الصحة والغذاء

أخطاء خطيرة في أغذية الفتيان والفتيات

«المراهقة» من الفترات المرهقة في حياة كل من المراهق وأسرته، لأسباب كثيرة منها أن هذه المرحلة تشهد الكثير من التغيرات السلوكية والنفسية التي تنتاب الفتيان والفتيات وما يصاحب هذه التغيرات من سلوكيات غذائية أحيانًا تضر بالنظام المناعي على المدى البعيد.

المراهقة كذلك مرحلة حساسة، خصوصًا من الناحية الصحية،  ففيها تزداد عادات تناول الطعام خارج المنزل، وما يتبع ذلك من تغير نوعية الأكل، ومنها المأكولات الغنية بالسعرات الحرارية، وكثرة التردد على مطاعم الوجبات السريعة، ومن ثم اختلال في التوازن الغذائي، وكل ذلك بالطبع يمثل خطرًا على صحتهم.

في مرحلة المراهقة أيضًا تحدث تغيرات جذرية في المنحى النفسي والجسدي والهرموني ما يعرض المراهقين للإصابة بأمراض غذائية مثل البدانة والبوليميا والسكري والانوركسيا وغيرها. 

في ندوة نظمتها النسخة الورقية من مجلة «عالم الغذاء» جمعت عدداً من المختصين     للتعرف على آرائهم ومقترحاتهم في هذا المجال

–  من الناحية العلمية، متى تبدأ مرحلة المراهقة في حياة الإنسان؟

د.بدرية عبد الكريم: ثبت علميًا أن فترة المراهقة عند الذكور تبدأ في المرحلة العمرية التي تتراوح من 10 إلى 12 سنة وتنتهي في فترة 19 عامًا تقريبًا. أما بالنسبة للإناث فتبدأ المراهقة من فترة 12 إلى 14 سنة وتنتهي عند الـ22 عامًا.

–   هل هناك اختلاف في الاحتياجات الغذائية بين الذكور والإناث في هذه المرحلة؟

 سحر السديري: وفقًا لجدول الاحتياجات الغذائية، فإن هناك اختلافًا في ما يتطلبه الجسم من عناصر غذائية عند الإناث وعند الذكور وذلك لاختلاف متطلبات الذكور عن الإناث في هذه المرحلة. فالذكور في هذه المرحلة يمتازون ببناء العضلات مما يتطلب زيادة احتياجهم من البروتين، بينما تمر المراهقات خلال هذه المرحلة بفترة البلوغ مما يستدعى احتياجهم للحديد والكالسيوم. وإذا استعرضنا هذه العناصر بشكل دقيق فسنجدها على هذا النحو:

البروتين: تزداد الحاجة إليه في مرحلة المراهقة خاصة للذكور نتيجة النمو السريع (الوزن– الطول)، والكمية التي ننصح بتناولها تقدر بـ0.75 غرام لكل كلغ من الوزن، وهذا يعادل 10 إلى 20% من الحاجات اليومية للسعرات الحرارية، وهذه النسبة من الممكن أن تتوفر في نصف لتر من الحليب،وبيضتين. و100غرام من السمك/الدجاج/اللحوم.

أما بالنسبة للإناث فيزيد الاحتياج إلى الكالسيوم حيث إن مرحلة المراهقة أساسية لتكوين الهيكل العظمي، والكالسيوم من أهم مكونات العظم.  لذلك كلما كانت كمية الكالسيوم كافيه كان الهيكل العظمي متينًا، وإذا حصل عكس ذلك فستواجه الفتاة مشكلة ترقق العظم وهشاشته وخصوصًا في مرحلة اليأس. وتقدر الكمية اللازمة للفتاة من الكالسيوم بين 1200و1500 ملغ في اليوم الواحد، وتتوفر هذه النسبة في الحليب والبرتقال والملفوف.

– نسمع كثيرًا عن أهمية عنصر الحديد والسعرات الحرارية في هذه المرحلة، نود المزيد من التفصيل حول ذلك؟

سحر السديري: يزداد الاحتياج إلى الحديد في مرحلة المراهقة للنمو السريع للأوعية الدموية، وازدياد عدد كريات الدم الحمراء وكذلك مرور الفتاة بمرحلة البلوغ خلال مرحلة المراهقة.

من هنا فإن نقص الحديد في هذه المرحلة يؤدي إلى فقر دم حاد وبالتالي نقص في القدرات الجسدية والفكرية، إضافة إلى ضعف مناعة الجسم. ويتوفر الحديد في:  اللحوم، والسمك، والخضار، والفاكهة، والقمح، والحبوب، والحليب ومشتقاته.

أما الحاجة للسعرات الحرارية فتعتمد على عاملين:  الحركة الرياضية، والاستقلاب. مع ملاحظة أن استهلاك السعرات الحرارية يتغير كثيرًا في المرحلة العمرية من 10 إلى 20عامًا، فقد نشاهد مراهقين يتناولون كميات هائلة تصل أحيانًا إلى (4000سعرة حرارية)، وأحيانًا أخرى يكتفي بكمية ضئيلة جدًا. وهذا الأمر ليس خطرًا، إنما يجب الانتباه إلى المواد الدهنية التي يجب ألا تتخطى الـ30% من الحاجة للسعرات الحرارية اليومية.

–    ما أهم الأخطاء الشائعة في غذاء المراهقين؟

د.حنان الفواز: هنالك أخطاء واضحة ومنتشرة، فكلما قمنا بعمل استطلاعات رأي أو دراسات ميدانية نجد أن أهم الأخطاء الشائعة في غذاء المراهقين تتمثل في كثرة المأكولات المقلية والشيبس، فمذاقها المتميز يستسيغه المراهق، كما أن انتشارها في المحلات والمطاعم والمنازل يشكل إغراء كبيرًا للشباب وتتمثل خطورتها في احتوائها على نسبة عالية من الدهنيات والسعرات الحرارية الكبيرة، كما أنها تحل محل مأكولات صحية مثل الخضراوات والفواكه.

ويكثر بين المراهقين تناول السكريات والمشروبات المحلاة، فقد أظهرت أبحاث جديدة أن الشباب يتناولون يوميًا ما يعادل ثلاثة أكواب من المشروبات الغازية والعصير الصناعي، كما تتناول فئات أخرى من الشباب أنواعًا معينة من القهوة تكون نسبة الكريمة فيها عالية مما يجعلها غنية بالدهون، وهذه بدورها تحل محل بعض المشروبات الصحية كالماء والعصير الطبيعي والأكل بين الوجبات، وهى أحد عوامل زيادة الوزن، كما يخفف من الشهية للوجبات الأساسية مما يحرم الجسم في هذه المرحلة من كثير من العناصر الغذائية المطلوبة للجسم. كما يتجه الشباب في تلك المرحلة إلى الوجبات السريعة. وتناول الحلويات ينتج عنه نقص في الفيتامين والمعادن تظهر آثاره بشكل كبير في المراحل العمرية التالية.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم