يتأثر الإنسان كثيرًا في طعامه بالبيئة المحيطة به ومن ذلك طريقة طبخ الطعام التي تؤثر على تفضيل الأغذية عند الأطفال، فمثلاً عندما تستخدم الأم كميات عالية من الملح في تحضير الطعام يتأصل الطعام المالح عند الطفل ويبدأ بتفضيل الأطعمة المالحة.
وينعكس التأثير نفسه في حالة زيادة استخدام السكر أو الدهون أو البهارات، كما أن عدم التنويع في الأطعمة يحد من تذوق الطفل له، مما يؤثر في مدى تقبله لأطعمة جديدة.
تقديم الطعام
ما تقدمه الأسرة لأطفالها من أطعمة يعني أن هؤلاء الأطفال سيعتادون هذه الأطعمة، وتصبح جزءًا مهمًا من عاداتهم الغذائية، وهو ما ينطبق على تعودهم للأطعمة السريعة والمشروبات الغازية والشاي أو القهوة وغير ذلك من الأطعمة.
ولكن في المقابل يجب ألا ننسى الطريقة التي تقوم بها الأسرة في إقناع أطفالها بتناول هذه الأطعمة، فكثيرًا ما يرفض الأطفال بعض الأطعمة بسبب إلحاح الوالدين أو أحدهما عليهم لكي يتناولوها.
طريقة التناول
يستخدم الطفل يديه أو الملعقة في تناول الطعام نتيجة استخدام والديه لإحدى هاتين الطريقتين.
كما يتعود الطفل على تناول الطعام على الأرض أو على الطاولة، وكيفية الجلوس إلى الطعام وغير ذلك نتيجة الطريقة التي يسلكها أفراد الأسرة نحو هذه الأمور.
تحضير الطعام وحفظه
تشير الدراسات إلى أن نقص الوعي الصحي والغذائي عند الأبوين يؤثر بشكل كبير في صحة وتغذية أطفالهما.
وقد وجد أن بعض الممارسات الغذائية غير الصحية المتعلقة بتحضير الطعام التي تقوم بها ربة الأسرة هي السبب في بعض حالات الإسهال والتسمم الغذائية لأطفالها.
مثال ذلك الحرص على النظافة الشخصية في تحضير الطعام، وطريقة تذويب الطعام المثلج، وتخزين الأغذية في المنزل، وكيفية التعامل مع الفائض من الطعام، وغير ذلك.
أمام التلفزيون
تشير العديد من الدراسات إلى أن التلفزيون يؤدي دورًا مهمًا في الحالة الغذائية للأطفال، فقد وجد أن مشاهدة التلفزيون في أثناء تناول الطعام يساهم في زيادة تناول الطعام ومن ثم زيادة وزن الطفل.
كما أن طول فترة مشاهدة التلفزيون يعني قلة حركة الأطفال، وهو عامل مساعد للسمنة، وتبين أن الأطفال يميلون إلى تناول أطعمة غنية بالسعرات الحرارية في أثناء مشاهدة التلفزيون مثل الشوكولاته والجبس والمكسرات والمشروبات الغازية.
خارج المنزل
يمكن أن يكون تناول الطعام خارج المنزل من الجوانب الجيدة لتغيير الروتين اليومي والمساعدة في تعريض الطفل لأغذية جديدة، كما تعطيه فرصة لاختيار طعامه بنفسه.
كل هذه الأمور قد تساهم في إعطاء جو اجتماعي ونفسي يحبب للطفل تناول الطعام، ولكن من المهم أن تكون الأطعمة التي يتم تناولها خارج المنزل مغذية ومفيدة لصحة الطفل.
وجبة الفطور
كثيرًا ما يشتكي الأطفال من عدم الرغبة في تناول وجبة الفطور ولو رجعنا إلى أسباب ذلك نجدها متعلقة بشكل كبير بالجو البيئي داخل الأسرة، فعندما لا يتناول الأبوان وجبة الفطور، فإن الطفل يفتقد القدوة، وعدم التعود على تناول هذه الوجبة المهمة.
كما يشتكي الأطفال من تكرار الطعام نفسه وعدم التنويع في الأطعمة المقدمة في وجبة الفطور ما يشعرهم بالملل ومن ثم العزوف عن تناولها.
وجبة الغداء
اجتماع أفراد الأسرة حول مائدة الغداء يساعد على خلق الود والمحبة ويعطي جوًا اجتماعيًا محفزًا للأطفال لتناول الطعام.
ولكن أحيانا تتحول وجبة الغداء إلى شبه معركة وتخلق جوا غير سعيد، فقد يأتي الأب ومزاجه متعكر، وعندما تكون الأم عاملة قد يساورها الشعور نفسه.
وكثيرًا ما ينعكس هذا المزاج على الأطفال وذلك بتوبيخهم أو تأنيبهم مما يقلل من الحافز للاستمرار في تناول هذه الوجبة، ويحاول الطفل الإسراع في الانتهاء منها وقد لا يكون قد أحس بالشبع، مما يجعله جائعًا في فترة العصر فيقوم بسد هذا الجوع بتناول أغذية قد لا تكون مفيدة بما فيه الكفاية مثل الحلويات والشوكولاته والشيبسي والمشروبات الغازية.
وجبة العشاء
من أكثر الوجبات المحببة عند الأطفال، لعدة أسباب أهمها التنويع في الأطعمة المقدمة في هذه الوجبة، وتعدل مزاج الأب أو الأم أو كلاهما بعد أخذ قيلولة الظهر أو العصر.
وإذا تم جلب الطعام من خارج المنزل (توصيل المنازل) في وجبة العشاء، فإن هذا يعني أطعمة جديدة محببة للأطفال.
تقبل الطعام
يجب التحلي بالصبر عند الوالدين وعدم الاستعجال أو الشكوى من أن طفلهما لا يحب غذاء معينًا قد يكون مفيدًا مثل الفواكه الطازجة، فبعض الأطفال قد يتقبل الطعام بشكل أسرع من غيره، وهناك أطفال قد يحتاجون فترة أطول قد تدوم عدة أشهر حتى يبدؤوا في تناول الطعام الجديد.
ولذلك، فإن من الأمور المهمة عدم فرض الطعام على الطفل أو عقابه أو ثوابه لكي يتناول الطعام، وإذا أصر على تناول طعام معين، فإن ذلك لا يهم بشرط أن يكون طعامًا مغذيًا.