الصحة والغذاء

الورم الحليمي يهدد النساء بأمراض القلب!

أشارت دراسة جديدة إلى أن الإصابة بأنواع خطيرة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) قد تزيد من خطر وفاة النساء بأمراض القلب والسكتات الدماغية بمعدل يصل إلى أربعة أضعاف. هذا البحث، الذي قامت به الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، يعد الأول من نوعه الذي يربط بين العدوى بالفيروس وارتفاع معدل الوفيات الناتجة عن مشاكل القلب والأوعية الدموية.

يُعد فيروس الورم الحليمي البشري من الفيروسات الشائعة التي تشمل أنواعًا مرتبطة بالإصابة بسرطان عنق الرحم. تركز الدراسة على 163250 امرأة كورية في مرحلة الشباب أو منتصف العمر، واللواتي لم يكن لديهن تاريخ مع أمراض القلب والأوعية الدموية. خضعت المشاركات لفحوصات طبية دقيقة، بما في ذلك فحص لـ13 نوعًا خطيرًا من فيروس الورم الحليمي البشري، وتمت متابعة حالتهن الصحية كل عام إلى عامين لمدة متوسطة تبلغ ثماني سنوات ونصف.

بعد مقارنة نتائج فحوصات فيروس الورم الحليمي البشري مع السجلات الوطنية لوفيات الأمراض القلبية الوعائية، وجد الباحثون أن النساء المصابات بأنواع الفيروس الخطيرة كن أكثر عرضة للمخاطر، على الرغم من أن الخطر الكلي للوفاة بأمراض القلب كان منخفضًا في هذه المجموعة الصحية نسبيًا. وبحسب الدراسة، فإن النساء المصابات بأنواع الفيروس الخطيرة كن أكثر عرضة لخطر انسداد الشرايين بمعدل 3.91 مرة، وللوفاة بأمراض القلب بمعدل 3.74 مرة، وللوفاة بالسكتة الدماغية بمعدل 5.86 مرة، مقارنةً بالنساء غير المصابات.

يقول البروفيسور سيونغهو ريو من كلية الطب بجامعة سونغكيونكوان في سيول: “على الرغم من التقدم في التحكم بعوامل الخطر المعروفة لأمراض القلب مثل التدخين وارتفاع الكولسترول وضغط الدم والسكري، لا تزال أمراض القلب تشكل سببًا رئيسيًا للوفاة”. وأضاف أن هذه العوامل لا تفسر كل حالات أمراض القلب، حيث تحدث حوالي 20% منها لدى أشخاص لا يعانون من هذه المشكلات، مما يبرز أهمية البحث عن عوامل خطر أخرى قابلة للتغيير. ويهدف البحث إلى دراسة تأثير فيروس الورم الحليمي البشري على الوفيات القلبية الوعائية كعامل خطر محتمل لأمراض القلب.

كما أظهر التحليل الإضافي أن الجمع بين الإصابة بأنواع الفيروس الخطيرة والسمنة يزيد من الخطر بشكل أكبر. ويقول البروفيسور هاي سوك تشيونغ، من نفس الجامعة: “نعلم أن الالتهاب يلعب دورًا مركزيًا في تطور أمراض القلب والأوعية الدموية وأن العدوى الفيروسية يمكن أن تسبب الالتهاب”. ويمكن أن يؤدي الفيروس إلى التهاب الأوعية الدموية، مما يساهم في انسدادها وتلفها ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

تحث الدراسة على تقديم رعاية شاملة للأشخاص المصابين بأنواع الفيروس الخطيرة وتدعو الأطباء لمراقبة صحة القلب والأوعية الدموية لهؤلاء المرضى بعناية، خاصةً الذين يعانون من السمنة أو لديهم عوامل خطر إضافية. وتشجع الدراسة الأشخاص المصابين بالفيروس على إجراء فحوصات صحية دورية واتباع نمط حياة صحي لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان عنق الرحم.

ويدعو الباحثون إلى إجراء مزيد من الدراسات حول العلاقة بين الإصابة بالفيروس ووفيات الأمراض القلبية الوعائية، بما في ذلك الفوائد الوقائية المحتملة للقاحات ضد الفيروس. ويختتم البروفيسور ريو بالقول: “إذا تم تأكيد هذه النتائج، فقد تكون لها تأثيرات كبيرة على استراتيجيات الصحة العامة، وقد تكون زيادة معدلات التطعيم ضد الفيروس استراتيجية مهمة لتقليل مخاطر الأمراض القلبية الوعائية على المدى الطويل”.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم