قام باحثون يعملون مع جمعية القلب الأمريكية بتطوير آلة حاسبة مبتكرة تقدر خطر إصابة الفرد بأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD) خلال الثلاثين عامًا القادمة. هذه الحاسبة المبتكرة تأخذ بعين الاعتبار مقاييس صحة القلب والأوعية الدموية والكلى والتمثيل الغذائي للمرة الأولى.
متلازمة CKM
تقوم الحاسبة الجديدة التي تعرف باسم PREVENT (التنبؤ بأحداث أمراض القلب والأوعية الدموية) بتقييم خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب. وهي مصممة للتعامل مع الارتباطات القوية بين أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى والأمراض الأيضية، والتي تعرف بشكل عام بمتلازمة CKM. تم تعريف متلازمة CKM لأول مرة في بيان استشاري وعلمي صادر عن جمعية القلب الأمريكية في أكتوبر 2023.
ووفقًا للتحديث الإحصائي لعام 2023 من جمعية القلب الأمريكية، يعاني واحد من كل ثلاثة بالغين في الولايات المتحدة من ثلاثة عوامل خطر أو أكثر تساهم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى و/أو الاضطرابات الأيضية. ومع تفاقم متلازمة CKM، يزداد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب.
تعلق الدكتورة ساديا إس خان، رئيسة لجنة كتابة البيان لجمعية القلب الأمريكية: “كان هناك حاجة إلى حاسبة جديدة لتقدير مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة تلك التي تشمل قياسات لمتلازمة CKM التي تنتشر بشكل واسع في الولايات المتحدة”، وأضافت “تتيح الحاسبة الجديدة PREVENT للأطباء تحديد هذه المخاطر وقد تساعد الأفراد على الحصول على الرعاية الوقائية أو العلاج المبكر لتقليل مخاطر الأمراض القلبية والوعائية”.
منع المخاطر الجديدة
تعتبر حاسبة “منع المخاطر” فريدة من نوعها حيث تقيّم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل منفصل لكل جنس بيولوجي، مع الاعتراف بالاختلافات في تقديم أمراض القلب والأوعية الدموية وعوامل الخطر بين الرجال والنساء. ولا تأخذ العرق بعين الاعتبار في حساباتها، حيث يُعتبر العرق عاملاً اجتماعيًا وليس متغيرًا بيولوجيًا. ومع ذلك، هناك خيار لإدراج العوامل الاجتماعية في الحساب إذا كان ذلك متاحًا.
تم إصدار معادلة المجموعة المجمعة لمخاطر الأمراض القلبية الوعائية في عام 2013، وقد تم تطوير حاسبة الوقاية الجديدة التي تعتبر تقدمًا في علاج حالات CKM المرتبطة بالسمنة ومرض السكري من النوع 2 وأمراض الكلى. تستخدم حاسبة “منع المخاطر” لحساب مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على مدى 10 سنوات و30 عامًا للبالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا. توفر هذه الحاسبة منظورًا أوسع للمخاطر وتأخذ في الاعتبار الفترات الزمنية الأطول لاكتشاف فرص التدخل والوقاية لدى الأفراد الأصغر سنًا.
تشمل الحاسبة أيضًا قياسات وظائف الكلى، حيث يعتبر مرض الكلى المزمن عاملًا يزيد من مخاطر القلب والأوعية الدموية. تستخدم الحاسبة قيمة الترشيح الكبيبي المقدر وإفراز زلال البول لتقييم مخاطر الأفراد. كما يأخذ في الاعتبار الصحة الأيضية، حيث يرتبط ارتفاع مستويات السكر في الدم بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى المصابين بالسكري من النوع 2 وغير المصابين به. وتتضمن الحاسبة أيضًا تنبؤات بمخاطر فشل القلب في سياق متلازمة CKM، خاصة بين المصابين بالسمنة أو مرض السكري من النوع 2 أو أمراض الكلى.
مراعاة عوامل الخطر الفردية
تتجنب حاسبة “منع المخاطر” الاعتماد على العرق كعامل في حساباتها، وذلك تماشيًا مع الإجماع المتزايد في المجتمع الطبي على استبعاد العرق كمعيار في الخوارزميات الطبية. وتظهر الحاسبة دقة متساوية بين المجموعات العرقية والإثنية المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، توفر الحاسبة خيارًا لدمج مؤشر الحرمان الاجتماعي، الذي يأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية السلبية للصحة مثل التعليم والفقر والبطالة، حيث يمكن أن تؤثر هذه العوامل الاجتماعية على النتائج الصحية.
تم تطوير حاسبة “منع المخاطر” باستخدام بيانات ستة ملايين بالغ أمريكي من مجتمعات متنوعة في الولايات المتحدة. وتستند الحاسبة إلى الأدلة السريرية والبيانات الإحصائية لتحديد مخاطر الأفراد المحتملة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
