ينتج مرض (التليف الكيسي- Cystic Fibrosis ) عن خلل في «مورثة- جين» تتحكم في عمل بروتين ينظم دخول وخروج الملح لخلايا الغدد القنوية في الجسد. وقد سهل اكتشاف هذه المورثة من تشخيص المرض وعلاجه.
وتظهر أعراض التليف الكيسي في بداية العمر, حيث تفرز غدد الرئة والشعب الهوائية كمية كبيرة من المخاط السميك واللزج فتغلق ممرات الرئة وتحتجز البكتريا الضارة مؤديةً إلى السعال والصفير وصعوبة التنفس والتهابات رئوية متكررة.
كما تؤدي الإفرازات اللزجة إلى التأثير على إنزيمات البنكرياس مما يؤدي إلى التسبب بمرض السكر وأيضًا مشاكل في الهضم, ونقص الإنزيمات الهاضمة قد يحدث سوء تغذية حيث لا تمتص المواد الغذائية بشكل جيد مما يتسبب بالألم عند الأطفال وحدوث مغص وعدم زيادة الوزن رغم التغذية الجيدة.
لذلك ننصح الأهل بالاعتناء بتغذية أطفالهم، حيث يجب أن يحتوي غذاؤهم على 75% من الخضراوات والفواكه النيئة والحبوب الكاملة والمكسرات.
ويعاني هؤلاء المرضى من غزارة العرق، والجلد يكون مالحاً بسبب التركيزات العالية من الأملاح. لذلك يفقدون كميات كبيرة من الملح عن طريق الغدد العرقية، وهنا يجب شرب كميات كبيرة من السوائل وتناول الملح والأغذية الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز. ويصبح البراز أكبر حجماً وكثير الشحم وسيئ الرائحة، وأيضًا يحدث العقم . وقد يحمل الشخص بعض أو كل هذه الأعراض.
وقد ينصح الطبيب بعمل اختبار العرق للطفل الذي لا يزيد وزنه رغم التغذية الجيدة. كما ينصح بإجراء اختبار التليف الكيسي للذين يحملون أعراض المرض بشكل كبير، أو إذا كانت هناك حالات مشابهة في العائلة فقط.
وعلى هؤلاء المرضى عدم تناول الأطعمة التي تزيد من إفراز الغشاء المخاطي، وتتسبب الأغذية المطبوخة والمعلبة في زيادة تكوين المخاط وبالتالي تضيع طاقة الجسد، فهذه الأغذية صعبة الهضم. كما يجب التقليل من المنتجات الحيوانية والألبان والسكر ومنتجات الدقيق الأبيض. مع تناول أطعمة مثل الثوم وعيش الغراب والبصل لتحسين إمداد الخلايا بالأكسجين. فضلاً عن تناول بروتينات وسعرات حرارية ومغذيات أخرى بصورة مناسبة. وبشكل عام يحتاج مرضى التليف الكيسي إلى 50% زيادة عن الطبيعي من المغذيات.
أريج بسام سنجلاوي
ماجستير تغذية وعلوم الأطعمة