الصحة والغذاء

يحدث في بعض معامل التحاليل!!

ما حكم الأنظمة، ما حكم الأخلاقيات المهنية، ما حكم الطب في هذه القضية الخطيرة جدًا على حياة ملايين الناس؟

في أحيان كثيرة يطلب الطبيب من المريض أن يذهب إلى أحد معامل التحليل الطبية أو مراكز الأشعة ليقدم عينات من الدم والبول والبراز- هذا شيء معروف، والطبيب المعالج يطلب أنواعًا معينة يريد أن يعرف من خلالها بصمات الميكروب على وظائف جسم المريض وذلك قبل أن يصف له العلاج.. هذا يحدث في كل مستشفى ومستوصف أو مركز طبي أو معمل تحاليل وعلى مدار يوم.

وإذا كان من المعتاد أن ينتظر المريض والطبيب معًا رأي معامل التحاليل، فمن النادر أن يشك أحدهما فيما تبعث به هذه المعامل.. فهي تقدم نتائج التحاليل على أوراق من نوع خاص وباللغتين اللاتينية والإنجليزية. وتتخلل هاتين اللغتين أرقام بالملايين هي كرات الدم الحمراء والبيضاء.

إذن، لا أحد يخطر على باله أن نتائج التحاليل غير صحيحة، وإذا اكتشف أحد المرضى ذلك فعلاً فلا يستطيع أن يفعل شيئًا إلا أن يذهب إلى معمل آخر ويطلب عمل التحاليل نفسها، وهذا ما لا يحدث إلا في حالات قليلة.. فهذه التحاليل هي البصمات الأكيدة للمجرم الأثيم «الميكروب» وما يفعله في جسم الإنسان.

المؤسف أن الواقع في العديد من معامل التحاليل الطبية يخبرنا أن الحقيقة غائبة، والأمور غير مضبوطة، فهناك ممرضون وممرضات يقومون بدور الأطباء الاختصاصيين، ومن ثم تكون نتائج التحاليل غير سليمة، بل إن بعض معامل التحاليل تنقصها المواد الأساسية لكي تكون هذه التحاليل دقيقة..

فهل يستطيع الطبيب أن يعالج أي مريض بناء على نتائج تلك التحاليل، أو أن يضبط «الميكروب» الذي يسري في دم المريض إذا كانت التحاليل أو البصمات ليست بصماته؟ هل يستطيع أي ضابط شرطة أن يجري وراء مجرم بلا بصمات؟ أو له بصمات مزورة؟

إن هذا الموضوع في غاية الأهمية والحساسية، من حيث أن الطبيب المعالج سيعتمد على النتائج التي يقدمها المعمل في تشخيص المرض ويعطي العلاج للمريض على أساسها.. وبالتالي فإن نتائج التحاليل الخاطئة ستؤدي حتمًا إلى تشخيص خاطئ وعلاج خاطئ وبالتالي تعريض حياة المريض للخطر.

لذا، يجب على كل منا عند ظهور نتائج تحاليل غير مقنعة، الاتصال بالطبيب المعالج ومناقشة الأمر معه، وإذا لم يقتنع الطبيب بالنتائج فإن على معمل التحاليل أن يعيد التحليل مرة ثانية- وهذا هو الحل المنطقي لضمان نتائج أكثر دقة ومصداقية.

ونحمد الله عز وجل أن الأجهزة أصبحت في وقتنا الحالي أكثر دقة، ولكن هذا الأمر يتطلب من أخصائي المختبر أن يعمد إلى طرق أكثر دقة وأكثر إحكامًا، لتكون النتائج دومًا أقرب إلى الحقيقة بإذن الله.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم