ربما يؤدي نظام تغيير التوقيت في الشتاء إلى نتيجة عكسية على صحة المواطنين, حسب ما أكده بروفسور روجر هندرسون الخبير البريطاني في أمراض التغذية، والذي أصر على هذا الطرح الذي يتعارض مع الهدف الأساسي من تغيير المواقيت صيفًا وشتاء من أجل الاستفادة القصوى من ساعات النهار التي يعمل خلالها الموظفون.
لكن أحدث دراسة قام بها هندرسون, تؤكد أن هذا النظام القائم منذ سنوات طويلة في كثير من دول العالم نتج عنه قائمة جديدة من الأمراض العضوية والنفسية التي يتعرض لها النساءعامة والمراهقات والمراهقون أكثر من الرجال البالغين.
من خلال الدراسة، توصل هندرسون إلى وجود مجموعة من الأعراض النفسية التي تنحصر في حالات مزاجية مختلفة تظهر على شكل حزن وكسل وبطء الحركة, بجانب بعض الأعراض الجسمانية مثل آلام الظهر والمفاصل والصداع وانخفاض ضغط الدم والشعور الدائم بالإرهاق ورغبة مستمرة في النوم, بجانب ميل إلى تناول الوجبات الدسمة..
وقد أكد هندرسون أن هذه الأعراض تشكل جميعًا أعراضًا لمرض الحزن الموسمي الناتج عن تغيير نظام الساعة البيولوجية للجسم عن طريق تغيير المواقيت الذي ينشأ عنه خلل في بعض وظائف الجسم, هذا بجانب تناقص ساعات النهار تدريجا في شهور الخريف وبداية الشتاء حيث إن الإنسان يصاب بحالة من الكآبة إذا لم يتعرض للضوء الطبيعي فترة كافية كل يوم.
وأضاف أن أشخاصًا يصابون بحالات مزمنة من الحزن الموسمي تلازمهم في كل مراحل عمرهم، وذلك يتطلب منهم الاهتمام بتناول الوجبات بشكل منظم وتقليل الطعام الدسم وممارسة الرياضة, والاستيقاظ في وقت مبكر واستخدام الفيتامينات أو المقويات, فضلاً عن تقليل المواد السكرية الموجودة في الشاي والقهوة والمشروبات الأخرى مثل الكاكاو والشيكولاته الساخنة التي تعد من المشروبات الشتوية. وأشار هندرسون إلى أن هذا المرض ليس بجديد، ولكنه يعتبر من الأمراض الموسمية المؤقتة, ونصح كل من يشعر بهذه الأعراض أن يتوجه إلى الطبيب ليضع له برنامجًا غذائيًا مناسبًا لظروفه حتى لا يتفاقم المرض ويؤدي إلى أمراض نفسية مزمنة