الصحة والغذاء

ما تأثير الجزر على مرض السكري؟

يحدث مرض السكري عندما لا يتمكن البنكرياس من إفراز كمية كافية من الأنسولين، أو عندما يفشل الجسم في استخدام الأنسولين المنتج بشكل فعال، وهو ما يؤدي إلى مستويات غير طبيعية للجلوكوز في الدم. لذا، يعد اتباع نظام غذائي صحي أمرًا بالغ الأهمية لأي شخص مصاب بمقدمات السكري أو مرض السكري.

ربما تكون الخضراوات هي المجموعة الغذائية الأكثر قبولاً عندما يتعلق الأمر بمرض السكري. وقد يتساءل البعض: هل الخضراوات الجذرية ذات الألوان الزاهية، مثل الجزر، آمنة لتناولها بكميات كبيرة، أم أنها يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم؟ في السطور التالية نتعرف على الدور الذي يلعبه الجزر في النظام الغذائي لمرضى السكري.

الجزر لمرضى السكري: جيد أم سيئ؟

يشتهر الجزر باحتوائه على بيتا كاروتين، الذي يحوله الجسم إلى فيتامين “أ”، وكذلك يحتوي على مضادات الأكسدة والألياف والمواد المغذية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فهو من الخضراوات الجذرية النشوية ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض (GI).

مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) هو مقياس يصنف الأغذية بـأرقام من 0 حتى 100 وذلك وفقاً لمدى تأثير هذه الأغذية على رفع مستويات السكر في الدم خلال ساعتين من تناولها.. تعتبر الأطعمة والمشروبات فوق 70 ذات “مؤشر عالٍ” ومن المرجح أن تزيد نسبة السكر في الدم بسرعة. أما الجزر فيحتوي على “مؤشر منخفض” لنسبة السكر في الدم (أقل من 55)، مما يجعله مثاليًا لمرضى السكري.

علاوة على ذلك، بالنسبة لمرضى السكري، من الضروري الانتباه إلى محتوى الكربوهيدرات في الطعام. على سبيل المثال، تحتوي الجزرة المتوسطة الحجم على حوالي 4-6 جرامات فقط من الكربوهيدرات. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن العناصر الغذائية الموجودة في الجزر قد تساعد مرضى السكري لأنها تحدُّ من ارتفاع الجلوكوز بعد الوجبة.

هل الجزر النيئ آمن لمرضى السكري؟

الجزر غني بالعناصر الغذائية الأساسية، بما في ذلك فيتامين “أ”، إذ إن الأفراد المصابون بمرض السكري معرضون بشكل أكبر للإصابة بمشاكل في العين، مثل اعتلال الشبكية السكري. ونظرًا لأن الجزر غني بفيتامين “أ”، يزعم الخبراء أن الجزر قد يقي من اعتلال الشبكية السكري.

ولا يخفى أن استهلاك الألياف الغذائية أمر حيوي للتحكم في نسبة الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري. وقد أشارت دراسات مختلفة إلى أن الألياف الغذائية تساعد في تقليل مستويات السكر في الدم أثناء الصيام. ويعتبر الجزر مصدرًا ممتازًا للألياف الغذائية، مما يعوض عن وجود نكهته الحلوة بشكل طبيعي.

تأثير الجزر على مستويات الجلوكوز في الدم

يركز علاج مرض السكري على التحكم في مستويات السكر في الدم. وعلى الرغم من نكهته الحلوة، يعد الجزر خيارًا جيدًا لمرضى السكري ويمكن تناوله باعتدال. وينصح بتناول نصف جزرة أو 37-45 جرامًا لتحقيق نتائج إيجابية. ويمكن أن تساعد إدارة أحجام الحصص من جميع الأطعمة المستهلكة في السيطرة على مرض السكري ومضاعفاته والحفاظ على صحة جيدة.

وتشير الدراسات إلى أن “بيتا كاروتين” في الجزر يقي من داء السكري من النوع 2، ويعزز وظيفة خلايا البنكرياس، ويحسن حالات ارتفاع السكر في الدم، ويؤدي دورًا في معالجة (استقلاب) الكربوهيدرات والحموض الدهنيَّة. وكذلك يعمل على تحفيز إنتاج الأنسولين، وإدارة التمثيل الغذائي للدهون، وتقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابي مع تنظيم وظائف خلايا البنكرياس. وتظهر الدراسات أيضًا أن مكملات بيتا كاروتين مفيدة في إدارة مرض السكري من النوع 2 (T2DM)، والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة.

وعلى ذلك ونظرًا لأن الجزر غني بالألياف الغذائية وله مؤشر نسبة السكر في الدم أقل من الخضراوات الجذرية الأخرى مثل البطاطس، وهو من الخضراوات النشوية ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، يمكن أن يكون خيارًا آمنًا لمرضى السكري.

المصدر: هنا

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم