الصحة والغذاء

لا تفعل وافعل.. مشكلة العناد عند الأطفال

العناد مشكلة تعانيها أكثر الأمهات، وهي مصدر تعب ونكد وهم، فالأم تحرص دومًا على طاعة ولدها لها، ولهذا تظل حائرة حيال رفضها لما تطلبه منه، ولا تدري كيف تتصرف إزاء عناده؟ 

العناد ليس غريزة تولد مع الطفل كما تتصور بعض الأمهات، بل هو مؤشر على خلل في نفسية الطفل نتيجة سوء التعامل مع غرائزه الفطرية النامية في المرحلة الأولى من عمره.  

 كيف تتصرف الأم مع طفل يعمل عملًا لا ترضاه؟ 

إن الطلب منه أن يكف عن عمل هذا الشيء لن يجدي معه شيئًا ما دام معاندًا، وسيرفض حتمًا كل ما يطلب منه، والأولى في مثل هذه الحالة أن تستبدل الأم (كلمة لا تفعل) بكلمة (افعل) حتى تخرجه من العناد وبأسلوب لطيف فمثلًا: حين تجد الأم طفلها يكتب على الحائط بدلاً من أن تقول له (لا تكتب على الحائط) تقول له: تعال وارسم بهذه الأقلام الملونة على هذه الورقة حتى أرى رسمك الجميل، مع مراعاة ألا يظهر على وجهها أية علامة رفض لما فعله، بل تتظاهر بعدم اهتمامها بما يقوم به من عبث وإن كانت في داخلها منفعلة، وأحيانًا نرى حين تريد الأم المحافظة على قطعة ثمينة تقول له: لا تلعب بهذه القطعة لأنها خاصة بي، إنها في مثل هذه الحالة تغريه على العبث بها دون أن تشعر. 

ذكر عناد الطفل أمام الآخرين: 

إن ذكر مساوئ الطفل أمام الآخرين خطأ فادح تقوم به بعض الأمهات في محاولة لتفريغ شحنات غضبهن وألمهن من عناد أطفالهن المؤذي، إن سماع الطفل لمثل هذه الأحاديث تزيد عنده رغبة التحدي، الأمر الذي يزيده عنادًا. 

فسخرية الأم من قدرات طفلها تدفعه لعدم طاعتها وتجعله يحقد على من حوله ولذا تجد الأم طفلها أكثر إصرارًا وعبثًا وعنادًا بعد سماعه ذكر تصرفاته السيئة أمام الآخرين. 

حاجة الطفل المعاند إلى مزيد من الاستقلالية والحرية:  

إن الطفل الذي يفتقد إلى الحرية في المرحلة الأولى من طفولته يكون كالنبات الفاقد للهواء النقي فينمو ضعيفًا مصفرًا لا يعجب الناظرين. 

والأجدر بالوالدين أن يتحليا بالصبر أمام عبث الطفل المعاند وطريقة أكله ولعبه ومشيه ما عدا إيذاءه للآخرين. 

إن التصرفات غير المرضية في حركته وسلوكه نتيجة طبيعية لفقدانه الحرية الكافية لنمو غرائزه في جو سليم، لذا يكون علاجه بالسكوت عن سلوكه وعدم التحذير والتدخل في شؤونه ريثما يرجع إلى الوضع الطبيعي والإصرار عليه بتغيير سلوكه يزيد الطين بلة، لأن الإصرار يعني سلب حريته في الحركة لذا يزيده عنادًا بشكل لا ينفع معه بعدئذ أي علاج. 

استخدام المنافسة: 

عادة ما يواجه الطلب من الطفل المعاند في مرحلة الطفولة الأولى بالرفض وعدم الاستجابة، وحتى نحمل الطفل على إنجاز بعض الأعمال الضرورية ينبغي استخدام أسلوب المنافسة، فمثلًا: إذا أرادت الأم من صغيرها المعاند أن يسرع في مشيه معها في الشارع لن يجدي شيئًا، والأولى أن تقول له: لنر من يصل إلى البيت أولًا أنت أم أنا؟ وحين تريد الإسراع في تناوله الطعام تقول له: لنرى من الفائز الأول في الانتهاء من فراغ الصحن من الطعام. 

انقلي إلى الطفل القواعد بشكل إيجابي: 

ادفعي طفلك للسلوك الإيجابي من خلال جمل قصيرة وإيجابية وبها طلب محدد، فبدلًا من «كن جيدًا»، أو «أحسن سلوكك ولا ترم الكتب»، قولي: «الكتب مكانها الرف». 

اشرحي قواعدك واتبعيها: 

إن إلقاء الأوامر طوال اليوم يعمل على توليد المقاومة عند الطفل، ولكن عندما تعطي الطفل سببًا منطقيًا لتعاونه، فمن المحتمل أن يتعاون أكثر، فبدلًا من أن تقولي للطفل «اجمع ألعابك»، قولي: «يجب أن تعيد ألعابك مكانها، وإلا ستضيع الأجزاء أو تنكسر»، وإذا رفض الطفل فقولي: «هيا نجمعها معًا»، وبذلك تتحول المهمة إلى لعبة. 

علقي على سلوكه لا على شخصيته: 

أكدي للطفل أن فعله غير مقبول، وليس هو نفسه فقولي: «هذا فعل غير مقبول»، ولا تقولي مثلًا: «ماذا حدث لك»، أي لا تصفيه بالغباء، أو الكسل، فهذا يجرح احترام الطفل لذاته، ويصبح نبوءة يتبعها الصغير لكي يحقق هذه الشخصية. 

اعترفي برغبات طفلك: 

من الطبيعي بالنسبة لطفلك أن يتمنى أن يملك كل لعبة في محل اللعب عندما تذهبون للتسوق، وبدلًا من زجره ووصفه بالطماع قولي له: «أنت تتمنى أن تحصل على كل اللعب، ولكن اختر لعبة الآن، وأخرى للمرة القادمة»، أو اتفقي معه قبل الخروج: «مهما رأينا فلك طلب واحد أو لعبة واحدة»، وبذلك تتجنبين الكثير من المعارك، وتشعرين الطفل بأنك تحترمين رغبته وتشعرين به. 

استمعى وافهمي: 

عادة ما يكون لدى الأطفال سبب للشجار، فاستمعي لطفلك، فربما عنده سبب منطقي لعدم طاعة أوامرك فربما حذاؤه يؤلمه أو هناك شيء يضايقه. 

حاولى الوصول إلى مشاعره: 

إذا تعامل طفلك بسوء أدب، فحاولي أن تعرفي ما الشيء الذي قصده الطفل بفعله هذا، هل رفضت السماح له باللعب على الحاسوب مثلًا؟، وجهي الحديث إلى مشاعره فقولي: «لقد رفضت أن أتركك تلعب على الحاسوب وغضبت أنت، يمكنك أن تقول أنا غاضب»، ولكن لا تتصرف بطريقة غير لائقة، وبهذا تفرقين بين الفعل والشعور، وتوجهين سلوكه بطريقة إيجابية وكوني قدوة، فقولي: «أنا مثلاً غاضبة من أختي، ولذلك سأتصل بها، ونتحدث لحل المشكلة». 

تجنبي التهديد والرشوة: 

إذا كنت تستخدمين التهديد باستمرار للحصول على الطاعة، فسيتعلم طفلك أن يتجاهلك إلى أن تهدديه، لذا فإن التهديدات التي تطلق في ثورة الغضب تكون غير إيجابية ومع الوقت سيتعلم الطفل ألا ينصت لك. 
كما أن رشوته تعلمه أيضًا ألا ينتبه لك، حتى يكون السعر ملائمًا، فعندما تقولين سوف أعطيك لعبة جديدة إذا نظفت غرفتك»، فسيطيعك من أجل اللعبة لا لكي يساعد أسرته أو يقوم بما عليه. 

الدعم الإيجابي: 

عندما يطيعك طفلك قبليه واحتضنيه أو امتدحي سلوكه «ممتاز، جزاك الله خيرًا، عمل رائع»، تأكدي أن طفلك سوف يرغب في فعل ذلك ثانية، ويمكنك أيضًا أن تحدي من السلوكيات السلبية، عندما تقولين: «يعجبني أنك تتصرف كرجل كبير ولا تبكي كلما أردت شيئًا». 

بعض الآباء يستخدمون الهدايا العينية، مثل نجمة لاصقة، عندما يودون تشجيع أبنائهم لأداء مهمة معينة مثل: حفظ القرآن مثلًا، أو يقومون بوضع لوحة، وفي كل مرة ينجح فيها توضع له نجمة، وبعد الحصول على خمس نجمات يمكن أن يختار لعبة تشترى له أو رحلة وهكذا. 

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم