الصحة والغذاء

علاج «الروماتويد» بدون دواء

التهاب المفاصل الروماتويدي (Rhumatoid Arthritis) من أكثر أمراض العضلات والعظام شيوعًا، خصوصًا مع تقدم  العمر. لكن معظم أسبابه غير معلومة لدى الأطباء.  ولا يوجد علاج شاف من هذا المرض باستعمال الأدوية الحديثة.

(د. ماكدوغال-  McDougall)، أحد خبراء الطب البديل في هذا المجال، وصاحب تقرير طبي يصدر شهريًا على موقع (www.drmcdougall.com/newsletter)، يوضح أن التهاب المفاصل ليس مرضًا وراثيًا، ولا يعد الإصابة به أمرًا حتميًا بالنسبة لكبار السن. فهناك أسباب كامنة وراءه في البيئة المحيطة، خصوصًا الطعام الذي نتناوله.

ثقوب صغيرة

إن الآلية التي يتحول بها  الطعام غير الصحي إلى التهاب في المفاصل معقدة ولكنها تتعلق بالأمعاء والنظام المناعي. 

فالأمعاء، بجانب كونها تمتص العناصر الغذائية المفيدة، فإنها تكون حاجزًا واقيًا يفصل محتويات الأمعاء ويبعدها عن داخل الجسم. أي أن طبقة واحدة فقط تفصل الفرد عن كميات هائلة من البروتين الخارجي،  سواء كان مصدره الطعام أو الجراثيم.

وبإمكان الأمراض أو السموم أن تحدث ثقوبًا صغيرة في هذا الحاجز وتسمح بالجزيئات الكبيرة نسبيًا تخطي هذا الحاجز، وهو ما يصفونه بالأمعاء المسربة (leaky gut).

وهكذا، وعبر هذه الأمعاء المسربة يتسرب البروتين الغريب إلى الجسم من الطعام أو البكتيريا إلى داخل الدورة الدموية. وحيث إن هذه البروتينات غريبة على الجسم، لذلك فإنه يعتبرها ضارة – وكما الحال مع الفيروسات والطفيليات والبكتيريا – فإنه يقوم بإنتاج أجسام مضادة لها.

الجسم يهاجم نفسه

المشكلة هي أن البروتينات الغريبة تجعل الجسم أحيانًا يصنع أجسامًا مضادة ضد بروتينات الجسم نفسه مثل الموجودة في المفاصل. أي أن الجسم يهاجم نفسه بنفسه وهو ما يسمونه بالمرض المناعي الذاتي (auto immune disease) كالتهاب المفاصل.

ويساعد البرنامج الغذائي الصحي أنظمة الدفاع بالجسم في أن تعمل أقصى طاقتها لإزالة المركبات الغريبة عن الجسم من دم الإنسان.

ولكن الكثير من البرامج الغذائية التقليدية في دول العالم، مضرة بعمل النظام الدفاعي بالجسم .

على سبيل المثال فإن نظامًا صحيًا يحوي مضادات للأكسدة ومركبات تحافظ على المفاصل قوية وتكفي لحماية الجسم من التأثير المدمر للجذور الحرة (free radicals) على المفاصل.

إذًا، ما يتم تناوله من طعام قد يسبب الإصابة بالتهاب المفاصل .. ولذلك فإن العلاج البديل لالتهاب المفاصل يركز على العثور على ذلك الطعام الذي يسبب للمصاب التهابًا لمفاصله. حيث يؤكد الدكتور (ماكدوغال) أنه يعالج بنجاح حالات التهاب المفاصل الروماتويدي بالطعام منذ ما يزيد عن العشرين عامًا.

غير أنه لا يجب  المبالغة في النظر لأهمية البرنامج الغذائي من جميع نواحيه. فالطعام المناسب يحافظ على حواجز الأمعاء حصنًا منيعًا ضد هجمات الأعداء ، ويضمن بقاء النظام المناعي في حالة من التأهب الأقصى.

برنامج غذائي علاجي

ويتألف البرنامج الغذائي العلاجي من وجبات تشمل النشا والفواكه والخضراوات. على أن تكون جميع الدهون المتناولة قليلة الدسم، وتجنب المنتجات الحيوانية برمتها.

فإذا لم يطرأ تحسن في غضون أسبوعين من بدء البرنامج الغذائي يتم وقف القمح والذرة أيضًا من الوجبات.

أما الخطوة الأخيرة فعبارة عن وجبات تتألف من أطعمة في الغالب لا تكون هي سبب المشكلة، أمثال البطاطا الحلوة والأرز البني بالإضافة إلى الفواكه غير الحمضية والخضراوات الصفراء والخضراء. وأثناء ذلك كله فإن الماء هو المشروب الوحيد الذي يتناوله المريض.

فإذا بدأ التحسن- على الغالب بعد أسبوع أو أسبوعين- فإن الأطعمة المختلفة يتم إرجاعها إلى البرنامج الغذائي واحدًا تلو الآخر، حتى يتم التوصل إلى الطعام الكامن وراء المرض فيتم استبعاده تمامًا. ومن هنا يمكن إراحة المفاصل من الالتهاب بإذن الله.

تدفق النهر

يرجع مصطلح الروماتيزم إلى كلمتي: «روما» (rheuma) وتعني باليونانية «الشيء الذي يتدفق كما النهر أو تيار»، وكلمة لاحقة: أولوجي (ology) وتعنى «دراسة أو علم».

 ويتفرع تخصص الروماتيزم من الطب الباطني وطب الأطفال، المكرسة لتشخيص وعلاج الحالات والأمراض التي تؤثر على المفاصل والعضلات والعظام.

  ويتعامل أخصائيو الأمراض الروماتيزمية مع المشاكل الطبية التي لها علاقة بالمفاصل والأنسجة اللينة، وبعض أمراض المناعة الذاتية، ويقومون في الأساس على العلاج الطبي للأمراض والاضطرابات وغيرها التي تؤثر على الجهاز الحركي. وهذا يشمل العديد من أمراض المناعة الذاتية، وهذه الحالات غالبًا ما تسبب المشاكل الروماتيزمية.

   ويتطور تخصص الروماتيزم بسرعة وذلك بسبب الاكتشافات العلمية الجديدة في مجال علم المناعة لهذه الأمراض. حيث يتم تفسير خصائص بعض الأمراض الروماتزمية في كثير من الأحيان بطريقة أفضل من الناحية المناعية.

وفي الوقت الحالي، تعرف العديد من الأمراض الروماتزمية الرئيسية باضطرابات أمراض نظام المناعة الذاتية، وهي أحد أمراض المناعة الذاتية. في المقابل، معظم طرق العلاج الجديدة تعتمد على الأبحاث الطبية في علم المناعة و الناتج من تحسن الفهم للأسس الجينية للأمراض الروماتزمية.

وقد يشمل العلاج في المستقبل العلاج الجيني أيضًا. وقد ساعد علاج الأمراض الروماتزمية الطبي المبني على البراهين مرضى الروماتيزم أن يعيشوا حياة قريبة من الطبيعية.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم