الصحة والغذاء

أغذية لعلاج المشاكل العاطفية

(الغذاء مقابل المزاج، The Food and Mood Project) برنامج بريطاني حول العلاقة بين الطعام وبين الحالات النفسية التي تصيب متناولي هذا الطعام.

وقد أجرت مجموعة تابعة للمشروع استطلاعًا ميدانيًا لآراء الجمهور حول هذا الموضوع والحلول المقترحة لها.

يقول الباحثون في تقريرهم إن علاج المشاكل العاطفية والعقلية تتم عادة عن طريق التدخل العلاجي بالأدوية والطب النفسي. ورغم وجود أدلة على أن التدخل العلاجي بالطعام والبرامج التغذوية بإمكانها أن تحسن من أعراض هذه الحالات وتفيد الصحة عمومًا، فإن هذه الجهود تظل في إطار الطب «البديل» أو «المكمل» ولا يستعملها الطب التقليدي الشائع. من هنا هذا قام الباحثون بهذا الاستطلاع الميداني.

طبيعة الاستطلاع

استهدف الاستطلاع الميداني أن يحدد كيف يؤثر الطعام الذي يتناوله الجمهور (ثم التغيير من برنامجه الغذائي المعتاد)، على الصحة النفسية للمشتركين في الاستبيان. واعتمدوا على عينة من الجمهور اختيروا عشوائيًا من ضمن أسماء موجودة في قاعدة المعلومات التابعة للقائمين على مشروع الطعام مقابل المزاج. شارك بالاستطلاع 200 شخص من مجموع 436 شخصًا أرسلت إليهم استمارات (نسبة الاشتراك بلغت 46%). وتراوحت أعمارهم بين 26 و55 عامًا، وكان معظم المشتركين من المنتظمين في عمل.

بدأ الفريق عمله بأن قسم الأغذية إلى مجوعتين: مجموعة ترهق الإنسان نفسيًا (Food Stressors)، ومجموعة تحسن حالته النفسية (Food Supporters). ثم طلب من المشتركين أن يعدلوا من برنامجهم الغذائي حسب قائمة من الاستراتيجيات المساعدة أرفقت مع الاستبيان وقت إرساله إلى الجمهور.

وماذا قالت النتائج؟

أولاً:   أكد 88% من المشتركين أنهم اتبعوا الاستراتيجيات التي أرسلها فريق البحث إليهم لتحسين صحتهم العاطفية والعقلية، والتي تركزت على تناول المزيد من الأطعمة المحسنة للحالية النفسية وتجنب الأطعمة التي تؤثر سلبًا على الحالة النفسية وأخيرًا تغيير عادات تناول الطعام.

ثانيًا: أكد أكثر من الثلث أن التحسن الذي لاحظوه على صحتهم النفسية والعقلية راجع إلى التغييرات التي أجروها على طبيعية الطعام الذي يتناولونه وعلى عادات تناول الطعام.

ثالثًا: إن تجنب الأطعمة والمشروبات التالية أدى إلى تحسن الحالة النفسية:

السكر (تحسن بنسبة 80%)، الكافيين (79%)، الشوكولاته (53%)، الطعام الحاوي على القمح (48%)، الإضافات الغذائية الكيماوية (47%)، مشتقات الحليب (44%)، الدهون المشبعة (39%).

رابعاً: إن تناول الأطعمة والمشروبات التالية أدى إلى تحسن الحالة النفسية:

الماء (تحسن بنسبة 80%)، الخضراوات (78%)، الفواكه (72%)، السمك الغني بالزيت (52%)، البذور والبندق (51%)، الطعام الكامل الحبة غير المعامل صناعيا (50%)، الألياف (48%)، البروتين (40%)، الطعام العضوي الإنتاج (36%).

خامسًا: إن اتباع عادات تناول الطعام التالية أدى إلى تحسن الحالة النفسية:

تناول الطعام والوجبات السريعة في أوقات محددة معلومة (تحسن بنسبة 67%)، الاستعداد لأي طوارئ– مثل التحسب لأية وجبات سريعة (56%)، تناول الإفطار (55%)، التخطيط للوجبات مقدمًا (42%).

سادسًا:   من العناصر الأخرى التي ساهمت في تحسن الحالة النفسية، الأدوية المغذية التي تحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية، وبعض الأعشاب الطبية مثل عصبة القلب (St. John”s wort) والكافا كافا (Kava Kava).

سابعًا:  ومن الجوانب النفسية التي شملها التحسن:  

تحولات المزاج (تحسن بنسبة 26%)، نوبات القلق والخوف (26%)، نوبات الوحام الطعامي (24%)، الاكتئاب بما فيها اكتئاب ما بعد الولادة (24%)، الشعور بالعدوانية والانزعاج (22%)، صعوبات التركيز والتذكر (19%)، حالات الاضطراب المصاحبة للحيض (17%)، حالات الهواجس (11%)، اضطرابات عادات الطعام (6%).

أخيرًا، نصائح لتحسين المزاج

وقد طلب من المشتركين في الاستطلاع تقديم توصياتهم للأشخاص الذين يفكرون في اتباع برناج ذاتي مشابه، للتعامل مع تحولاتهم المزاجية، فكان أهم ما نصحوا به ثلاث نقاط:

– أن يحفز الشخص نفسه، فيقول مثلاً «سأجرب البرنامج، فالتجربة لا تضر، وهو على كل حال أفضل من تعاطي الأدوية كحل أول لتقلبات الحالة النفسية.

– أن يكون الشخص عمليًا. فمثلاً يجرب البرنامج مدة أسبوع فقط بأن يتخلى عن السكر أو الكافيين في ذلك الأسبوع، على سبيل المثال. وربما تكون نتائج ذلك الأسبوع عبرة تفتح عيونه على الحقيقة.

– هناك توجهات تساعد في تحقيق نتائج إيجابية. منها:  أن الاعتراف بالحق فضيلة. فمثلاً كن صريحًا مع نفسك في مواجهة الأخطاء الغذائية التي كنت تقع فيها. قل لنفسك «كنت أعتقد أنني أتناول طعامًا صحيًا، ولكن الحقيقة غير ذلك. والأفضل أن ألزم الواقع الجديد الذي عرفته، وإذا لزمته فسوف أتحسن بإذن الله».

الموقع الرسمي للمشروع (www.foodandmood.org).

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم