الصحة والغذاء

حلول تقنية من أجل رعاية صحية رقمية متقدمة

سندي: زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتوظيف التقنيات لتقديم أفضل رعاية صحية في السعودية

أكد المهندس محمد سندي الرئيس التنفيذي لدى فيليبس للرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية  أن المملكة العربية السعودية  تعد من وائل الدول التي طبقت تدابير صارمة للحد من انتشار كوفيد-19 بعد أن تحوّل إلى أزمة صحية عالمية، لا سيما بالاعتماد على مجموعة من أفضل الممارسات التي طوّرتها محلياً. وأصبح الاستعداد لمواجهة الكوارث في الوقت الراهن من أبرز أولويات هذه الدول، إلى جانب تسهيل الانتقال نحو خدمات الرعاية عن بُعد أو تلك الافتراضية، والتي تحوّلت إلى عنصر رئيسي لضمان استمرارية الوصول إلى الرعاية الصحية خلال فترة الأزمة الصحية.

وفي حديث خاص مع “الصحة والغذاء” قال سندي:  يتوقع قادة قطاع الرعاية الصحية السعودي أن يتغير مجال تركيزهم خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ضوء استكمال الجزء الأكبر من هذه المساعي خلال أزمة كوفيد-19. وفي المقابل، بدأ قادة قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية باعتماد نهج مؤلف من ثلاث خطوات لتحقيق التحوّل الرقمي، انسجاماً مع تأقلمهم مع التغيرات الهائلة التي حصلت العام الماضي واستعدادهم لبناء مستقبل القطاع. وتتضمن هذه الخطوات:

  • الاستثمار الحالي في التطبيب عن بُعد لتمكين تقديم الرعاية الصحية أثناء الأزمة.
  • زيادة الاستثمار في حلول الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، حيث يتطلع القادة إلى توظيف هذه التقنيات للتنبؤ بنتائج الرعاية الصحية ودمج الإجراءات التشخيصية على المدى الطويل.
  • الشراكة والتعاون مع المستشفيات ومنشآت الرعاية الصحية الأخرى لدفع عجلة التحول الرقمي.

واضاف: يستثمر قادة قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية حالياً في التطبيب عن بُعد بنسبة كبيرة مقارنةً بنظرائهم في الدول الأخرى، مما يشير إلى اتساع نطاق الاهتمام بقيمة تقديم الرعاية الصحية الافتراضية.

ورداً على سؤال من “الصحة والغذاء” عن أبرز التقنيات الصحية الرقمية التي تهتم فيها الجهات الصحية الحكومية والخاصة في المملكة. قال سندي:

يتوافر حاليًا الكثير من الحلول الرقمية التي تقدمها الشركات أو حتى الجهات الحكومية السعودية في مجال الرعاية الصحية، ومنها تطبيق “صحتي” الذي أطلقته وزارة الصحة خلال جائحة كوفيد-19، والذي يعتبر أحد أهم الحلول الرقمية للوصول إلى عدد كبير من بيانات الناس وجمع المعلومات وإعطاء تصور واضح عن الوضع الصحي في كافة أنحاء المملكة، لا سيما في بعض المناطق التي تعاني من نقص كبير في المستشفيات والمراكز الصحية، وغير المجهزة أحيانًا لاستقبال هذا العدد الكبير من الحالات. لقد كان الوضع صعب جدًا خلال فترة الجائحة، لكن وجود تطبيق “صحتي” ساهم في توافر المعلومات وتعزيز التواصل المباشر بين مقدمي خدمات الرعاية الصحية والمرضى في المملكة، وساعد الحكومة في إدارة الصحة العامة للمجتمع. وقد أثبتت الجائحة أن إدارة الصحة العامة لا تتعلق فقط بتقدم العلاجات والتشخيص إنما بالقدرة على إيصال خدمات الرعاية الصحية إلى المجتمع بأكمله، وهذه المهمة هي جزء كبير من رؤية المملكة 2030.  

ولم يقتصر التحول الرقمي عند هذا الحد، بل بدأنا نرى التكنولوجيا تدخل إلى بعض بروتوكولات التشخيص مثل الأشعة الصدرية، وإحدى أهم هذه التقنيات هي الشبكة الافتراضية لقراءة صور الأشعة. وقد عملت وزارة الصحة في المرحلة الأولى على ربط 14 مستشفى بمستشفى افتراضي مركزي أنشأته لقراءة صور الأشعة، وكذلك تم إطلاق الشبكة الافتراضية لقراءة صور أشعة القلب ومتابعة حالات أمراض القلب المزمنة، وكانت الوزارة قد بدأت باستخدام هذه التكنولوجيا قبل انتشار الجائحة، حيث أطلقت سبعة مراكز طبية للقلب وثمة توجه لربطها لباقي مراكز القلب. باختصار، يمكن القول إن الحكومة ممثلة بوزارة الصحة بدأت العمل على الرعاية الصحية الافتراضية قبل انتشار الجائحة ولكن اتضح أهميتها بشكل كبير خلال الجائحة.

النقطة الثانية التي يتم التركيز عليها في المملكة العربية السعودية هي زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتوظيف هذه التقنيات لمساعدة مقدمي الرعاية الصحية على التحليل وتنبؤ وتشخيص الأمراض وقراءة البيانات. وتكمن أهمية هذه التقنية في كونها تقرأ كمية كبيرة من البيانات يصعب على المستشفيات والمراكز الطبية بالسعة الموجودة الآن من الأطباء وممارسي المهنة قراءتها، لذا تعطي التشخيص بطريقة أكثر دقة وأمانًا.

وتساعد تقنية الذكاء الاصطناعي أيضًا مقدمي الرعاية على الوصول إلى البيانات خارج إطار المستشفى لضمان صحة المجتمع والوقاية من بعض الأمراض، فتساعد في إعطاء بيانات عن الوضع الصحي للمجتمع وتسهم في إطلاق حملات توعوية للانتباه على الحالة الصحية للمريض كأهمية الغذاء الصحي وممارسة الرياضة. كذلك، تساعد هذه التقنية المستشفيات على تحليل البيانات والتعرف على المناطق التي ينبغي التركيز عليها لأن نمط الحياة فيها غير صحي وأفراد المجتمع لا يلتزمون بالأنظمة الصحية الأمثل. ويمكن للمستشفيات أن تستفيد من تلك الأنظمة لمتابعة حالات المرضى عن بُعد وذلك بعد خروجهم من المستشفى لا سيما للمرضى الذين يأتون من مناطق بعيدة لإجراء عملياتهم، لذا تسهم تلك الأنظمة في تسهيل عملية متابعة علاج المرضى، وتقصر المسافة بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم