الصحة والغذاء

السمسم: بذوره دقيقة لكن فوائدها عظيمة

القيمة الغذائية العالية لبذور السمسم، جعلت منه غذاء ذا فوائد صحية عديدة. وفيما يلي نذكر بعض فوائد السمسم:

– مضاد للأكسدة: من أهم خواص زيت السمسم قدرته العالية على مقاومة الأكسدة، لهذا استخدمه قدماء المصريين في حفظ الموميات. وفي اليابان، قيم زيت السمسم بأنه أفضل الزيوت للقلي العميق نظرًا لثباته الملحوظ عند التسخين.

وتشير بعض الدراسات إلى أن زيت السمسم المستخرج من البذور المحمصة، أكثر ثباتًا من المستخرج من البذور غير المحمصة. كما أن الزيت المستخرج من البذور الكاملة أكثر ثباتًا من المستخرج من البذور المقشورة. كما أن قدرة الزيت على مقاومة الأكسدة، تختلف باختلاف المذيب المستخدم في الاستخلاص. وعندما تم استخدم ثاني أكسيد الكربون المسال تحت ضغط في استخلاص زيت السمسم، وجد أن الناتج يفوق في ثباته المستخلص بالمذيبات العضوية. كذلك وجد أن تحمير الأغذية في زيت السمسم، يكسبها طبقة سطحية مضادة للأكسدة. وقد عزيت قدرة زيت السمسم العالية للثبات ضد الأكسدة إلى عاملين:

1- مركبات اللجنان المضادة للأكسدة القوية، وهي السيسامينول ونواتج تحلل السيسامولين.

2- نواتج تفاعلات تكون اللون البني (الكرملة) عند تحميص البذور.

تحسين تمثيل الدهون: لا تؤثر اللجنان في امتصاص الدهون من الأمعاء، غير أنها تؤثر في التمثيل الغذائي للأحماض الدهنية ذات الروابط المزدوجة العديدة والتي تعتبر من الأحماض الدهنية الأساسية للجسم.

وتنقسم هذه الأحماض إلى مجموعتين: الأولى تبدأ الروابط المزدوجة عند ذرة الكربون الثالثة في الحمض (ن3)، والمجموعة الثانية تبدأ الروابط المزدوجة عند ذرة الكربون السادسة (ن6). وتلعب نسبة المجموعة الثانية إلى الأولى دورًا هامًا في ظهور بعض الأمراض مثل تصلب الشرايين والسرطانات والحساسية، ويشار إلى أن أفضل نسبة لصحة الانسان من  ن6/ن3 هي 10 :1 إلى 4 : 1. غير أنه يصعب التحكم في هذه النسبة في الغذاء المعتاد.

وهنا يأتي دور اللجنان، حيث تعمل على ضبط نسبة ن6/ن3 في الجسم إلى الدرجة المفضلة غذائيًا.  وقد فسر ذلك على أساس قدرة اللجنان على حث العامل الوراثي المسؤول عن أنزيمات التمثيل الغذائي للأحماض الدهنية غير المشبعة العديدة.

– مقاومة للشيخوخة: ظل الاعتقاد بأن تناول الأغذية المحتوية على السمسم في أي صورة من صوره يؤخر ظهور الشيخوخة متداولاً في الصين واليابان دون دليل علمي حتى السنوات الأخيرة؛ حيث أثبتت دراسات أجريت على سلالات خاصة من الفئران تتميز بسرعة ظهور أعراض الشيخوخة عليها طبيعيًا، صحة هذا الاعتقاد. وقد عزي التأثير المضاد للشيخوخة لبذور السمسم إلى أنواع اللجنان الموجودة في البذور، والتي لا يقتصر تأثيرها على خواصها المضادة للأكسدة بل بما توفره من تأثيرات مساعدة للتوكوفيرولات (فيتامين هـ).

– خفض الكوليسترول: لزيت بذور السمسم تأثير خافض لمستوى كولستيرول الدم، كما يمنع امتصاص الكوليسترول في الليمف. ولا يمكن تفسير هذه التأثيرات على أساس تركيب الزيت من الأحماض الدهنية وخاصة محتواه من حمض اللينوليك أو نسبة الأحماض غير المشبعة إلى المشبعة فقط بل إلى وجود مكونات أخرى فعالة في الزيت. فقد أثبتت التجارب أن السيسامين له تأثير خافض على محتوى سيرم دم الفئران عند تغذيتها عليه، كما يمنع تراكم الكوليسترول في الكبد. ومن ناحية أخرى أظهرت الدراسات فعالية السيسامينول في حماية البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة للإنسان من التأكسد.

وللسيسامين والفا-توكوفيرول تأثير مشترك في خفض محتوى سيرم الدم من الكوليسترول سواء في حيوانات التجارب أو الإنسان. 

– خفض ضغط الدم: أثبتت الدراسات المتعددة على حيوانات التجارب التأثير الفعال للسيسامين على خفض ضغط الدم العالي، وأن تناول السيسامين وفيتامين “هـ” باستمرار ينظم ضغط الدم والضغوط التأكسدية والقابلية للنزيف، وهو ما يشير إلى أن هذه المعاملة قد تكون مفيدة في منع ارتفاع ضغط الدم أو حدوث سكته قلبية.

– الوقاية من السرطان: في دراسة معملية على نمو خلايا الليمف السرطانية وجد أن لجنان بذور السمسم توقف نموها وتكاثرها ويزيد هذا التأثير بزيادة تركيز اللجنان. وأكثر أنواع اللجنان فعالية في هذا المجال السيسامينول يليه السيسامين فالسيسامولين والأبيسيسامين.

– خفض سكر الدم: أجريت دراسة على فئران مصابة بمرض السكر الوراثي، ووجد أن إعطاء الحيوانات المستخلص المائي لبذور السمسم أو الجزء الذائب من هذا المستخلص في كحول المثيل يخفض تركيز السكر في الدم. وأرجع الباحثون هذا التأثير إلى تأخير المستخلصات المستخدمة امتصاص الجلوكوز.

– الوقاية من الزهايمر: يرتبط ظهور هذا المرض بتراكم إحدى الصبغات في بعض أجزاء المخ لتنتج الأكسجين النشط مع رفع مستوى الكالسيوم في الخلايا. وقد عوملت الخلايا المنتجة للصبغة معمليًا بأنواع اللجنان الموجودة في السمسم، ووجد أن جلوكوزيد السيسامينول الموجود بكثرة في المكونات غير الدهنية للبذرة يوقف قدرة هذه الخلايا على تكوين الأكسجين النشط وزيادة محتوى الخلايا من الكالسيوم بالإضافة إلى منعه موت الخلايا.

– علاج النزيف: أثبتت بعض الدراسات قدرة مركزات النكهة التي تنتج عند تحميص بذور السمسم على منع تجمع صفائح الدم المستحث بالكولاجن. وتم عزل أحد مكونات نكهة السمسم المحمص، وثبت أن له تأثيرًا أقوى من الأسبرين في تثبيط تجمع الصفائح الدموية.

– تثبيط امتصاص مسببات الحساسية: تم عزل مكونات مسؤولة عن تثبيط امتصاص مسببات المناعة خلال جدران القناة الهضمية من نواتج التحلل الأنزيمي لبذور السمسم الداكن.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم