إن الصيام عبادة واجبة علينا في ديننا الإسلامي وقد حثت الديانات الأخرى على الصيام وإن كانت بطرق وأساليب مختلفة.
كثيرًا ما نجد أشخاصًا رياضيين بعد جهد من التمارين الرياضية طوال العام يلجؤون إلى التكاسل في أداء التمارين الرياضية في رمضان إما جهلاً منهم بإمكانية القيام بالتمارين الرياضية في رمضان أو توفيرًا لطاقتهم وراحة لأجسادهم.
بإمكاننا أن نعتبر أن الصيام هو إعادة تأهيل لنظام الجسم بشكل عام، والجهاز الهضمي بشكل خاص، فبعد أن كنا نقضي معظم ساعات النهار بالأكل خلال فترات العمل دون إعطاء الوقت الكافي لعملية الهضم بأن تتم وهذا خطأ علمي وصحي فيجب أن يكون وقت الأكل بعيدًا بحوالي الساعتين عن أي نشاط جسماني مرهق سواء كان ذلك قبل أو بعد ذلك النشاط.
– ليس الصيام عن النشاط والحركة
على العكس تمامًا في رمضان فصيامنا فقط عن الأكل والشرب وليس عن الأعمال والأشغال، وهذا بحد ذاته حرق مناسب للسعرات الحرارية، وفي بعض الأحيان حرق للدهون بحسب الجهد الجسماني المبذول.
رمضان فترة زمنية يجب تخصيصها للعبادة والاستفادة منها لإعادة التأهيل المتكامل للشخص على أكثر من زاوية (الدينية – الاجتماعية – الصحية – الجسدية).
وسوف نذكر هنا بعض الخطوات السليمة المتبعة للقيام بالرياضة أثناء شهر رمضان.
– أنسب وقت للقيام بالتمارين الرياضية يكون:
– قبل أو بعد السحور بساعتين شرط أن يكون هناك ساعة فاصلة بين النوم وانتهاء النشاط الرياضي. ويفضل تخصيص ما قبل السحور للعبادة وقيام الليل.
– قبل الفطور أو بعده بساعتين شرط ألا يتبع انتهاء الرياضة بأي وجبة حتى لو كانت خفيفة لتجنب زيادة الوزن.
أنسب رياضة خلال شهر رمضان هي (المشي – السباحة – التمرينات الأرضية – الصلوات وبالأخص صلاة التراويح)، وتجنب الرياضات الشاقة والمتعبة.
– تذكر دائمًا بأن رياضة المسلم الصلاة، وهنا تأتي فائدة صحية من صلاة التراويح، وبشكل علمي فإن الصلاة يتخللها التنقل بين أوضاع عالية عن سطح الأرض (الاستقامة في الصلاة) وأوضاع قريبة من الأرض (السجود) والتكرر بذلك كفيل بالعمل على زيادة معدل ضربات القلب وبالتالي زيادة حرق السعرات الحرارية.
– لا داعي للرياضة خلال ساعات النهار، فالأعمال التي يقوم بها المسلم وإن كانت بسيطة كفيلة بحرق كافٍ للسعرات الحرارية شرط ألا يعتمد على هذه النشاطات اعتمادًا كليًا في خسارة الوزن.
احرص دائمًا على قضاء الصلاة في المسجد واذهب سيرًا على الأقدام ولا تستهن بالمقدار المستهلك من السعرات الحرارية لذلك.
– انقل نظام تمرينك من النادي إلى المنزل، فالذهاب إلى النادي من المحتمل أن يعطي شعورًا بالملل والكآبة نظرًا لقلة الحضور إن لم يكن معدومًا، وإن وجد الحضور فسوف تسلب طاقتك منك لظهور علامات الإرهاق على المجموعة بوقت قصير، فأنصح هنا بأن تقوم بالتمارين في منزلك بمشاركة أفراد العائلة.
– عن النظام الغذائي
– تأخير وجبة السحور كما أوصانا الرسول – صلى الله عليه وسلم – لإعطائنا القوة اللازمة للاستمرار خلال ساعات النهار.
– تقديم وجبة الإفطار كما أوصانا الرسول – صلى الله عليه وسلم – لأن تجويع النفس يعكس النتيجة من خلال الإنفلات على الأكل وبالتالي أخذ
مقدار أكثر من طاقة الشخص وبالتالي السمنة.
– احرص على تناول السلطات والمواد البروتينية والكربوهيدرات، فالسلطات تسهل عملية الهضم لاحتوائها على الخضراوات المليئة بالألياف والقليل من المواد البروتينية يضعف العضلات والقليل من الكربوهيدرات يشعرك بالوهن والضعف، فبالتالي عدم القدرة أو صعوبة الاستمرار خلال ساعات النهار.
– أكثر من شرب الماء فالماء يحرق الدهون.
– ساعات الراحة والنوم ضرورية لرفع كفاءة عمل الجسم خلال الصيام
– أعد ضبط ساعة الجسم البيولوجية بما يتوافق مع شهر رمضان، ولا تستغل معظم وقت النهار في النوم، فأنت لا تعلم مدى الفائدة التي تضيعها عليك في ساعات النهار من الناحية الدينية والصحية .
– خصص ساعات ما بعد الفجر إلى الظهر وما بعد العصر الى المغرب للنوم.
ربى الموسى – مدربة رياضة – ماجستير في العلوم الرياضية