الصحة والغذاء

كيف يصاب الإنسان بالشيخوخة؟

السؤال الآن: كيف يصاب الإنسان بالشيخوخة، وما دور الشوارد الحرة التي تنتج داخل الخلايا نتيجة للأيض؟
في الواقع هذا سؤال كبير لم تجب عنه حتى الآن الأبحاث الطبية. ولكن ما يهمنا هنا هو أن هرمون الميلاتونين بمستويات محددة فسيولوجيًا يضاد الشوارد الحرة ويعمل كمضاد للأكسدة، وبذلك يحمي جسم الإنسان من السرطانات وتصلب الشرايين والشيخوخة.

الغدة الصنوبرية تربط جسم الإنسان بالبيئة المحيطة من خلال هرمون الميلاتونين والهرمونات الأخرى.

تقسم الكرة الأرضية حسب خطوط الطول إلى 24 جزءًا يسمى كل قسم منها قطاع زمني Time zone ويستغرق قطع مسافة دوران الأرض حول نفسها لكل منها ساعة واحدة، وعندما تكون السادسة صباحًا في اليابان تكون في الوقت نفسه الثانية عشرة ليلًا في القاهرة وتكون في نيويورك السادسة مساءً.

والغدة الصنوبرية من خلال إفرازها لهرمون الميلاتونين تضبط مواعيد النوم واليقظة مع اختلاف القطاعات الزمنية للإنسان على سطح الكرة الأرضية.

ولقد وجد أن مستوى هرمون الميلاتونين في الدم يتناسب طردًا مع طول فترة الظلام التي يتعرض لها الإنسان، وأن هذه الفترة المتغيرة مع الفصول الأربعة تؤثر على مستوى هذا الهرمون مما يؤدي إلى حدوث التكاثر في فصول معينة.  ملحوظة «الميلاتونين يؤخر حدوث التبويض».

والمتعمق في آيات الله تعالى في القرآن الكريم يجد قوله تعالى: }وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار{- إبراهيم – 33.

وقوله تعالى في القرآن الكريم: }وجعلنا الليل لباسًا وجعلنا النهار معاشًا{ سورة النبأ آية: 10 – 11.

أي أن الله تعالى يذكرنا بفضله علينا أن جعل الظلام والضياء كفائدتين للإنسان.

الظلام الدامس وعلاقته بالنوم

قوله تعالى: }هو الذي جعل الليل لسكنوا فيه والنهار مبصرًا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون{ سورة يونس: آية 67.

ولغويًا: «سكن» الشيء من باب دخل «والسكينة» الوداع والوقار والهدوء. «سكن» داره يسكنها والمسكن المنزل والبيت. والمعنى في هذه الآية الكريمة أن الله تعالى جعل الليل للهدوء والراحة والنوم وهي حاجة ضرورية لجسم الإنسان ولغيره من المخلوقات الحية.
قال تعالى: }وجعل الليل سكنًا{، وقوله تعالى: }وجعلنا الليل لباسًا وجعلنا النهار معاشًا{. وقوله تعالى: }وله ما سكن في الليل والنهار{.

وعلى عكس ذلك تمامًا جعل الله تعالى النهار بسبب ضوئه الساطع حياة وحركة ونشاطًا ووصف ذلك سبحانه وتعالى بالنشور أي الحركة والانتشار في طلب الرزق وأسباب الحياة.

الضوء اللامع وعلاقته بالنشاط

وقوله تعالى: }وهو الذي جعل لكم الليل لباسًا والنوم سباتًا وجعل النهار نشورًا{ سورة الفرقان: آية 47.

ولغويًا «نشر» المتاع وغيره أي بسطه «ونشر» الميت فهو «ناشر» أي عاش بعد الموت، ومنه يوم النشور أي يوم القيامة، «وأنشره» الله تعالى أي أحياه، ومنه قرأ ابن عباس رضي الله عنه «كيف ننشرها». واحتج بقوله تعالى: «ثم إذا شاء أنشره»، قال الفراء: ذهب إلى النشر والطي. قال: والوجه أن تقول أنشرهم الله تعالى.

والمعنى هنا أن الله جعل النهار حياة وحركة ونشاطًا بعد ليل فيه نوم وسكون وراحة.

وفيما يتعلق بعلاقة النهار بالحركة والنشاط، نجد أن النهار مضيء بفعل ضوء الشمس، وضوؤها أشد الأضواء لمعانًا، والضوء اللامع يؤثر على العين البشرية فيتوقف تحول مادة هامة في الغدة الصنوبرية قامت بإنتاجها وهي مادة السيروتونين، فيتوقف تحولها بفعل الأنزيمات إلى هرمون الميلاتونين- هرمون الظلام، ومادة السيروتونين لها فعل مضاد للميلاتونين.

فهي تقوم بتنشيط إفراز الغدد الصماء الأخرى مثل الغدة الدرقية والكظرية وغيرها من خلال تنشيطها للغدة السيدة لهم جميعًا وهي غدة pituitary gland، وبالتالي يتم إفراز هرمونات النشاط مثل الكورتيزون والثيروكسين والأدرينالين مما يوفر طاقة للجسم ونشاطًا وحيوية، ويؤكد ذلك قوله تعالى: }والنهار مبصرًا{ أي مضيئًا }وجعلنا النهار معاشًا{.

أ.د.أحمد محمد محمود حاني

أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم