من المعروف أن العلاج الإشعاعي أو الكيماوي المريض السرطان تنتج عنه آثار جانبية متعددة، وهذه بدورها تترك آثارًا أخرى غالبًا ما تكون شديدة الوطأة على المريض، ويزداد الأمر سوءًا إذا كان المريض لا يحصل على حاجته من الطعام الصحي.
فيما يلي بعض التوصيات الكفيلة بضمان حصول مريض السرطان على عناصر غذائية كاملة في أثناء تلقيه العلاج:
– توفير حاجته من السعرات: يحتاج مريض السرطان إلى 15 سعرة حرارية مقابل كل حوالي نصف كيلو جرام من وزنه، إذا كان وزنه ثابتًا. فإذا نقص وزنه يضيف 500 سعرة كل يوم. أي أن الشخص الذي يزن حوالي65 كيلو غرامًا مثلاً يحتاج إلى 2250 سعرة في اليوم للحفاظ على وزنه.
– الحصول على كفايته من البروتين: لبناء العضلات وإصلاح أنسجة الجسم المتهتكة يحتاج المريض إلى حوالي نصف غرام من البروتين مقابل كل نصف كيلو من جسمه. فإذا كان المريض يزن 65 كيلو غرامًا فإنه يحتاج إلى ما بين ۷5 و۹۰ غرامًا في اليوم .
– الحصول على كفايته من السوائل: يحتاج المريض إلى 8 أكواب من الماء في اليوم لوقايته من الجفاف (تزداد الكمية في المناطق الحارة والرطبة).
وفي أثناء فترة العلاج الكيماوي أو الإشعاعي من السرطان ينقص المحتوى المائي لدى المريض عادة. كما يضر بعض الأدوية العلاجية بكليتيه إذا لم يتم طردها من الجسم، ما يتطلب من المريض الحصول على الكفاية من السوائل.
وإذا لم يستسغ المريض طعم الماء المطلق، فيمكن تناول سوائل في شكل حساء أو أية وجبة أخرى سائلة مثل العصائر أو الحليب بدلاً منه، والامتناع عن المشروبات الحاوية على الكافيين.
– الاستعانة بخبير تغذية، لمساعدة المريض على إيجاد وسائل للتغلب على مشاكل التغذية التي تعترضه عند تناول الغذاء، مثل التخمة أو صعوبات البلع أو تغير المذاق. فضلاً عن إرشاده إلى وسائل تساعده على الحد من السعرات إذا كانت تشكل معضلة بالنسبة له، أو إضافة البروتينات إلى الوجبة في حصص أصغر إذا كان هناك نفور من البروتين مثلاً من قبل المريض، والحصص الأصغر يمكن أن توجد في الحليب الجاف مثلاً أو المشروبات المركزة. وقد يوصي اختصاصي التغذية المريض بتناول الفيتامينات الخارجية.
– الحصول على فيتامينات كافية، وفي حالة عدم حصول المريض على عناصر غذائية كاملة فإن عليه أن يتناول أقراصًا أو مشروبات دوائية حاوية على الفيتامين، خصوصًا ذلك الذي يحوي على ما نسبته 100% من احتياجات الشخص البالغ اليومية من الفيتامينات ومعظم العناصر الغذائية الضرورية. مع ملاحظة أن الفيتامينات الخارجية لا تحل محل الطعام الطبيعي.
وبالنسبة للشخص الذي يعالج من السرطان، فإن حصوله على جميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها جسمه تكون ضرورتها أكثر من أي شخص آخر. فإن جسمه يحارب السرطان وفي الوقت نفسه يحاول أن يصلح الخلايا التي تتأذى بسبب السرطان. ولكن، كيف يضمن المريض الحصول على جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها كل يوم؟
الحل ليس في الفيتامينات الخارجية التي يتم تعاطيها عن طريق الأدوية المقوية، خصوصًا أن بعض الذين يتلقون علاجًا كيماويًا أو إشعاعيًا يجدون من الصعوبة إبقاء الطعام في بطونهم طويلاً. وينصح الخبراء بتعاطي دواء واحد فقط يحتوي فيتامينات متعددة؛ لأن بعض الفيتامينات قد يتعارض مع العلاج، خصوصًا الجرعات المرتفعة من مضادات الأكسدة.
وبدلاً من الفيتامينات الدوائية يفضل الخبراء الحصول على الفيتامينات من الطعام، وينصحون الذين يعالجون من السرطان أن يأكلوا أي طعام يطيب لهم، شرط الاحتفاظ به في بطونهم. وفي هذه الحالة يكون تناول الفيتامينات الدوائية من باب إكمال النقص وليس الأساس.
وتفيد البروتينات في تقوية الجهاز المناعي وفي مرحلة النقاهة، خصوصًا اللحم والسمك والدجاج. إضافة إلى الجبنة والفول وزبدة اللوز والبيض والبندق والزبادي.
أطعمة وعناصرها الغذائية
فيما يلي بعض الأطعمة ومحتوياتها من العناصر الغذائية والفيتامينات:
– البيض والبندق، مصادر ممتازة لفيتامينات المجموعة “ب” وفيتامين “د” والبروتين. وتعد زبدة اللوز مع بسكوت الكراكير (crackers) من المقبلات التي يسهل الاحتفاظ بها في المعدة.
– الحليب والجبنة واللحم والسمك والدجاج، مصادر طيبة لفيتامين “أ” وفيتامينات المجموعة “ب” والبروتين. ويمكن أيضا تناول الجبنة والأيس كريم والزبادي والمقبلات الباردة. وأيضًا أطباق باردة من الدجاج والبيض والسلطات.
– الفول والبقوليات عمومًا، مصادر جيدة لفيتامينات المجموعة “ب” والبروتين.
– الخوخ والكمثرى، مصادر جيدة لفيتامين “ج”. وقد لا يستسيغ بعض المرضى المصادر التقليدية للفيتامين مثل البرتقال والحمضيات عمومًا بسبب جروح الفم. علمًا بأن الفاكهة الكاملة والعصائر مفيدة على حد سواء.
– الخضراوات المورقة الخضراء، مصادر جيدة لفيتامين “أ” وفيتامين “هـ” وفيتامين “ك”، والمعادن مثل الحديد.