من البروتين الكلي وخفض الإصابة بهشاشة العظام ، ومن الواضح أن نوع الأحماض الأمينية التي يتكون منها البروتين هو العامل المسؤول لدرجة معينة على الإصابة بهشاشة العظام، وفي حالة الصويا فمحتواها من الأحماض الكبريتية منخفض. فالتغذية عليها تحافظ على قوة أو متانة العظام لأن معدل إخراج الكالسيوم يكون منخفض في صورة الكبريتات، بينما كمية من بروتينات اللبن أو اللحم أو الكالسيوم تسبب فقد كبير في الكالسيوم نتيجة تكون فوسفات الكالسيوم المفقود مع البراز.

وقد قام Omi et al  بعمل دراسة للتعرف على المكونات الفعالة في لبن فول الصويا التي تؤثر على تمثيل العظام في الفئران التي أزيلت منها المبايض، حيث تم إعداد عينتين من لبن فول الصويا (لبن فول صويا ذو بروتين عالي الوزن الجزئي وآخر ذي بروتين منخفض الوزن الجزئي) وتم دمجها في الوجبة التي يتغذى عليها فئران تجارب بها هشاشة للعظام، ووجد أن كثافة معادن العظام وميكانيكية استطالة العظام في الفئران التي تم تغذيتها على عينتين لبن فول الصويا، كانت أعلى من تلك الموجودة في العينة الكنترول. بالإضافة إلى ذلك، فإن امتصاص الكالسيوم في الأمعاء يتزايد بدرجة معنوية في الفئران التي غذيت بلبن فول الصويا. وقد افترض أن بروتين لبن فول الصويا يعمل على زيادة كثافة العظام وميكانيكية استطالة العظام من خلال تأثيره على الإسراع من امتصاص الكالسيوم.

وقد اكتشف Arjmandi et al  نتائج مماثلة عند فصل بروتين الصويا والتغذية به لفئران تم إزالة المبيض لها وإصابتها بهشاشة العظام. واقترح أن بروتين الصويا الغذائي يكون فعالاً في منع فقد العظام نتيجة نقص هرمون المبيض.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم