أكدت دراسة علمية أجريت في جامعة أسترالية أهمية حصول النساء البدينات على حمية غذائية قليلة السعرات الحرارية. وحثت البدينات على ممارسة رياضة بدنية بشكل روتيني.
الدراسة أشارت إلى فائدة ذلك في علاج المشاكل الصحية التي تصاحب (متلازمة المبيض عديد التكيس- polycystic ovary syndrome)، وهي اضطراب هرموني يشتكي منه من 5-10% من النساء خلال حياتهن (في أعمار من 15- 45سنة). وهذا الاضطراب هو سبب متكرر الحدوث يؤدي إلى حدوث العقم الجنسي في أولئك النساء وهو أكثر الاضطرابات الهرمونية الشائع حدوثها لديهن.
واكتشفت الدراسة إمكانية تقليل شدة الأعراض الصحية لهذه المتلازمة في المرأة البدينة عن طريق تخفيض ما تحصل عليه من سعرات حرارية في طعامها بغض النظر عن نوع الحمية الغذائية التي تستعملها، وتحسين فرص حملها بالإضافة إلى تحسين الحالة الصحية لجسمها ككل.
ويتحقق ذلك عن طريق تخفيف شدة حدوث أعراض صحية مثل مقاومة الأنسولين في خلايا الجسم وارتفاع كولسترول الدم والبدانة. فقد تؤدي هذه الأعراض المرضية إلى حدوث مشكلات صحية أكثر خطراً على المرأة مثل أمراض في القلب ومرض السكر من النوع الثاني وعدم الإنجاب.
وخلال مقارنة الدراسة العلمية بين تأثير استعمال حمية غذائية عالية البروتين وأخرى قليلة البروتين بين 28 امرأة بدينة يعانين من متلازمة المبيض عديد التكيس، تبين أن لهما تأثيرًا متساويًا في فعاليتهما في تشجيع حدوث نقص في وزن المجموعة وبالتالي تقليل شدة أعراض هذا المرض.
وأظهرت أن نوع الحمية الغذائية كانت أقل أهمية من فرض قيود على عدد السعرات الحرارية المأخوذة في الطعام، وحصلت النساء في تلك الدراسة بشكل عفوي إما على حمية غذائية قليلة البروتين توفر فيها السعرات الحرارية ما يلي:
* 55% من الكربوهيدرات.
* 15% من البروتين.
* 30% من الدهون أو حمية غذائية مرتفعة البروتين تتوزع فيها السعرات الحرارية حسب ما يلي:
– 40% من الكربوهيدرات.
– 30%من البروتين.
– 30% الدهون.
وخلال الاثني عشر أسبوعًا الأولى من هذا البرنامج، حصلت النساء على حمية غذائية وفرت حوالي (1400 س ح) وأدت إلى حدوث نقص في أوزانهن.
وركزت الأسابيع الأربعة التالية على المحافظة على الأوزان الجديدة للمشاركات، ومارسن خلال هذه الدراسة رياضة بدنية ثلاث مرات كل أسبوع، وفي نهايتها اكتشف العلماء حدوث نقص في الدهون الكلية المخزنة في أجسامهن بمعدل 12.5% من الدهون الموجودة في منطقة البطن، وهي التي كانت مسؤولة عن الأعراض الصحية لمتلازمة المبيض عديد التكيس وزيادة خطر حدوث أمراض في القلب.
وفي كلتا المجموعتين من النساء حدث تحسن في حالة مقاومة هرمون الأنسولين في الخلايا وانخفض تركيز سكر الدم في حالة الصوم حوالي 20%.
وبدأ ظهور هذه الفوائد الصحية في النساء خلال مرحلة اتباعهن الحمية الغذائية قليلة السعرات الحرارية لإنقاص أوزانهن ثم استمرت عند اتباعهن حمية غذائية أخرى للمحافظة على أوزانهن الجديدة.
كما أظهرت الدراسة حدوث تحسن في موعد حدوث الدورة الشهرية للمشاركات وقد زاد ذلك بدوره من فرص حملهن، وتتصف هذه المتلازمة بتكرار غياب الدورة الشهرية للمرأة واضطراب فيها، وكان الاختلاف الوحيد بين المجموعتين من الحمية الغذائية في مجال تركيز كولسترول الدم.
فلقد حدث انخفاض في تركيز البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة وصل إلى 10% في النساء اللواتي استعملن حمية غذائية منخفضة البروتين، لكن لم يحدث ذلك في النساء اللواتي حصلن على حمية غذائية عالية البروتين.
كما لوحظ أن النساء اللواتي عانين من انخفاض في تركيز هرمون الأنسولين في الدم شعرن بتحسن في أعراض المتلازمة، وأظهرت الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من متلازمة عديد التكيس يفيدهن حدوث نقص ملحوظ في أوزانهن (حوالي 20%) في تحسن فعالية هرمون الأنسولين في خلايا أجسامهن، وهو مهم في وقايتهن من الإصابة بداء السكر.
*مجلة علم الغدد الصماء والأيض الغذائي
J.Clinical Endocrinology& Metabolism