الصحة والغذاء

ازرع في بيتك كنزًا

هل تتطلب خطة التشجير بالنيم اقتطاع مساحات من أرضنا الزراعية؟

كلا على الإطلاق. إذ يمكن أن نغرس الأشجار حول القرى وعلى حدود المزارع والحقول وعلى جوانب الطرق والترع والمصارف والجسور. ويمكن أن نزرع شجرًا في الأراضي التي لا ينتفع بها في الإنتاج الزراعي، مثل التلال الرملية وعلى أرصفة الشوارع والطرقات داخل المدن، وفي الحدائق العامة والمتنزهات. وفي حدائق المنازل أو على مداخلها. بل يمكن تشجيع الجميع على زراعة نبات النيم داخل الدور والمساكن في أصيص كبير يوضع قريبًا من الشرفة. وتستطيع ربة البيت الواعية، جمع أوراق النبات في أكياس، كلما أجرت تقليمًا للنبات، ثم وضعها في غرف النوم.

وعندئذ فإن الزيت العطري طارد للحشرات، سينطلق ليلًا وينتشر في كافة الأنحاء فيضع حدًا لأزيز الحشرات الذي يحطم أعصاب النائمين، ويحميهم من قرص الهاموش والبعوض اللعين.

 ويمكن أن تستزرع في طيف واسع من أنواع التربة على أن تكون عميقة وغير حامضية. وتستنبت مباشرة من بذور طازجة أخذت توًا من شجرة مثمرة. لأن ترك البذور أيامًا بعد جمعها يقلل من حيويتها ويؤثر في معدل إنباتها. وقبل كل شيء لابد من إزالة الطبقة اللحمية التي تغلف البذور ثم تنقع البذور في ماء جار نظيف من 3ــ 6 أيام على أن يتم تغيير ماء النقع يوميًا بعدئذ تزرع في أكياس أو أوعية فخارية بواقع بذرتين في كل وعاء على خلطة مكونة من رمل وطمي بمعدل (1:1). وهي تبقى في المشتل لمدة عام، تروى خلاله كل خمسة أيام إلى أن يبلغ طول الشتلة نحو 30 سنتيمترًا. تنقل بعدئذ إلى الأرض المستديمة لتزرع. وتبدأ في التزهير حين تبلغ 5 سنوات. وهي تعطي في الربيع زهرًا بلون بنفسجي ورائحة كرائحة الشهد المصفى، ثم تعقد ثمرًا أخضر مدورًا بقدر حب الحمص، في عناقيد متفرقة، فإذا اقترب الشتاء تغير لونه وصار عاجيًا، ثم ييبس ويسود لونه. وطعم الثمر الأخضر مر حمضي نوعًا ما، فإذا أينع حلا اللب ما بين القشرة وبذور الثمرة. والشجرة تعطي في العام الواحد فوق 50 كيلوجرامًا من بذور صغيرة مرة، ومتى تهيأ لها المجال ووجدت طريقها إلى التربة أعادت الكرة وتكررت الرحلة.

د. فوزي عبدالقادر الفيشاوي – أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم