الصحة والغذاء

رحلة شيقة.. مع الكمون

كما أن كل إنسان ينتمي إلى عائلة وله شجرة تصله بأجداده الأولين، فإن البقدونس يعتبر قريبًا إلى الكزبرة واليانسون والكراويا والشمر والشبت، وهؤلاء جميعًا يعتبرهم الكمون أولاد عم مقربين له.

ومنذ آلاف السنين، عرف المصريون القدماء الكمون واستخدموه لحفظ طعامهم. ومن مصر سافر الكمون إلى أسيا في إيران والهند، ومن تلك الأراضي انتشرت بذوره وانتشرت زراعته وأصبح شعبيًا واستخدم في كثير من الأطباق.

وفي العصور الوسطي، كان يحتفظ كل من العريس والعروس في ألمانيا بالكمون في جيوبهم حتى يأتي لهم بمستقبل زاهر.

وفي العصر الفيكتوري، كان طهي الكمون في الكيك يعتبر سرًا يأمل بأن يساعد على إعطاء جاذبية خاصة للسيدة، وليست الكيكة التي تصنعها.

وكان علماء الرومان ينصحون بتناوله، ورغم علمهم بالكمون لكن لم يتوصلوا إلى أنه تابل يستخدم في الطعام في المقام الأول، وبطرق مختلفة، ولطعمه الحاد والمزازة القليلة فهو يعطي نكهة لا يماثلها أي تابل آخر، فكانوا يقومون بخلطه مع العسل والخل لعمل نوع من الصلصة يعطي نتيجة شيقة.

 وفي البلاد الحارة التي اكتشفت الكمون وجيرانها في شمال إفريقيا يستخدم في عمل الطواجن واليخني.

  وقد وصل الكمون إلى الأندلس التي أضافته مع الزعفران والقرفة، ثم ذهب بعد ذلك مع الإسبان إلى الأراضي الأمريكية، حيث أصبح من المواد الأولية المهمة التي تدخل في المطبخ المكسيكي والتي هي اليوم تشتهر في أمريكا الشمالية أيضًا.

يضاف الكمون إلى الجبن لإعطائه نكهة مميزة، وكذلك بعض أنواع الخبز، وإضافته إلى اللحم الضأن يجعل منه طعاما ذا مذاق مختلف.

 وباستخدام الكمون مع الكراويا يضفي إلى الطعام المصنوع منه نوعًا من الرائحة والنكهة، ويؤدي استخدامه مع قليل من الزنجبيل فإنهما يكونان مذاقًا لذيذًا.

ويمكن أن يستعمل الكمون بمفرده أو بإضافته إلى أي من البهارات كالبزار في الخليج، أو كراس الحانوت في المغرب العربي، أو جرام مسالا الهندية والتي تدخل في معظم الأطباق الهندية. وإذا أضيف إلى مسحوق الكاري فهو يعتبر من التوابل التي نستشعرها ونتعرف على مذاقها بسهولة.

ولتوفره بجميع أنحاء العالم فإنه في هذا العصر من التوابل المشهورة، ومكن الطهاة وعشاق فن الطهي من ابتكار طرق غير تقليدية لاستخدامه إما صحيحًا أو مطحونا.

وللحصول على أفضل نكهة له فيمكن تحميصه بوضعه في صاج في فرن حرارته 450 فهرنهيت، أو على درجة حرارة عالية في مقلاة لمدة 45 ثانية وذلك قبل طحنه أو قبل استعماله بدون طحن.

ويمكن إضافة الكمون إلى زيت ساخن لإعطاء الزيت نكهة غير مباشرة، وبالتالي يستخدم الزيت المنكه بالكمون لعمل أطباق شيقة.

والآن وبعد أن عرفنا الكثير عن الكمون، يجب علينا أن نبعد عن التقليدية في استخدامه، ونحاول عمل واكتشاف طرق أخرى تضفي اللذة والطعم الطيب لأكلنا المعتاد ولكن بطريقة مبتكرة.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم