الصحة والغذاء

11أبريل اليوم العالمي لمرض باركنسون (الشلل الرعاش)

7000 مريض في المملكة و5% من الحالات  تعود لأسباب وراثية

أكدت الدكتورة سلمى القحطاني استشاري الاعصاب وأخصائي اعتلالات الحركة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أن مرض باركنسون أو ما يعرف سابقاً بالشلل الرعاشي يعتبر أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي .   وفي حديث لها بمناسبة اليوم العالمي للشلل الرعاشي (باركنسون)  الذي يصادف 11ابريل من كل عام نوهت الدكتور القحطاني إلى أن من أسباب المرض  الرئيسية ضمور الخلايا المصنعة لمادة الدوبامين بجذع الدماغ وهي من المواد الأساسية للإنسان للتحرك بشكل سلس و طبيعي.

وأشارت الدكتورة سلمى إلى أنه وفي عام 1817 أي قبل أكثر من 200 سنة أصدر الطبيب الجراح البريطاني جيمس باركنسون أول نشرة علمية عن الأعراض الأساسية  للمرض حيث قدّم مقالتهُ المشهورة الشلل الرعاشي Shaking Palsy، التي ذكر فيها أن هناك ست حالات تتشارك في ظهور  نفس اعراض المرض ومنها بطء الحركة وتقارب خطوات المشي والرعشة وانحناء الظهر، موضحةً  أن مرض الرعاش يصيب غالباً الأعمار فوق الخمسين بينما توجد نسبة بسيطة يصيبها المرض قبل هذا العمر، مؤكدةً أن الأعراض الحركية تعتبر من المؤشرات الرئيسية للمرض منها ما أشارت إليه سابقاً ما بطيء الحركة ، وايضا التخشب والرعشة، علماً بأن هذه الأعراض الحركية قد تظهر في جهة أكثر من الاخرى وقد تسبقها بعض الأعراض غير الحركية مثل الإمساك المزمن ومن ذلك أيضاً تغير حاسة الشم وبعض اضطرابات المزاج كالقلق أو الاكتئاب إضافةً أيضاً إلى بعض اضطرابات النوم، موضحة إلى أن المرض اكثر شيوعا عند الذكور منه عند الاناث.

كما أشارت الدكتورة سلمى إلى أن الأبحاث الطبية في الوقت الحالي أظهرت أن  الكثير من الأدوية المتوفرة أدت إلى التُحسن بشكل كبير في الاعراض المرضية لداء باركنسون وأحدثت ثورة طبية حين اكتشافه.

وعن أسباب المرض قالت الدكتورة سلمى أنها في اغلب الحالات غير معروفة، لكن هناك بعض الاسباب التي تزيد من نسبة حدوث المرض ، منها التعرض لبعض المواد الكيمائية السامه مثل المبيدات الحشرية، الاصابة المتكررة للراس او في حالات قليلة بعض الاسباب الوراثية.

وأشارت الدكتورة سلمى إلى ما نوهت إليه إحصاءات الجمعية السعودية للأعصاب من أن حوالي 7000 مريض يعانون حالياً من مرض الشلل الرعاش بالمملكة مؤكدة إلى ما أوردته الجمعية السعودية لمرضى باركنسون من أن 5 % من عوامل الإصابة تعود للوراثة بجانب دراسات أخرى أكدت أن نسبة الإصابة بالمرض في الشرق الأوسط تبلغ 3 مصابين لكل ألف شخص وأبانت الدكتورة سلمى بأن الإحصاءات تقدّر عدد الأشخاص المصابين بمرض باركنسون بحوالي 7 ملايين شخص حول العالم مضيفةً أن في الولايات المتحدة ما يقرب من مليون مريض بالشلل الرعاش يصاب منهم حوالي 2 – 10 في المائة قبل سن الخمسين ويطلق عليه مرض «الشلل الرعاش» الشبابي.

وفي سؤال حول ما إذا كان مرض باركنسون وراثياً أم لا قالت الدكتورة سلمى بأن الغالبية العظمى من حالات المرض ليست موروثة مشيرة إلى أن الباحثين اكتشفوا عدة جينات من الممكن أن تسبب المرض لعدد قليل من الأسر، مستطردة بأن البحوث على هذه النماذج الوراثية النادرة تساهم إلى حد كبير في استيعاب التفاصيل وفهم جميع أشكال المرض علماً بأن العلماء لا يزالون يعكفون على طرق جديدة لتحديد المؤشرات الحيوية للمرض التي قد تؤدي للتشخيص المبكر مع التوصل الى علاجات أكثر فاعلية في إبطاء عملية تطور المرض.

وحول الرسائل الهامة لليوم العالمي للمرض في هذا العام فقد لخصتها الدكتورة سلمى في عدة نقاط منها تكثيف التوعية الصحية عن المرض مع زيادة الوعي وسط المرضى المصابين وعائلاتهم والمجتمع بشكل عام للتعرف على طبيعة المرض وأسبابه وأعراضه مع ضرورة التعريف بوسائل العلاج دوائياً وجراحياً للمرضى إلى جانب أهمية العناية التمريضية والعلاج الطبيعي و كذلك مشاكل التخاطب والبلع عند المريض وأيضاً التأكيد على أهمية التعايش مع المرض وكيفية التعامل مع المريض.

ونصحت الدكتورة سلمى المرضى بضرورة تفهم المرض وتطوراته ومتابعته بانتظام مع الطبيب المعالج واتباع نصائحه حول طرق استخدام الأدوية مؤكدة أن الكثير من الناس يجهلون كيفية التعايش مع المرض والطرق الصحيحة لاستخدام الادوية المتاحة لتحسين اعراض هذا المرض.

ووجهت الدكتورة سلمى نصيحةً لمرضى باركنسون بضرورة طلب المشورة الطبية والتشخيص المبكر والعلاج إذا لزم الأمر مؤكدةً على أن عدم التحكم في الأعراض بشكل صحيح يؤدي إلى سوء حالات المرض كما حثت العائلات على التثقيف الذاتي لأنفسهم والاطلاع حول هذه الحالة والاستفادة من فرص العلاج المتاحة ليكونوا في أفضل وضع لدعم مريضهم.

واختتمت دكتورة سلمى حديثها قائلة أن مع التطور العلمي تم الوصول إلى طرق أخرى لتحسين الحالات في بعض المرضى المصابين بالباركنسون ومن ذلك استخدام بعض الأدوية كمضخات تؤخذ للأمعاء عن طريق أنبوب مباشر أو على شكل إبر تحت الجلد، بجانب وسائل أخرى لتحسين الحالات ومنها عمليات الدماغ أو ما يسمى بتحفيز الدماغ التي تجرى في عدد من المستشفيات حالياً بالمملكة العربية السعودية.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم