الصحة والغذاء

«عزيمة» ناجحة

في رأيي، ليس الكرم بكثرة كميات الطعام على المائدة أو أنواعه المتعددة، ولكن الكرم أن تمضي وقتًا كافيًا وممتعًا برفقة ضيوفك..

فمن عاداتنا الخاطئة أن تشتمل مآدبنا على كل ما يشتهيه الإنسان من مشروبات وطعام، خاصة عندما ندعو شخصًا ذا حيثية لتناول الطعام في منازلنا.

لكن، عند الدعوة لوليمة، ليس من المنطقي أن تكون المائدة متزينة بخروف مثلا، في حين أن ضيفي نباتي.. أو أن تكون المائدة مملوءة بكل أنواع الخضار بينما ضيفي لا يأكل إلا الأسماك أو له أسلوب غذائي محدد.

ولذلك لا نجعل هذه العزومة،  التي يسميها أبناء المملكة «عزيمة»- ولا أهدف هنا للدخول في أصل التسمية ولكن للتأكد من أن نكون متفقين على أنني أتحدث في نفس الموضوع.

فإذا كنت صاحب دعوة على الغداء أو العشاء، فإنني أقترح عليك أن تسأل ضيفك عما يشتهي أن يأكل والمتطلبات التي يريدها، فهذا الأمر يساعدك على بذل نفس الجهد لعمل ما سيأكله ضيفك وليس ما تريد أنت أن تأكله في حضور ضيفك.

فإذا نظرنا لكمية الطعام المتبقية بعد الفراغ من تناول الوجبة، فسنجدها في معظم الأحيان أكثر بكثير مما أكلناه بالفعل، وهذا لا يمت للكرم بشيء من قريب أو بعيد.. هذا في الوقت الذي نجد فيه معظم المجتمعات الغربية تحول النفايات إلى طاقة، في حين نقوم نحن بتحويل الطعام إلى نفايات!

أما إذا ترك الضيف الاختيار لك أو لم يطلب وجبة بعينها، فعليك أن تسأله هل له تحفظات معينة على بعض المكونات، أو أن  لديه طريقة أو نوع من الغذاء يحب تناولها دون غيرها أو يتجنبها..

كما يمكنك أن تعرض عليه ما يتميز أهل بيتك بطهيه، وبعدها تقوم بإعداد قائمة الطعام، على أن تضع في الاعتبار كل ما سبق وهذا يسهل عليك إعداد وجبة لذيذة لضيوفك ويقلل من المفاجآت لهم أيضًا.

وننتقل إلى تحديد الكمية، وهي تبدأ بضرورة معرفة عدد الأشخاص الذين سيتناولون هذه الوجبة.

 ولنضع في الاعتبار أن متوسط وزن ما يمكن تناوله في وجبة هو 560 جرامًا، يكون منها حوالي 200 جرام من البروتين.. وهذه ليست معادلة علمية ولكن يتم اتباعها في مجال المطاعم وإعداد الحفلات.

وقبل أن أترككم أود أن أطرح عليكم هذا السؤال: أيهما أفضل من حيث الشكل: سفرة مليئة بأصناف وأشكال مختلفة من الطعام ولكن يتبقى منها بعد الأكل كمية مقاربة لما كان عليها قبله، أو مائدة أخرى عليها بعض الأصناف قبل الأكل ولم يتبق شيء بعده؟

تُرى أي من السفرتين تدل على «عزيمة ناجحة»؟

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم