الصحة والغذاء

حبوب “ينبوع الشباب” هل تصبح حقيقة؟

في خطوة قد تقلب مفهوم الشيخوخة رأسًا على عقب، أعلن علماء من جامعة هارفارد أنهم اقتربوا من اكتشاف ما يشبه ينبوع الشباب الأسطوري. وفقًا لدراسة نشرت مؤخرًا في مجلة Aging، اكتشف الفريق ستة مركبات كيميائية قادرة على إعادة الخلايا البشرية والحيوانية إلى حالة شبابية.

الدكتور ديفيد سنكلير، عالم الأحياء الجزيئية في كلية الطب بجامعة هارفارد وأحد المؤلفين للدراسة، وصف هذا الاكتشاف بأنه “ثوري” وقال إنه خطوة نحو “تجديد شباب الجسم كله بتكلفة منخفضة”.

ويأمل الدكتور سنكلير في بدء التجارب البشرية خلال العام القادم. وقد أثار هذا الخبر اهتمام بعض الشخصيات البارزة، مثل رائد التكنولوجيا إيلون ماسك، الذي سأل بفضول: حسنًا، ما هي هذه المركبات بالضبط؟

طريقة صناعة حبة ينبوع الشباب للتمييز بين الخلايا الشابة والخلايا الهرمة، التي تتوقف عن الانقسام وتسبب الشيخوخة، استخدم الباحثون فحوصات عالية الإنتاجية تعتمد على الخلايا. هذه الفحوصات تسمح بفحص آلاف أو ملايين العينات بسرعة لقياس النشاط البيولوجي على مستوى الخلية أو الجزيئة.

استخدم الباحثون فحوصات تعتمد على الخلايا ذات الإنتاجية العالية لتمييز الخلايا الشابة عن الخلايا المتقدمة في العمر والمتقدمة في الشيخوخة. وتعتبر الخلايا الهرمة، التي توقفت عن التكاثر، هي سمة مميزة لعملية الشيخوخة.

من خلال الفحص ذي الإنتاجية العالية، نجح الفريق في اختبار آلاف إلى ملايين العينات بسرعة لقياس النشاط البيولوجي على مستوى الكائن الحي أو الخلوي أو المسار الحيوي أو الجزيئي.

وتشمل العلامات المحددة المستخدمة للشيخوخة ساعات الشيخوخة المستندة إلى عملية النسخ الوراثي وتجزئة البروتين النووي السيتوبلازمي (NCC) في الوقت الحقيقي. تعتبر NCC وظيفة حيوية في العديد من الخلايا، بما في ذلك الخلايا الجذعية، وخلايا العظام، وخلايا العضلات.وقد توصل الباحثون في هذا النهج الشامل إلى تحديد ستة مركبات كيميائية “أعادت NCC وملامح النسخ الجيني إلى حالة الشباب وعكست عمر النسخ (العمر البيولوجي) في أقل من أسبوع”.

وأظهرت النتائج، عند اختبار هذه المزيجات على الفئران والخلايا البشرية، وجود تأثير مضاد للشيخوخة في جميع العينات.

صرح فريق البحث قائلاً: “إن تأثير هذا العلاج لمدة أربعة أيام يمكن مقارنته بالتغيير الشامل الذي يحدث بعد عام من العلاج التجديدي الذي تم بحثه في دراسة تاريخية في عام 2019 والذي ركز أيضًا على استعادة المعلومات الجينية”.

قام الباحثون بتقييم التغيرات في العمر باستخدام ساعات النسخ الوراثي للفئران والبشر، والتي تتنبأ بالعمر البيولوجي باستخدام بيانات التعبير الجيني.

وقال الدكتور سنكلير: “يمنحنا هذا الاكتشاف الجديد إمكانية عكس الشيخوخة بحبة واحدة، مع تطبيقات محتملة تشمل تحسين الرؤية وعلاج الأمراض المرتبطة بالعمر”.

بعض الخبراء متشككون

ومع ذلك، لم يقتنع بعض علماء الأحياء الآخرين بهذا الادعاء المتفائل. وعبر مات كايبرلاين، عالم الشيخوخة الحيوية، عن حذره. وقال إن طريقة الفحص الجديدة قد تؤدي في المستقبل إلى اكتشافات هامة. لكنه أوضح أيضًا أن الدراسة مبدئية.

واقترح كايبرلين أنه كان على الفريق التحقق من صحة واحدة على الأقل من المزيجات في نموذج حيواني. ويعتقد أنه كان ينبغي عليهم أيضًا إظهار تحسينات في المقاييس الصحية المرتبطة بالعمر قبل تقديم هذه الادعاءات حول التأثيرات على الشيخوخة البيولوجية.

وأبدى الدكتور تشارلز برينر، الباحث في مجال التمثيل الغذائي، قلقه بشأن ثلاثة من المركبات في الدراسة. الأول هو CHIR99021، الذي يمنع تراكم الجليكوجين الذي يتم تشكيله أثناء النوم لتخزين الطاقة. الثاني هو ترانيلسيبرومين، وهو مضاد للاكتئاب. والثالث هو حمض الفالبرويك، الذي يستخدم لعلاج الاضطراب ثنائي القطب ولكنه قد يسبب ضررًا للكبد.

ولم تذكر الدراسة هذه المخاطر المحتملة. وحذر برينر من أن “هذه الأدوية ليست آمنة بشكل عام بمفردها أو مجتمعة”.

بالإضافة إلى ذلك، انتقد برينر الدراسة لعدم استخدام تقنية تسلسل الخلية الواحدة لتحديد نوع الخلية. وأوضح أن الباحثين قد ذكروا هذه المركبات في عام 2013، مما يدل على أنها ليست نتائج جديدة. وقال برينر: “إن الحصول على هذه القياسات على الخلايا لا يعني أنهم قاموا بدراسة رائدة في مجال عكس الشيخوخة”.

وفي ظل هذه الآراء المتباينة، من الواضح أنه يتعين علينا إجراء المزيد من الأبحاث والتحقق قبل أن نعلن عن ابتكار حبة ينبوع الشباب الحقيقية.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم