الصحة والغذاء

السيلينيوم علاج للآثار السلبية للملوثات

أثبتت دراسة أجريت في جامعة قرطبة أن التعرض للخلائط الملوثة من المعادن وبقايا الأدوية يزيد من الضرر على الصحة، وكذلك تقييم التأثيرات الإيجابية لنظام غذائي غني بالسيلينيوم لتقليل هذا الضرر.

يتعرض الإنسان يوميًا للمواد الخارجية التي يمكن أن تضر بصحته، مثل المعادن وبقايا الأدوية، ويمكن أن تتفاعل هذه الملوثات مع بعضها البعض، مما يزيد من سميتها.

هدفت هذه الدراسة إلى تقييم تأثير التعرض لخليط من المعادن وبقايا الأدوية، التي تمثل ملوثات شائعة في البيئة. كما هدفت إلى دراسة دور السيلينيوم، وهو معدن مضاد للأكسدة، في تخفيف الضرر الناجم عن هذا الخليط. أجريت الدراسة في جامعة قرطبة ونشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية لتصلب الشرايين والتخثر وعلم الأحياء الوعائي.

أجريت الدراسة على الفئران، وتم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات: مجموعة تحكم لم تتعرض للخليط، ومجموعة تعرضت للخليط، ومجموعة تعرضت للخليط وتناولت السيلينيوم. كان الخليط مكونًا من مزيج من المعادن (الزرنيخ والكادميوم والزئبق) والأدوية (ديكلوفيناك وفلومكين)، والتي تم اختيارها بناءً على وجودها العالي في البيئة والغذاء والماء. تم تعريض الفئران للخليط لمدة 15 يومًا، وجرى قياس تأثيره على البروتينات الموجودة في الكبد باستخدام تقنية البروتيوميكس.

وأظهرت النتائج أن الخليط أدى إلى تغييرات كبيرة في التعبير البروتيني في الكبد، مما يشير إلى حدوث الأكسدة والالتهاب والتجلط في الدم. وكان هذا الضرر أكثر شدة في المجموعة التي تعرضت للخليط فقط مقارنة بالمجموعة التي تناولت السيلينيوم. وأوضح الباحثون أن السيلينيوم يمكن أن يحفز الاستجابات المضادة للأكسدة في الجسم، مما يحمي الخلايا من التلف. واقترحوا أن السيلينيوم يمكن أن يكون مفيدًا كمكمل غذائي للوقاية من الآثار السلبية للملوثات.

واعترف الباحثون ببعض القيود في الدراسة، مثل استخدام الفئران كنموذج حيواني، وعدم تحديد الآليات الدقيقة للتفاعل بين الملوثات والسيلينيوم، وعدم تحديد الجرعات الأمثل للسيلينيوم. ودعوا إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتحويل النتائج إلى التطبيقات السريرية.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم