الصحة والغذاء

اختبار دم جديد يحدد السرطان في مراحله الأولى

السرطان هو مجموعة من الأمراض التي تنشأ عن تغيرات جينية غير طبيعية في الخلايا، مما يؤدي إلى نموها وانقسامها بشكل غير مسيطر عليه. يمكن أن ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم عن طريق الدم أو الغدد الليمفاوية، مما يزيد من خطورته. تعتبر الكشف المبكر عن السرطان أحد العوامل المهمة لزيادة فرص الشفاء والبقاء على قيد الحياة.

ومع ذلك، فإن العديد من أنواع السرطان لا تظهر أعراضًا واضحة في مراحلها الأولى، مما يجعل التشخيص الدقيق صعبًا. ومن بين هذه الأنواع، سرطانات المبيض وسرطان المريء، والتي تعرف باسم “القاتل الصامت”، لأنها تتطور بشكل كامن ولا تكشف عن نفسها إلا عندما تصبح متقدمة جدًا.

لمواجهة هذا التحدي، قام فريق دولي من الباحثين بتطوير اختبار دم جديد وحساس للغاية، يمكنه اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة. وقد نشروا نتائجهم في مجلة اكتشاف السرطان.

يعتمد الاختبار على تحديد بروتين معين يسمى LINE-1 ORF1p، الذي ينتجه الجين القافز LINE-1. الجين القافز هو عنصر جيني قادر على نسخ نفسه ولصق نفسه في مواقع جديدة في الجينوم، مما يسبب تغييرات جينية. يتم تنشيط الجين القافز LINE-1 في الخلايا السرطانية، ويساهم في تطورها وانتشارها.

يستخدم الاختبار تقنية الكشف القائمة على جزيء واحد تسمى Simoa، والتي تستخدم أجسامًا نانوية مخصصة لالتقاط وقياس مستويات البروتين LINE-1 ORF1p في بلازما الدم. البلازما هو الجزء السائل من الدم، والذي يحمل الخلايا الدموية والمواد الغذائية والهرمونات والمناعة والمؤشرات الحيوية.

وقد أظهر الاختبار قدرة عالية على التمييز بين الأشخاص الأصحاء والمصابين بالسرطان، وكذلك بين أنواع مختلفة من السرطان، مثل: سرطان المبيض وسرطان المريء وسرطان البنكرياس وسرطان الثدي وسرطان البروستاتا. وقد تمكن الاختبار من اكتشاف السرطان في مراحله الأولى والثانية، وهي المراحل التي يكون فيها العلاج أكثر فعالية.

ويتميز الاختبار بأنه سهل الاستخدام وسريع النتائج ومنخفض التكلفة. يمكن إجراء الاختبار بواسطة عينة صغيرة من الدم، ويستغرق أقل من ساعتين للحصول على النتيجة، ويبلغ تكلفته أقل من 3 دولارات.

ويقول مايكل بي روت، رئيس مختبر جامعة روكفلر، والمؤلف المشارك في الدراسة: “يتمتع هذا الاختبار بإمكانيات رائدة باعتباره اختبارًا تشخيصيًا مبكرًا للسرطانات القاتلة”. ويضيف: “إن هذه الأنواع من أدوات الكشف فائقة الحساسية مهيأة لتحسين نتائج المرضى بطرق تحويلية”.

ويأمل الباحثون في تطوير الاختبار ليشمل المزيد من أنواع السرطان، وتقييمه في دراسات سريرية أوسع نطاقًا، وجعله متاحًا للمرضى والأطباء في المستقبل القريب.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم