الصحة والغذاء

النزلة الوافدة.. هذه هي علاجاتها الغذائية والعشبية

لم تعد الأعراض المتعارف عليها للأنفلونزا من رشح أو زكام تصيب المريض، وإنما تهاجمه مباشرة بأعراض حادة تبدأ بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، وانهيار في قواه، ويستقر الفيروس بالحلق محدثًا التهابات شديدة في الصدر وآلامًا مبرحة بالعظام.

 فكيف نتقي آلام ومتاعب فيروسات النزلة الوافدة التي تغير من أشكالها وأساليبها باستمرار، وهل يمكن للأعشاب الطبية أن تحاصرها وتحد من ضررها؟

الدراسات الطبية تؤكد أن هذه الحالات المرضية يمكن مقاومتها بتقوية فاعلية جهاز المناعة للجسم حتى يستطيع أن يقاوم ببسالة البكتيريا والجراثيم والفيروسات.

 ولكن قبل أن نستطرد في شرح وسائل تقوية الجهاز المناعي نتعرف أولًا على تكوينه وطريقة عمله، فهو عبارة عن مجموعة خلايا دفاعية معقدة تمنع دخول الفيروسات والجراثيم إلى الجسم.

فماذا يحدث عندما يقتحم ميكروب الجسم؟

إن الله سبحانه وتعالى قد زود الجسم بجهاز طارد يعمل على إبعاد «الدخيل» فتقوم بعض الأجسام المضادة بتحييد هذه الميكروبات بواسطة اللعاب ثم طردها عن طريق شعر الجسم أو الدموع، بينما يتم طرد البعض الآخر عن طريق السعال أو العطس.

لذا ننصح دائمًا بعدم كتم العطسة لأنها وسيلة طبيعية لطرد الجراثيم والميكروبات، مع وضع (منديل) على الفم والأنف لضمان عدم انتشار ما تحمله من جراثيم فتعدى الآخرين، ثم يقوم البول والعرق بدور تطهير الجسم  من السموم والجراثيم الباقية.

والجسم يحمي نفسه ضد هذه الهجمات الميكروبية عن طريق الجلد الذي يفرز مواد تسمم بعض أنواع البكتيريا أو عن طريق الحامض المعدي.

 وبالرغم من أن كل جسم مزود بجهاز مناعي، إلا أن درجة فاعلية هذا الجهاز ليست متساوية عند كل الناس، لأنها تعتمد في جزء كبير منها على العوامل الوراثية، فنجد أجساما تدافع عن نفسها بطريقة أفضل من الأجسام الأخرى.

 لذا من المهم أن نتعلم كيف نقوى الجهاز المناعي ليعمل بكامل طاقته على مقاومة الميكروبات والفيروسات، وهنا ننصح بعدم انتظار ظهور أعراض المرض المتمثلة في التعب والتكسير والرعشة والزكام وغيرها لكي نبدأ في تقوية جهاز المناعة، ولكن يجب البدء مبكرًا باتباع إرشادات بسيطة مثل:

– تناول كل أنواع الأغذية بدون حذف أي وجبة لتقوية الجهاز المناعي عن طريق تزويده بكافة العناصر التي يحتاج إليها لمقاومة الأمراض.

– إضافة الزعتر إلى الصلصات والأطباق الغذائية لما له من قدرات فاعلة في تقوية الجهاز المناعي، ويفيد إضافة عدة قطرات من خلاصة الزعتر إلى قطعة من السكر لنحصل فورًا على مطهر قوي وسريع المفعول ضد أمراض الحلق، ويستعمل نفس هذا المطهر في حالات الزكام عن طريق بل المناديل الورقية به، وكذلك الوسادة التي ينام عليها الشخص لسرعة التخلص من الزكام.

– عند الإحساس ببوادر وخز في الأنف نقوم بتسخين وعاء كبير مملوء بالماء مضاف إليه عدة قطرات من الزعتر ثم نغطي الرأس بفوطة ونقرب الوجه من هذا الوعاء، ونستنشق منه الهواء أو البخار الساخن لمدة عشر دقائق، للمساعدة على تحرير الشعب الهوائية وتفتيحها ومكافحة التهابات الغشاء المخاطي.

– أخذ عدة أغصان من نبات الزعتر ومقدار ملعقة صغيرة من نبات إكليل الجبل أو الرومان والزعتر البري والقرفة وحفنة قرنفل، وغلي الخليط لمدة 3 دقائق ثم نقعه لمدة عشر دقائق قبل تصفيته، ثم نضيف إلى الخلاصة مقدارًا من عسل النحل للتحلية مع عصير ليمونة، وننصح بتناول هذا الشراب مرتين أو ثلاثا أسبوعيًا.  

– الإكثار من تناول المحاريات لاحتوائها على مشتق من حامض أميني يعرف باسم «تورين» يساعد على مقاومة الإحساس بالتعب والإرهاق وتخفيف التوتر، كما أن الأسماك  غنية بالبروتين الخالي من الدهون.

– الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالزنك لأنه مادة ضرورية لعمل الأجسام الحية كالفيتامينات، وضروري جدًا للجسم، والأغذية الغنية بالزنك هي المحار وفواكه البحر واللحوم و الأسماك والبقول والخضراوات الجافة.

– الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالحديد مثل الكبدة والسبانخ والبطاطا والبطاطس لأنها مستودع للحديد وفيتامين ج، كما تفيد البطاطس في تقويم الجسم، ويفضل طهيها بقشرتها في الماء أو على البخار لضمان عدم فقد فيتاميناتها، في حين أن طهيها بدون قشرتها يفقدها حوالي 35% من هذه الفيتامينات، مع ملاحظة أن شرب الشاي بعد تناول هذه الأغذية يقلل من عملية تمثيل الحديد، لذا يستحب تناوله بعد ساعتين على الأقل من تناولها.

– الإكثار من تناول فيتامين ب 6، لأن نقصه يسبب تغيرات في الجهاز المناعي، ويحصل الجسم عادة على حاجته من هذا الفيتامين من القمح والسردين.

– الإكثار من تناول أغذية غنية بفيتامين ج لأنه مضاد قوي للإرهاق، ولديه قدرة على التخفيف من حدة الإصابة بالزكام والبرد ومدتها. ويفضل تناوله من مصادره الطبيعية فهي أفضل من الأقراص أو الفوار.

– الإكثار من تناول الجزر، لاحتوائه على نسبة برو- فيتامين (فلبيتا كاروتين) وهي مادة في الأغذية تتحول إلى فيتامين، وتعتبر منشطًا رائعًا للخلايا الدفاعية الموجودة في الغشاء المخاطي، لذا يفضل تناول الجزر بصفة يومية.

– تناول الأطفال كوبًا صغيرًا من عصير البرتقال يساعد على تحسين صحتهم وزيادة نشاطهم إلى جانب مقاومة كثير من أمراض سوء التغذية، لاحتوائه على نسبة عالية من الفيتامينات خاصة فيتامين ج، ونسبة متوسطة من فيتامين ب المركب، ونسبة عالية من فيتامين أ.

– اليوسفي أيضًا يتعادل مع القيمة الغذائية للبرتقال، كما أن مغلي قشوره يفيد الجهاز التنفسي وضعف القوى. والكمية الكافية للشخص البالغ من فيتامين ج يوميًا هي ثمرة كبيرة.

إننا يجب أن نفخر بأن طب الأعشاب الذي عاد إليه العالم مرة أخرى ما هو إلا تراث الأجداد الذي يجب أن نستفيد منه.

إعداد: أ.د. نبيل سليم علي

المراجع:

1-     Alluwaimi, A.M. (2004) Identification of pyrogenic components of Influenza virus using reassortants of differing pyrogenicity ph. D. thesis. University of Birmingham, UK.

2-     Kilbourne, E.D. (2003) Influenza. Plenum Medical Book Company. New York.

3-     Thompson, T. (2003) Annuals of  Influenza of  epidemic catarrhal fever in Great  BRITIAN from 1515 to 1837. Sydenham Society London.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم