الصحة والغذاء

العلماء يضعون أيديهم على مورثات الشراهة

إذا أردت التمتع بالحيوية والنشاط والحصول على جلد نضر وعينين براقتين وشعر لامع وصحي وبشرة نضرة وأظافر قوية وأسنان تشبه اللؤلؤ، عليك بالغذاء الصحي قليل الكمية، الذي لا يصيبك بالتخمة.

اكتشاف جديد

ولتحقيق هذه الأهداف، لا تتوقف الأبحاث حول السمنة وأسبابها، فالمراكز الطبية حول العالم تواصل عملها، لكن اكتشافًا جديدًا سيفتح أبواب الأمل للخلاص من السمنة، وهو العثور على المورث المسئول عن السمنة، مما يمثل خطوة كبيرة في الأبحاث الخاصة بالجذور الوراثية لهذه الظاهرة.

هذا الاكتشاف حققه فريق من جامعة دوكفلر الأمريكية، حيث عثر على فصيلة نادرة من الفئران يزيد حجمها 3 أضعاف حجم الفئران الأخرى، بينما يقل وزن أمخاخها كثيرًا عن أمخاخ قريناتها من الفئران الرشيقة.

بداخل الشريط الوراثي لهذه الفئران السمينة اكتشف العلماء المورث المسئول عن السمنة، واستطاعوا تحديد موقعه بدقة، ويعتبر أول مورث تظهر آثاره الواضحة على الوزن الزائد لهذه الفئران.

وما يبعث على الأمل، أن هذا المورث «أوبس» أي السمنة، له ما يماثله في الشريط الوراثي الكامن في خلايا البشر.. ويقول العالم الأمريكي براد فورد لويل: أن هذا الاكتشاف يعتبر أكبر خطوة في ميدان أبحاث السمنة، ويبشر بالأمل في علاج طبي للسمنة المرضية التي يصعب التغلب عليها الآن.

وظيفة غريبة

المورث المكتشف له وظيفة غريبة، إذ يدفع خلايا الجسم لإنتاج بروتين ضار أطلق عليه (بروتين السمنة)، يؤدي إلى الإسراف في تناول الطعام، ويحرم الجسم من الإحساس بالإشباع.

ويعتقد الفريق العلمي أن بروتين السمنة يؤثر في المخ ويضعف قدرته على وقف تناول الطعام، ويشوش أوامره بالتقليل من الغذاء. والنتيجة تراكم الدهون وظهور السمنة.

والأمر لا يقف عند هذا الحد، فبروتين السمنة يبطئ من عملية هضم الطعام وتحويله إلى طاقة تستهلك أولاً بأول، بما يسمح بتراكمه في صورة دهون.

ويؤكد الفريق العلمي على أن المورث المكتشف سيقودهم نحو مورثات أخرى توصف بأنها فرقة موسيقية تعمل بتناسق لإحداث الخلل في الجسم، ويمكن وصفها بمورثات الشراهة التي تعود جذورها إلى قسوة الحياة، أو إلى عوامل نفسية غير سوية.

مشكلة الكسالى

لقد أصبحت السمنة مشكلة تؤرق الكثير خاصةً الذين لا تتاح لهم فرصة ممارسة الرياضة لإحراق الطاقة الإضافية التي تتحول في هذه الحالة إلى دهون مخزونة.

فالجسم يستفيد من الطاقة السكرية في مرحلتين: الأولى عبارة عن طاقة تحليلية، والثانية طاقة حارقة تؤدي إلى احتراق السكريات ومعها كمية مساوية من الدهون مما يخلص الجسم من السمنة.

ويعتمد الإنسان البدين على المرحلة الأولى فقط (طاقة تحليلية) التي تكفيه لممارسة أعماله اليومية، لكن هذا يؤدي إلى هياج هرمونات المعدة وإفراز أنزيمات خاصة تجعل الشخص يشعر بالجوع والحاجة إلى السكريات حتى لا يصاب بالإعياء والخمول.

ولكي تكون المعدة في حالة استكانة دائمة، لابد من ضبط هرموناتها، حتى تتعود على الهدوء، وبالتالي يفقد الجسم الدهون المتراكمة دون الإحساس بألم الجوع، ولن يتأتى هذا إلا بتناول الغذاء الصحي وبكميات متوازنة.

أ. د. نبيل سليم علي – أستاذ جراحات التجميل

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم