الصحة والغذاء

تمارين بدنية للسلامة النفسية والعقلية

تشكل الرياضة عاملاً مهمًا في الاستقرار النفسي والتنشيط الذهني والإنتاج الفكري للإنسان؛ فهي تخفف من ضغوط الحياة اليومية وتقلل من التوتر العصبي وتكسبنا متعة وراحة نفسية وثقة بالنفس وتحررًا من القلق والاكتئاب.

ومما يؤكد أهمية الرياضة في سلامة الإنسان النفسية والعقلية، الدراسات التي أجريت على 16 بطلاً من أبطال الألعاب؛ فقد وجدت نتائج هذه الدراسات أن هؤلاء الأبطال أكثر ذكاء واستقرارًا عاطفيًا وثقة بالنفس وتفوقًا فكريًا من الأشخاص الذين لا يمارسون الألعاب الرياضية.

وتشير نتائج دراسات أخرى إلى أن الأشخاص الرياضيين يتمتعون بصفات قيادية وقدرات فائقة في تكوين علاقات اجتماعية سريعة مع الآخرين ويتميزون بصفات قياسية من النضج الفكري والاجتماعي والصفاء الذهني والثقة بالنفس. فهم يتسمون بالاستقرار النفسي والثقة بالنفس كما أنهم أكبر متعة بعملهم من غيرهم، وأكثر تفاعلاً واستجابة مع ما يدور حولهم من أحداث ويتميزون أيضًا بقوة أواصرهم الاجتماعية مع الآخرين.

وإضافة لما سبق، ثبت أن ممارسة الرياضة تساعد في علاج مرض الوهم عند الذين تنتابهم حالات من الذعر والقلق خشية الإصابة بالأمراض القلبية، ويتم علاج هؤلاء المرضى بممارسة رياضة الهرولة والتمرينات السويدية لمدة ساعة ونصف الساعة يوميًا بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع، ثم التحول بعد شهور إلى الألعاب العنيفة.

ونتيجة لهذه الممارسة الرياضية، تبين أن الخوف يزول من نفوس معظم الأفراد الذين أجريت عليهم الدراسة. ولقد اتضح أنه كلما ارتفع مستوى اللياقة البدنية لهؤلاء الأفراد، ازدادت ثقتهم بأنفسهم واستقرارهم النفسي واطمئنانهم للحياة وتمتعهم بأوقات سعيدة مع أنفسهم ومع الآخرين. كما نجح هؤلاء الأشخاص في خلق صداقات جديدة وتوطيد علاقاتهم مع الأصدقاء القدامى مما يؤكد أهمية الرياضة بالنسبة لطلاب المدارس والجامعات لتقوية أواصر المحبة والإخاء والتعاون بينهم.

رفع كفاءة المخ

كما تزيد التمرينات الرياضية من قدرة المخ على أداء وظائفه.

ومعروف أن المخ يعتبر من أهم أعضاء الجسم لأن مراكز المخ تتحكم في العديد من الوظائف الحيوية لمختلف الأجهزة؛ فهناك مراكز تتحكم في القلب والأوعية الدموية وأخرى تتحكم في التنفس ومراكز لتنظيم درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى مراكز الحواس والحركة والتفكير والتوازن والنطق والإدراك.

وحتى يؤدي المخ هذه الوظائف العديدة فإنه يحتاج إلى قدر كبير من الأكسجين الذي يصل إليه عن طريق الدم.

ومن أهم فوائد التمرينات الرياضية أنها تساعد على زيادة تحصيل المخ للأكسجين وذلك بتنشيط الدورة الدموية في المخ، ويساعد هذا التنشيط أيضًا على زيادة تحصيل العناصر الحيوية اللازمة لوظائف المخ، وبهذا يؤدي وظائفه بكفاءة عالية.

وتؤكد نتائج بعض الدراسات أهمية الرياضة في التحصيل الفكري؛ فقد تبين أن الطلاب الذين يتميزون بلياقة بدنية عالية ويستذكرون دروسهم بانتظام يحصلون على درجات عالية في الامتحانات، وذلك إذا ما قورنت درجاتهم بدرجات الطلاب الذين لا يمارسون الألعاب الرياضية.

أداء أعصاب العضلات

كما تبين أن أداء أعصاب العضلات يتأثر بالنشاط البدني.

وتتحكم في حركة عضلات الجسم أعصاب تقوم بإرسال مؤثرات من العضلات إلى الحبل الشوكي ثم إلى المخ. وترد من المخ مؤثرات أخرى وتصل عن طريق الأعصاب إلى العضلات التي تترك استجابة لهذه المؤثرات.

ووجد أن التمرينات الرياضية تسهل من عملية إرسال المؤثرات من المخ إلى العضلات وتساعد على تحريكها تحريكًا متقنًا؛ فمثلاً عند بداية التعلم على الكتابة على لوحة مفاتيح الحاسب الآلي يجد العازف صعوبة بالغة في وضع الأصابع على لوحة المفاتيح بدقة وإحكام.. ولكن بعد أن يتمرن على الكتابة عدة مرات، تتعود نهايات الأعصاب على إرسال معلومات دقيقة إلى الأصابع التي تتحكم في أدائها أداء متقنًا ومحكمًا.

وهذا ما نلاحظه على لاعبي كرة القدم أو كرة السلة أو الجولف أو الانزلاق على الجليد، بالتمارين المستمرة في كل هذه الألعاب تودي إلى اكتساب المهارة الفريدة وتحكم اللاعب في التصويب نحو الهدف وفي الحفاظ على توازنه وسرعة الأداء والتنفيذ.

د. عزالدين الدنشاري، أستاذ الأدوية والسموم

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم