الصحة والغذاء

أسلحة دفاعية وهجومية في أجسامنا لمقاومة الأمراض

في أجسامنا أسلحة تقاوم الميكروبات وتقضي عليها, وتبطل مفعول السموم التي تفرزها، وتتمثل هذه الأسلحة في جهاز المناعة وما به من خلايا تهاجم الميكروبات والفيروسات وتفتك بها وتخلص الجسم منها.

كما يحتوي جهاز المناعة على مواد من شأنها مقاومة الميكروبات، وفي كل خلية من مليارات الخلايا التي يتشكل منها جسم الإنسان دروع واقية وموانع طبيعية وأجسام آكلة للميكروبات وإنزيمات تفتك بها.

أسلحة دفاعية وهجومية

وفي جسم الإنسان أيضًا مقومات للدفاع ضد السموم الكيميائية والبيولوجية، حيث يقوم الكبد وغيره من أعضاء الجسم بإجراء عمليات كيميائية من شأنها التخلص من السموم التي يفرزها الجسم والسموم التي تجد طريقها إليه عن طريق الطعام والشراب والهواء الذي نتنفسه.

وكلما قويت أسلحة الجسم الدفاعية والهجومية زادت قدرته على مقاومة الأمراض، وحينما تضعف قوته المانعة والضاربة تقل مقاومته ويصبح عرضة للإصابة بالأمراض.

ولقد اتجهت الدراسات الحديثة إلى البحث عن العوامل التي تنشط مناعة الجسم في مقاومة الأمراض والعوامل التي تضعف المناعة وبالتالي تكون سببًا من أسباب الإصابة بالأمراض.

ولقد أسفرت البحوث عن أن العوامل التي تقوي المناعة وتضعفها تنبع من داخل أجسامنا، كما أن هناك عوامل تنشط المناعة وأخرى تضعفها تصل إلى الجسم من البيئة التي نعيش فيها، مثل الغذاء والماء والهواء، وما نتناوله من أعشاب وأدوية كيميائية وغيرها.

مواد لتقوية المناعة

يفرز الجسم مواد، مثل الإندورفينات وغيرها من المواد، من شأنها تسكين الألم وتقوية المناعة ضد الأمراض، وينشط إفراز هذه المواد بالانتظام في العبادات وتوثيق أواصر المحبة والتراحم بين الناس وبممارسة الرياضة البدنية والخلود إلى الراحة والاسترخاء والنوم المريح، كما تنشط بسماع كل شيء جميل ترتاح إليه الأذن، وكذلك بمشاهدة كل ما ترتاح إليه العين، وبالبسمات والضحكات والاستمتاع بالعمل البناء والخلاق.

وعلى النقيض فإن الجسم يفرز مواد ضارة، مثل الأدرينالين والكورتيزون، بكميات زائدة عن المعدل الطبيعي من شأنها إضعاف مناعة الجسم ضد الأمراض، وذلك في حالات الغضب الشديد والكراهية والأحقاد والقلق والانفعالات الشديدة والإرهاق الشديد وعدم الخلود إلى الراحة والنوم المريح، كما يزداد إفراز المواد التي تضعف المناعة بالضوضاء وسماع الأشياء التي تكرهها الأذن ومشاهدة الأشياء التي لا ترتاح لها العين، وبالانغماس في الأحزان.

أما العوامل التي تأتي إلى أجسامنا من البيئة المحيطة فهي عوامل قد تقوي المناعة وقد تضعفها، ويأتي في مقدمتها الغذاء، فهو سلاح ذو حدين، إذ إنه بما فيه من عناصر غذائية معينة يساعد على تقوية مناعة الجسم ضد الأمراض، وإن الإفراط في تناول أغذية معينة يؤدي إلى إضعاف المناعة.

ومن أهم العناصر الغذائية التي تساعد في تقوية المناعة مضادات الأكسدة مثل «بيتا كاروتين» الذي يكوّن فيتامين (أ) بالجسم (يوجد بوفرة في الجزر والتفاح والسبانخ) وفيتامين (سي) (في الجوافة والليمون والبرتقال والفلفل الأخضر والطماطم)، وفيتامين (هـ) (في الزيوت النباتية وزيت السمك والبقول واللحوم والأسماك والبيض واللبن)، كما تشمل العناصر الغذائية المقوية لجهاز المناعة الزنك والسيلينيوم والنحاس والحديد والماغنسيوم (تتوفر في الحبوب والأسماك والفول والكبدة والبازلاء والسبانخ).

وهناك أطعمة تقوي جهاز المناعة مثل الزبادي وعسل النحل. وقد يكون الغذاء سببًا من أسباب إضعاف المناعة ضد الأمراض، حيث اتضح أن الإفراط في تناول الدهون الحيوانية واللحوم يمثل خطرًا على المناعة، ويؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية والسرطان.

ويعتبر تعاطي المخدرات والخمور والتدخين والتلوث البيئي من أهم العوامل التي تضعف المناعة وتسبب الإصابة بالأمراض.

*أ.د.عز الدين الدنشاري /أستاذ الأدوية والسموم

كلية الصيدلة، جامعة القاهرة

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم