الفيتوكيميائيات Phytochemicals عبارة عن بيوكيميائيات طبيعية نباتية (Phyto) وتقسم لمجاميع من حيث بنيتها الجزئية أو من حيث تأثيراتها المفيدة على وظائف الإنسان وشفاءاتها. ومنها قسم به الصبغات الطبيعية النباتية بألوانها المشاهدة في الثمار النباتية من فاكهة وخضراوات، ومنها قسم تابع لمضادات الأكسدة وبما لها من فوائد متميزة، وخير مثال لهذه المضادات هو البولي فينولات Polyphenols وهي المعروفة بكثرة في الشاي الأخضر. وتزيد مركبات الفيتو في مجموعها عن أربعة آلاف مركب معروفة في بحوث ومراجع النبات الزراعي والتغذية العلاجية وفي الدراسات البيوكيميائية.
ومن منظور فوائدها وشفاءاتها، فإن كثيرًا من مركبات الفيتو هي صبغات بالثمار لها قيمة غذائية ولها أيضًا شفاءات مضادات الأكسدة، فضلاً عن فائدة جزيء وبنية الفيتو. وفي إيجاز، فإن شفاءات الفيتو هي بعث اللياقة وحفظ النضارة ورفع مناعة الإنسان وحماية مادة التوارث DNA وحماية الدهون بالأغشية الحيوية بالمخ، وختامًا للمزايا فإن الواجبات المتنوعة والمستمرة من الثمار التي سيلي ذكرها تكون دعامة فاعلة لتنظيم تفاعلات وتحولات الاستقلاب بأعضاء الجسم. والمحصلة تكون جملة من الفوائد والشفاءات المحددة والجديدة عما هو معروف مثلاً عن الفيتامينات أو المعادن.
ولعله من الملاحظ في ثمار النباتات خُضرة الكلوروفيل، وصفرة الكاروتين البرتقالية، وحمرة الأنثوسيانين التي قد تزرق، وكذلك حمرة الليكوبين. أيضًا من الملاحظ الألوان أو الصبغات الداكنة… وإلى ما هو غير ذلك، والألوان السابقة على الترتيب نلاحظها في المشمش والبرتقال والجزر والتفاح والطماطم والعنب والبرقوق (الداكنين) وذلك على سبيل المثال وليس الحصر.
استدعاء الحيوية والمناعة المتجددة بسبعة ألوان!
في الجدول التالي مجمل ما تنصح به مراجع التغذية العلاجية والنبات الزراعي بشأن اختيار وجبات متنوعة من مركبات الفيتو الملونة والفاعلة وظيفيًا كمضادات أكسدة وكذلك المحتوية على عدد من المعادن الهامة.
استدعاء الحيوية والمناعة المتجددة بمضادات الأكسدة!
إن مضادات الأكسدة أو موانع الأكسدة ومن أشهرها الصبغات السابقة والفيتو والبولي فينولات تستطيع أن تعادل الشوارد الحرة أو الشقوق الطليقة من أيونات الأكسجين غير المستقرة والتي تتولد بالجسم في ظروف الإجهاد بأنواعه البدني والنفسي، وكذلك تحت تأثير ملوثات الطعام والهواء والماء والشراب. إن هذه المضادات تحمي أعضاء الإنسان على الأقل من 60 مرضًا معروفًا من أمراض العصر وأصعبها السرطان. إن الحصول على الكفاية من مركبات الفيتو مضادات الأكسدة هو بمثابة تعزيز ودعم جزيئات وقوات مناعة الإنسان، وهي حرس الحدود المكلف بحماية وظائف وأجهزة الجسم التي عندما تضعف يكون حالات الهجوم والاختراق وغزو الأمراض الناجح للإنسان. إن الدعم الغذائي من الثمار الملونة بمثابة مدد من مكسبات قوية للمناعة ومنشطات طبيعية لجهازها ومؤخرة للشيخوخة. هذا وقد خلصت عديد من البحوث بالمجلات الموثقة أن نقص مضادات الأكسدة بالجسم على علاقة بأمراض الزهايمر، والسرطان، والقلب الوعائي، والمياه الزرقاء بالعين، وسكر الدم والبول، وارتفاع ضغط الدم، والحصبة، والتهاب الجهاز التنفسي والتهاب المفاصل الرئوي.
أ.د. محمود محمد درويش – أستاذ النبات الزراعي
