الصحة والغذاء

النكد المفيد

هل تعتقد – عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة – أنك تستطيع أن تعيش تحت سقف واحد وفي غرفة واحدة وعلى طاولة طعام واحدة مع زوجة أو زوج نكدي؟.. لا تجب الآن، بل أكمل قراءة هذا المقال الذي يعطيك وصفة فعلية عن فوائد النكد.

جميعنا نسمع من أفراد أسرتنا، بل من أصدقائنا وزملائنا من المتزوجين (نساء ورجال) عبارة: “زوجتي   نكدية”، وفي المقابل أيضًا نفس العبارة: “زوجي نكدي”، وتقال بطريقة مزعجة وغاضبة، بل تدعو للرثاء والحزن والألم على قائلها، بحيث نقول في أنفسنا عبارة: “يا حرام – الأخت أو الأخ مظلوم بالنكد”.

ونفهم من هذه العبارة، أنها (أي الزوجة) أو (الزوج) يعيشان مع بعضهما البعض في حالة سيئة وضارة ومزعجة، لا يتحملها أحد من الناس، فتدعو إلى أبغض الحلال عند الله (الطلاق).

ولكن لن تصدقوا يا إخواني وأخواتي الأعزاء، أن بعض الأزواج وبعض الزوجات يجدن في نكد (شريك الحياة) فوائد وفوائد كثيرة ربما أكثر من فائدة (التفاح) التي يوصي بأكلها الطبيب حتى تحميك من الذهاب إلى الطبيب. لذا لو سمحتوا لي أن أنقل لكم آراء بعض الذين وقع عليهم (النكد) أي (المفعول بهم منصوب بالنكد).

فمثلاً إذا كان الزوج أو الزوجة (نكدية)، تجعل من لسان زوجها أو زوجته (رطبًا بذكر الله طول اليوم يردد “حسبنا الله ونعم الوكيل”)، وتساعد (المفعول به أيضًا) على غض البصر لأنه أو لأنها سوف تكره صنف (المنكد) إن كان ذكرًا أو أنثى.

    وتساعد أيضًا (المفعول به) على تقوية علاقاته الاجتماعية بأهله وأصدقائه وحتى زملائه وجيرانه، لأنه أو أنها ستقضي فترة طويلة معهم بعيدًا عن نكد شريكه أو شريكها. وستساعد (المفعول به أيضًا) على وزنه ورشاقة جسمه لأنه دائمًا نفسه أو نفسها مسدودة عن الطعام.

والنكد يجعل من الزوج أو الزوجه إنسانًا ناجحًا وعظيمًا بسبب نفوره وزهقه من شريك حياته، وسوف يضطر قضاء وقت طويل في العمل مما يجعله ناجحًا في عمله ويحقق المثل القائل: “وراء كل رجل أو امرأة عظيمة.. منكد عليه حياته”.

يجب أن نعترف ونقر ونوقع على قرار تاريخي (أن النكد نفسه لا يحمل (جينات ذكر أو أنثى) بل هناك الذكور وأيضًا الإناث، أي من الأزواج وكذلك الزوجات.. وأجمل ما تلقيت على بريدي الإلكتروني رسالة من امرأة أطلقت على نفسها (النكدية المفيدة)، تقول فيها: “الرجال يكررون دائمًا وحتى النساء الآية الكريمة:

}إن كيدهن عظيم{، وأنا أعترف يا دكتور آل حسان أن بعض النساء وليس كلهن وبعض الرجال وليس كلهم يتصفون (بالكيد)، ولكن المرأة تختلف عن الرجل في كيدها لأنها طيبة وضعيفة ومسكينة، وبكلمة حلوة من زوجها تستسلم له استسلامًا بالمنديل الأبيض، فيتحول كيدها إلى حب وتفان وإخلاص.

وهنا إذا كان زوجها (ذكيًا) وعاقلاً ويحبها، سيتفهم طبيعة زوجته التي خلقها الله بصفات خاصة مما يعتريها من تغيرات (هرمونية) في حالتها النفسية التي خلقها الله بها، والتقلب المزاجي الذي يصيب بعض النساء سببه تلك التغيرات، وإذا ما تفهم زوجها ذلك فإن النكد سيتحول إلى حب وإخلاص، وستكون زوجته في يده (كالعجينة في يد الخباز).

رسالة (النكدية المفيدة) رسالة فيها الكثير من الواقع والصدق عن المرأة التي هي (نصفنا الحلو) ومن دونها تبقى (الحياة بلا طعم أو ذوق) أو (حياة). ولكن ماذا عن الزوج (النكدي)؟ هل يتبرع أحد الأزواج منكم أن يعترف لنا ويقول: “نعم أنا نكدي.. ولكن هذه فوائدي”.

د. محسن الشيخ آل حسان

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم