الصحة والغذاء

وصفة يخضورية.. لرائحة زكية

اليخضور أو”الكلوروفيل” هو البروتين الكيميائي الذي يعطي النباتات لونها الأخضر. يحصل عليها البشر من الخضراوات الورقية، مثل البروكلي والخس والملفوف والسبانخ وغيرها.

  وبوسع اليخضور مكافحة روائح العرق، وتطييب رائحة الأفواه والأنفاس.

 إن الملايين من الناس في العالم تقلقهم الروائح الكريهة التي تنبعث أحيانًا من أفواههم. وإننا لنعلم أن أكثر حالات النفس الكريه، تعود إلى نواتج تفاعلات الاستقلاب لمئات الأنواع من البكتيريا الفموية، وبخاصة التي تقطن القسم الخلفي للسان، حيث يتيسر لها الاختباء ومواصلة تحليل بقايا الطعام.

وثمة روائح فموية تعود إلى سوء صحة الأفواه، بسبب التهابات اللثة، أو الخراج، أو نخر الأسنان.

450

كذلك فإن تعاطى الدخان، من أعداء النفس الطيب الزكي. كما أن تناول البصل والثوم، هو مصدر مهم لروائح الأفواه، التي تنفر الكثيرين. والمشكلة في هذين الطعامين، لا تكمن في الأفواه فحسب، بل تكمن أيضًا في الدماء.

فالواقع أن المركبات الكبريتية الطيارة كالبصل والثوم، تتمكن من النفاذ إلى تيار الدم، والذي يحملها بدوره إلى الرئتين، لتخرج عن طريق هواء الزفير خلال الأنوف والأفواه.

وهذه الرائحة لا تزول بمجرد غسل وتطهير الأفواه جيدًا، بل لا بد لزوالها من خروج سائر المركبات الكبريتية الطيارة من الدم، مع توالي إطلاق الأنفاس التي تظل تؤذي الناس.

ومما يستوجب الذكر هنا، أن أكل البصل والثوم نيئًا، يغير أيضًا من روائح عرق الأبدان. فأبداننا تنطوي على نوعين من الغدد العرقية، الأولى هي الصغيرة التي تعرف بالمفرزة، وتغطي معظم أنحاء الجسم. وعرق هذا النوع بلا رائحة في الأصل، ولكنه قد يكتسب رائحة أطعمة كالبصل والثوم والبسطرمة والبهارات.

والنوع الثاني هو الغدد الكبيرة الدهنية التي تغطي الإبطين والمناطق التناسلية وفروة الرأس وباطن القدمين.

وإفرازات هذه الغدد عبارة عن عرق دهني يكون عديم الرائحة أولاً، إلا أن وجود البكتيريا بأعداد كبير على سطح الجلد يؤدي إلى تحلل العرق، فتنتج أحماض دهنية ذات رائحة مميزة أحيانا تكون منفرة.

إن من المؤسف حقًا، أن الكثيرين ممن تؤرقهم روائح الأفواه أو الأبدان الكريهة، أيًا كان نوعها ومصدرها، لم يسمعوا بنصيحة العالم الألماني «جيروم بوك». كان عالمنا ينصح من يعاني من مأزق كهذا، بأن يمضغ أوراقًا خضراء اللون من أي نبات. فالأوراق الأغنى بالمادة اليخضورية (مثل البقدونس والسذاب وعشبة القمح ونحوها)، لديها قدرة لا تبارى على امتصاص المركبات المسؤولة عن الروائح المزعجة.

لقد حفزت هذه الخاصية الفريدة، بعض الشركات الدوائية، على صنع أقراص تحوي خلاصة اليخضور المركزة، يستطيع المرء أن يأخذ منها مرة كل ثماني ساعات. كما أنتجت شركات أخرى أنواعًا من علكات يخضورية، تمضع عند الحاجة.

وهكذا يمسح اليخضور الهم والاكتئاب عن نفس كل إنسان تقلقه رائحة عرقه غير السارة، أو تزعجه أنفاسه الكريهة.. وبات باستطاعته الاستمتاع بصحبة المآكل وصنوف الطعام الحاوية على البصل والثوم، في أي وقت شاء، دون أن يفرض على نفسه اعتزال الناس، أو يخشى حين يلقاهم أن ينفروا من رائحة عرقه وفمه، أو يرمقونه بنظرات الاستياء.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم