الصحة والغذاء

فخ القرارات الخاطئة

في البداية غالبًا ما يكون الأمر مريحًا بعد اتخاذ القرار، ولكن قد يبدو غير ذلك فيما بعد من خلال نتائجه. ووقتها نتساءل سرًا أو جهرًا، وأكثرها سرًا: لماذا اتخذنا هذه القرارات التي سببت لنا كل هذه النتائج الخاطئة وجلبت لنا المتاعب وأوردتنا موارد القلق والخسائر؟

 لا تبدو الإجابة دومًا سريعة، لأن الأمور متداخلة وكثيرًا ما نظن أننا اتخذنا القرارات بطريقة صحيحة بالفطرة، بل ونجادل ونقاتل إذا استدعى الأمر ذلك.

وبمرور الوقت تتضح الأسباب ومنها وقوعنا في فخاخ اتخاذ القرارات سواء ندري أو دون أن ندري وتتعدد هذه المصائد ومنها ما يلي:

· فخ المعلومات الأولى المتاحة فقط وليس المطلوبة.. عندما يتم الاكتفاء بالمتاح دون المطلوب واعتباره يوفر المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار.

· فخ ما نريد أن نراه فقط وليس الحقيقة.. حيث يتم اتخاذ القرار حسب وجهة نظرنا فقط ولا نعتبر مقاومة ووجهة نظر الآخرين أو الوجه الآخر للحقيقة.

· فخ التبرير.. وذلك عندما نتخذ القرار أولا دون تحليل ودراسة ثم نبدأ بعد ذلك في تبرير اتخاذه سواء بعرض أسباب غير حقيقية له أو بافتعال أعمال وإجراءات أو بإشاعة أجواء تبرر اتخاذه.

· فخ التقليد.. عندما ننتهج سياسة تقليد الآخرين وإن كانوا ناجحين فقد نقع في فخ القرار الخطأ ونتائجه الخاطئة بينما نتائجه عند الآخرين تكون ناجحة مثل بعض الشركات التي تقوم بعمل عروض أو تخفيضات تشابه المنافسين ولكنها لا تأتي بنتائج مثل نتائج منافسيهم وعلى المستوى الشخصي قد يتخذ الإنسان قرارا يحاكي به زميله أو أخيه ثم تأتي النتائج مختلفة تمامًا بينهما، والأسباب لكل ذلك هي أن كل قرار له عوامله ومتغيراته وظروفه المختلفة ومتطلبات اتخاذه فما يناسب x بالطبع قد لا يناسب y أو قد يكون السبب هو ليس في الاقتداء بهم أو تقليدهم في اتخاذ القرار ولكن في طريقة تنفيذ هذا القرار..

· فخ المعلومات الخادعة.. ونقع في هذا الفخ لسببين: أولهما إذا كانت المعلومات براقة بسبب الصياغة أو الشكل الجميل وتبدو شكلاً دون تحليل أنها صحيحة بسبب تناسقها لكنها داخلها تدليس متعمد أو غير ذلك، وثانيهما أن تكون المعلومات مغلفة أو مبطنة بالمشاعر التي تعظم من قيمة المعلومات فتعطيها حجما أكبر من حجمها ومصداقية أعلى من حقيقتها.

· فخ الثقة الزائدة في قدرتنا على اتخاذ القرار إلى درجة غير صحية.. وحماية لنا ولكل من يتخذ قرارا على المستوى الشخصي والعملي يجب أن نتحرى دقة المعلومات فضلاً عن صحتها وأن ندرس ظروف اتخاذ القرار بكل تفاصيله وكذلك أن نستفيد من تجاربنا السابقة في اتخاذ القرارات وأن نستشير أصحاب الرأي وأن نتوكل على الله سبحانه وتعالى ثم ندافع عن قراراتنا التي اجتهدنا في أن تكون صحيحة.

أسامة أبو العلا – مدرب دولي في الإبداع والتميز الشخصي والتطوير الإداري

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم