الصحة والغذاء

تشعر بالجوع..إذًا أنت بصحة جيدة!

رغم كل ما يقال عن الجوع، إلا أن الكلمة ذاتها صعبة التعريف، ويمكن أن يقال إن الجوع هو الدافع الطبيعي للإنسان ليبحث عن طعام، ويحدث الجوع في حالة فراغ المعدة من الطعام والغذاء الذي يحتاجه الإنسان ليمد الجسم بكامل أعضائه بالطاقة والغذاء.

كما لا يوجد مقياس علمي دقيق يمكن أن يقاس به الجوع، فحالة الأيض الغذائي عند الناس تختلف باختلاف المجهود واختلاف المواسم واختلاف العمر، حتى مقياس مقدار السكر في الدم لا يفي بالغرض.

ويمكن وصف الجوع بأنه الحالة التي يشعر فيها الإنسان بخلو معدته فعلاً وليس شعورًا عقليًا فقط، بما يصاحب المعدة الخاوية من رسائل استغاثة مؤلمة، وتتواصل رسائل الإنذار بالصداع والدوار، والضعف العام وفقدان التركيز. ولكن هذه الأعراض لا تحدث إلا في حالة الجوع الشديد، وهو شعور لا يعرفه كثير من الناس في هذا العصر، خصوصًا سكان المدن مع توفر الأطعمة والمطاعم والدعوات والحفلات المتوالية.

الجوع درجات

ويمر الإنسان بمراحل عديدة من الإحساس بالجوع قبل الوصول إلى المرحلة الصارخة، ويمكن تقسيم درجات الجوع إلى عشر درجات كما تقترح خبيرة التغذية د.باربرا رولز، ويمكن منح كل درجة ساعتين من الزمن للشخص المعافى من الأمراض.

وبطبيعة الحال، فإن أصعب الدرجات وأصدقها وأكثرها وضوحًا هي المرحلة الأخيرة، والإنسان يمر بساعات مع مشاعر جوع كاذبة أو خادعة يحس بها بالجوع بعد سويعات قليلة من شبعه.

فبعد تناول وجبة طعام كافية، يشعر الإنسان بحالة الشبع الذي يجعله لا يطلب ولا يرغب في ابتلاع أي نوع من الأكل. وتمتد هذه الفترة لساعات معدودة فقط عند بعض الناس، يشعر بعدها بأنه يستطيع تناول قدر من الطعام.

وهنا يكمن سر طبيعي متوفر في كل الناس، وهو أن هذا الشعور والرغبة في الأكل هي رسالة تكشف عن غريزة حب البقاء، وليست من رغبة أو حب في الطعام (غريزة الأكل)، فعندما يكون هناك فراغ ما في المعدة فإنها ترسل رسالة إلى الدماغ تعلن عن استعدادها لاستقبال ما يمكن تخزينه، ولكنها ليست رسالة جوع حقيقي.

لذا فإن الحكمة تطلب التغاضي عن رسالة الشراهة المتقدمة جدًا، وعلى الإنسان المعافى أن يعلم أنه يستطيع أن يعيش أربعًا وعشرين ساعة بكامل نشاطه ودون أن يتناول أي نوع من الأكل، وعليه أن يتعرف على طبيعة بنية جسمه وخصائصه، فلا يبحث عن الأكل من أول رسالة يستقبلها في دماغه.

نمط خط الجوع

ويمكن لكل إنسان أن يتعرف على نمط خط سير الجوع لديه كما قدمته أستاذة علم التغذية في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية (باربرا رولز) في بحثها الذي سمته (يوميات الجوع)، بأن يضع الإنسان برنامج غذاء معينًا يتكون من ثلاث وجبات يوزعها خلال الأربع والعشرين ساعة، يباعد بينها بساعات عدة لا تقل عن أربع ساعات، ولا يلتزم بساعة معينة لتناول هذه الوجبات بل يتناولها حسب شدة الجوع الذي يشعر به.

ويجب عليه عدم الاستجابة للإشارة الأولى بشعوره بالجوع، وعليه تجاوز هذه المرحلة ولو بساعة واحدة، فإنه سيشعر بعدها بأن حدة الجوع أو الوحم الذي أصابه على الأكل قد توقف.

وتطلب هذه الخبيرة أن يمتد هذا البرنامج لاكتشاف نمط الجوع عند الإنسان لمدة عشرة أيام ليبني الجسم نظامًا معينًا له، يسير عليه، وسيشعر الإنسان أن فترة الشعور بالجوع الذي يشعر به بعد ثلاث أو أربع ساعات بعد الأكل قد تمددت إلى مدة أطول بعد أيام من اتباع هذا النمط. ومن هذه الوجبات الثلاث يمكن رسم خط لفترة التحكم في الجوع والصبر عليه.

فلا ينبغي للإنسان أن يبتلع ما تصل إليه يداه، أو يقع عليه نظره في أي وقت قبل أن يشعر بالجوع، فالشعور بالجوع هو أيضًا شعور جميل وصحي ودليل على سلامة الجسم وسلامة الجهاز الهضمي وانتظامه، أي يجب تناول الوجبة التالية في حالة الشعور بالجوع وليس بمجرد الرغبة فيها، أو لتمضية وقت جميل في مشاهدة الأخبار أو برنامج تلفزيوني مع العشاء أو صحن الفاكهة.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم