الصحة والغذاء

أسبوع التمنيع العالمي… “عمر مديد للجميع”

يسلِّط أسبوع التمنيع العالمي، الذي يحتفي به العالم كل عام في نيسان/ أبريل، الضوءَ على أهمية اللقاحات في توفير الوقاية للناس من جميع الأعمار ضد العديد من الأمراض. وتأتي حملة هذا العام في وقت حرِج للغاية، إذ تسببت جائحة كوفيد-19 في تعطيل الخدمات الصحية الأساسية، ومنها التمنيع الروتيني، وهو ما أدى إلى تراجع التقدم المحرز لأكثر من عقد من الزمان.

وأكد الدكتور أشرف أمير، نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع واستشاري طب الأسرة،  أن الهدف من إطلاق فعالية   أسبوع التمنيع العالمي ، وهو تسليط الضوء على العمل المشترك والمطلوب لتعزيز ثقافة تلقّي التطعيمات في المجتمعات والمساعدة على حماية أفرادها من الأمراض.

وتقام فعالية الاحتفال بأسبوع التمنيع العالمي ،  خلال الفترة من 23 – 30 أبريل 2022 تحت شعار “العمر المديد للجميع “.

ونوّه الدكتور أشرف بالأدوار التي تبذلها منظمة الصحة العالمية لتعزيز جهود الدول في هذا الإطار ودعم  جاهزيتها وتوفير ما يلزم من إمكانيات لتحسين قيمة وفاعلية التطعيمات بتلك المجتمعات، والتأكد من توافر الإمكانيات التقنية بجميع الدول ودعمها لتطبيق التطعيمات بدرجة عالية من التغطية، مساعدةً منها في توفير الوقاية المثلى ضد الأمراض.

وأشار الدكتور أشرف إلى إحصائيات منظمة الصحة العالمية والمركز الدولي للوقاية والتحكم من الأمراض المعدية، منوهاً بأنها تناولت الدور الذي تلعبه اللقاحات في المساعدة على توفير الحماية لما لا يقل عن 2 – 3 مليون شخص سنوياً، مضيفاً بأنها لقاحات مطلوبة حالياً كونها تساعد في الوقاية من أكثر من 12 مرضاً معدياً قد ينتهي بالوفاة.

وفي سياق آخر أشار الدكتور أشرف إلى أهم الإنجازات العالمية التي تحققت كنتاج لتضافر الجهود العالمية بإشراف منظمات دولية، مُمثلاً ذلك في القضاء التام واسئصال مرض الجدري في عام 1980، مؤكداً على استمرار  الجهود حالياً لاحتواء مرض شلل الأطفال بنفس الطريقة التي نجحت بها جهود التخلص من مرض الجدري.

ويرى الدكتور أشرف أن تلك الجهود وعلى الرغم من كِبر حجمها إلا أن الخطر لا يزال ماثلاً من بعض الأمراض المعدية ومنها مرض الحصبة التي ظهرت حالاتها خلال الشهور والسنوات الماضية بدرجة أكثر مما هو متوقع جرّاء العديد من الأسباب، كما أشار الدكتور إلى أنه بالرغم من إقبال الناس على التطعيمات وتوافرها ودعم منظمة الصحة لأهمية تعاطي اللقاحات في بعض المجتمعات، إلا أنه من المؤسف أن 40% فقط من كبار السن على مستوى العالم هم من تلقوا اللقاحات المطلوبة بينما لا يزال 60% منهم لم يحصلوا على التغطية المطلوبة، ما يجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض المعدية.

من ناحية أخرى سلط الدكتور أشرف الضوء على خطة منظمة الصحة العالمية ومركز القيادة والتحكم للوقاية من الأمراض والتي تستهدف الوصول إلى 95% نسبة تغطية لقاحية، والمساعدة في توفير درجة عالية من وقاية المجتمع، منوهاً إلى أن الكونغرس الأمريكي سبق وأن قام بتأسيس أول وكالة مختصة باللقاحات المحلية وتُعنى بأهميتها وضرورة تطعيم أفراد المجتمع، كما تناول بالحديث أول اكتشاف وإنتاج لمصل التطعيم ضد مرض الجدري في عام 1798، وأيضاً القانون الصادر من الولايات المتحدة في عام 1855 والذي فُرض من خلاله على طلاب المدارس تلقّي اللقاحات.

إلى ذلك أكد الدكتور أشرف استمرار موجة ابتكارات اللقاحات المتطورة بدءاً من عام 1900 وحتى هذا العقد، بهدف القضاء على العديد من الأمراض ومن بينها التيفويد والكوليرا والدفتريا والتتنوس والسعال الديكي والحمى الصفراء والإنفلونزا والحصبة والتهاب الكبد الوبلائي والتهاب الأغشية السحائية. منوهاً إلى أنها ابتكارات متطورة ومتسارعة تمت خلال العقود الماضية لتطعيم أفراد المجتمعات بمجموعة من اللقاحات التي تساعد على الحماية المتعددة والمتشعبة لمجموعة من الأمراض، مؤكداً أن اللقاحات المخصصة لكبار السن تساعد في توفير الحماية من أكثر من 14 مرضاً منتشراً اليوم.

وحول فاعلية اللقاحات خلال الـ 70 عاماً الماضية يرى الدكتور أنها ساهمت في احتواء الكثير من الأمراض، مستعرضاً ما تحقق من نجاحات في مكافحة مرض الدفتيريا، مضيفاً أن عدد حالات المرض في عام 1950 والبالغة 5796 حالةً قد انحسرت بالتطعيمات وتلاشت تماماً في عام 2012، ما يؤكد على وجود تغطية لقاحية بنسبة 100% ووقاية شاملة للمساعدة في حماية المجتمع من مرض الدفتيريا. كما تناول الدكتور أشرف بالسرد ما حدث من نجاح في مكافحة مرض شلل الأطفال إذ انحسرت حالات المرض في عام 2012 بعد أن كانت 33,300 حالة مرضية في عام 1950، ما يؤكد على احتواء الأمر بنسبة 100%.

ونوّه الدكتور أشرف بالنتائج المأمولة في علاج الكثير من الأمراض المعدية باستخدام التطعيمات، مشيراً إلى أن أهم فوائد اللقاحات تنطبق على ما حدث مع التهابات الليمونيا، حيث أورد الدكتور ما أشارت إليه إحدى الدراسات التي تم إجراؤها بالولايات المتحدة من أن نسبة أعداد المصابين بالليمونيا الرئوية أو التهابات الرئة الشعبي لدى من تتجاوز أعمارهم 65 عاماً قد انحسرت ابتداءً من عام 1998 بعد إدخال تطعيم المكورات الرئوية الشعبية الذي بدأ إنتاجه أواخر عام 1998 ما ساعد على انحسار مرض الالتهاب الرئوي، مضيفاً أن نسبة الانحسار تسارعت مع إطلاق التطعيم الجديد “بي سي في 13” وهو الليمونيا المقترن بالسلالات الـ 13، ما أدى إلى انحسار الأعداد بشكل كبير في عام 2014، ويرى الدكتور أن تلك مؤشرات تؤكد على أهمية اللقاحات.

وفي ختام حديثه سلط الدكتور أشرف الضوء على لقاحات مرض الأنفلونزا مفيداً بأن تطعيم كبار السن مقارنة بصغار السن لم يصل إلى المستوى المأمول على الرغم من الجهود المبذولة في هذا الخصوص. وتعرّض الدكتور أشرف إلى الدراسة التي أجريت عام 2011 وأشارت إلى أن لقاح الأنفلونزا لدى كبار السن ممن تجاوزوا 65 عاماً بلغت نسبة من تعاطوه 68%، وأن العاملين بالمجال الصحي بلغت نسبة الملقحين منهم 66,9%، ووصف الدكتور أشرف هذه المؤشرات بالعاجزة في إيصال اللقاحات المهمة إلى الفئات المستهدفة في المجتمع خاصة كبار السن أو العاملين بالمجال الصحي أو الذين هم عرضةً لخطر الإصابة بالمرض بسبب ضعف مناعاتهم، داعياً إلى مزيد من الجهود لإحداث تغطية لقاحية أكثر تساعد في وقاية المجتمع من الأمراض بشكل أفضل.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم